حجم النص
بقلم / مسلم الركابي 19/ 6/ 2017 .هذا التاريخ ربما لم يفكر به أحد لذلك نقول ان هذا التاريخ يمثل تاريخ انتهاء صلاحية الحكومة المحلية في كربلاء وبالتحديد مجلس محافظة كربلاء الذي تنتهي صلاحية وجوده بهذا التاريخ حيث يصبح المجلس بعد هذا التاريخ فاقد الشرعية يعني يصبح اكسباير وعلى جميع أعضائه أن يرحلوا غير مأسوف عليهم وان عليهم أن يتركوا مكاتبهم وسياراتهم وامتيازاتهم وحماياتهم ورواتبهم ويعودوا من حيثما جاؤا صحيح أننا نسمع أن هناك مساعي من بعض قادة الكتل الكبيرة في مجلس النواب وهم الحيتان الكبار لأجل الحصول على تشريع معين يفضي بتمديد عمل مجالس المحافظات والتي كانت ولازالت تشكل عبئا كبيرا على المواطن والوطن فهذه المجالس فاقدة الشرعية في نظر المواطن البسيط بعدما فشلت هذه المجالس بتقديم ما يطمح إليه المواطن الفقير حيث فقدت دورها التشريعي والرقابي والذي أقره الدستور العراقي وقانون مجالس المحافظات فقد تحولت هذه المجالس إلى مكاتب للسياحة والسفر بعدما أصبح أعضاءها في حالة سفر دائم فهم يبحثون عن استثماراتهم وملذاتهم ومصالحهم في دبي وبيروت وطهران وعمان وأذربيجان وغيرها من عواصم العالم. لقد تغيرت أحوالهم واشكالهم وأصبحوا خلال أربعة سنوات عجاف يتكلمون بالورق الأخضر. حيث تناسوا شعاراتها وتركوا محافظاتهم عرضة الإهمال والنسيان بعدما افترستها حيتان الفساد والتي تحركت تحت حمايتهم حيث كانوا ينظرون بعين واحدة فلا خدمات ولاهم يحزنون نراهم يتمترسون وراء كتلهم السياسية لا يجتمعون على مصلحة المواطن لذلك كانت اجتماعاتهم ناقصة النصاب فاقدة الصواب لكنهم نراهم يجتمعون وبحماس شديد حينما يتعلق الأمر في مصلحة حزبية أو كتلوية أو شخصية اجتماعاتهم مناكفات وصراعات وتقاطعات واختلافات فهم وجوه متوالفة وقلوب متخالفة.رصيدهم في الشارع صفرا وهذه الحقيقة التي لاتحتاج إلى استفتاء أو تقصي تجربة فاشلة بكل معنى الكلمة انها تجربة مجالس المحافظات والتي ضيعت الخيط والعصفور وبات المواطن يندب حظه العاثر بعدما اغتالت هذه المجالس أحلامه الصغيرة في أن يعيش بأمان اولا وعيشة بسيطة هادئة نعم هذه هي أحلام المواطن العراقي اليوم.ترى ما الذي حققته هذه المجالس البائسة فلا تعليم ولا صحة ولا خدمات أصبح كل شيء خاضع للمحاصصة فقد تقاسم أعضاء مجالس المحافظات قوت الناس بعد تقاسموا التعيينات والوظائف حيث أصبح كل شيء مرهون بمزاج ونرجسية أعضاء مجلس المحافظة فهم يعشقون الأضواء والكاميرات حتى في المناسبات الاجتماعية نراهم يتدافعون بالمناكب هم وحمايتهم من أجل أن يتصدر أحدهم المشهد يلطمون في عاشوراء وكربلاء تشكو الإهمال والضياع. واليوم وبعد أن أوضح المختصون في الشأن القانوني بأن مجالس المحافظات أصبحت اكسباير بعد انتهاء فترة الدورة الانتخابية لهذه المجالس نشاهد للأسف الصراع الشديد في مجلس النواب لأجل التمديد لهذه المجالس لأنها تمثل حدائق خلفية للأحزاب السياسية والكتل البرلمانية الكبيرة وعليه نقول ان الخاسر الأكبر هو المواطن البسيط الذي صودرت إرادته فهو اليوم يبحث عن الخلاص والتغيير فهو قالها ويقولها باستمرار ارحلوا غير مأسوف عليكم ولابد أن تشرق شمس التغيير بهمة الأخيار من أبناء هذا الوطن.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته