- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فتوى الدفاع المقدس والوعي التحرري
حجم النص
بقلم:علي حسين الخباز تجربة روحية امتلكت المعنى الانساني والوطني، وعبرت عن علاقة الدين بالحياة، وأوجزت فتوى الدفاع المقدس وطنية النداء الثوري التحرري، وقدمت انجازاً وطنياً، هويته الدفاع عن البلاد، حِينَ تَقُومُ صد أي احتلال يريد المهانة والتطاول على قيم الانسان العراقي. الوعي المرجعي المبارك رؤية ناضجة انبثقت لتكوين الحشد الشعبي المبارك تحت اشراف الحكومة والمؤسسة العسكرية الرسمية، هذا التوجيه هو الذي خلق زلزالاً اعلامياً انهى شغل جميع الاعلاميات المنحرفة التي أشاعت أن الحشد الشعبي ما هي إلا ميليشيات منفلتة، وهذا سعي كبير لمجهود يريد تحويل التهم الموجهة لداعش باعتبارها عصابات غير منضبطة الى تكوينات الحشد الشعب. وكان تفكير المرجعية الدينية الشريفة أكثر وعياً حين أعطت شمولية النداء، وما يفصح عن خطاب عراق موحد يضم أبناء الشعب العراقي للنظر الى توحيد الهويات الدينية والفكرية وتوحيد الانتماء الوطني. التأمل في حيثيات هذا الوعي يمنح العالم تجربة فكرية مثقفة، قرأت الواقع الحاضر والمستقبل قراءة ذكية، فلذلك لم توجه الخطاب الى المسلمين الشيعة في العالم، ولا وجهته الى العراقيين خارج البلاد، بل هي وجهته الى العراقيين الذين يعيشون داخل العراق. ومثل هذه القراءة الواعية وثقت العلاقة الانسانية في مرحلة تعد من أصعب المراحل التاريخية التي مرت على العراق، ومنحت الفرصة لجميع أفراد الشعب ممن يمتلكون المواقف الصادقة للدفاع عن وطنهم، فكانت الاستجابة الشعبية السريعة والمذهلة من مختلف شرائح الشعب العراقي هو دليل على تقرير معاني الاخوة، وطرد الشبهات عن الخلافات الطائفية، فقد حاول الاعلام المنحرف التركيز عليها، لكن الوعي المرجعي المبارك الذي حث على تحرير المحافظات العراقية دون النظر الى مكوناتها المذهبية، فكان هناك وعي انساني شعبي، استنهض القيم الخيرة فيه حتى تجاوز عدد المتطوعين الحد المطلوب. ولولا هذا الوعي المعرف من قبل العالم، لوجدنا حقيقة صدى ما يثيره اعلام الانظمة والتحزبات والحكومات المتخوفة من مستقبل الحشد الشعبي، وكانت القراءة الواعية للمرجعية المباركة مستمرة ومتجددة مع كل مستجد. قراءة المرجعية المبارك للواقع الذي انبثقت منه هذه الاستجابة، كانت قراءة مؤثرة في وجدان الشعب بكل أطيافه الدينية والمذهبية، ومعبرة عن أفكاره الساعية للتحرر وكاشفة عن جميع مغريات الوهم السياسي، وفبركات الاعلام المنحرف، ولذلك أيدت اغلب المراجع السنية العراقية هذه الفتوى، وانتمت فعلاً الى الخط المناهض للاحتلال الداعشي بأية مسميات كانت. وحصلت الفتوى على التأكيد السياسي، فترجمت المرجعية وعيها الى حشد منتظم ومجهز إيمانياً للوقوف بشموخ أمام أي تجاوز داعشي او غيره، هذا الحشد والوقوف البطولي جرى في وقت تداعت فيه المؤسسة العسكرية تحت قيادة الدولة العراقية وأثمر انتماء عراقياً لم يدافع عن محور اقليمي أو دولي، وإنما كان منحازاً لوطنية عامرة بالإيمان، وأعتقد أن العالم سيكتشف يوماً جوهر الوعي الانساني المرتبط بثقافة اهل البيت (عليهم السلام) وفكرهم النير العامر بالمحبة والسلام.
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- فتوى الدفاع المقدس والوعي الجمالي