حجم النص
بقلم:د. غالب الدعمي ~يخفق في أحيان كثيرة أفراد المجتمع في معالجة المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية، ومن أبرزها المشكلات الناتجة عن دخول الانترنت كمتغير فاعل في حياة الناس، وقد رافق ذلك ظهور بعض المصطلحات الجديدة التي أدت إلى حصول خلافات أسرية كبيرة تسبب بعضها في جرائم قتل في أغلب المحافظات، فضلاً عن حالات طلاق تم النظر فيها من المحاكم المختصة. ويعد مصطلح الزواحف من أهم تلك المصطلحات الذي يُعّرفه (قاموس المعاني الجامع) بأنه "الزَّحَّافَاتُ، الْحَيَواناتُ الفِقْرِياتُ ذَواتُ الدَّمِ البارِدِ وَتَنْقَسِمُ إلى فِئَتَيْنِ: فِئَةٍ ذاتِ قَوائِمَ كالتَّماسِيحِ وَفِئَةٍ بِلا قَوائِمَ كالْحَيَّاتِ"، لكن هناك تعريف ميداني للزواحف يتداوله الشباب العراقي وهو يتصل (بالمتحرشين والمتحرشات) وهذا المصطلح يشمل النساء والرجال من أعمار متباينة، ويتمثل بإنشاء حساب غير معروف على شبكات التواصل الاجتماعي مزدان بصورة لفتاة جميلة أو شاب أنيق، ويبدأ باقتراح عدد من الصداقات من الجنس الآخر، ومن ثم الدخول على الخاص بشكل مؤدب وبكلمات منتقاة ويستمر الزاحف وكما قُلنا قد يكون من (الرجال والنساء) باستلطاف الطرف الآخر ومن ثم الايقاع به في لحظة ضعف، ربما تكون بسبب حصول خلاف بين الأزواج أو حالات أخرى يتعرض لها الشاب في حياته إذا كان غير متزوج، وتتوثق هذه العلاقة مع مرور الزمن ويتم عن طريقها تبادل الصور الشخصية، وكلمات الإعجاب، وتصل بعض الاحيان إلى الخروج معاً وإقامة العلاقة المحرمة في النهاية وهذا ما يصبو اليه الزاحف، في حين انها كانت في بدايتها لا تعدو صداقة بريئة. كما يوهم الزاحف فيها الطرف الآخر بأن علاقتهما هي صداقة نظيفة لا أكثر إذا كان الطرفان متزوجين أو أحدهما أو الإغراء بالزواج بالنسبة للفتاة غير المتزوجة. وقد تُكتَشَف هذه العلاقة من الزوج أو من الأخ أو عن طريق قيام الزاحف قصداً بإخبار المحيطين بالضحية في حالة رفضها الاستجابة لرغباته، وتم رصد الكثير من الحالات في المحاكم العراقية تسبب بعضها بحالات قتل لرجال ونساء أو طلاق مما انعكس سلباً على استقرار العائلة العراقية. وفي الغالب تتناسب ردة الفعل مع المستوى الثقافي للعائلة، فبعضهم يفضل التعامل مع هذه الموضوعات بشكل سري، وبعضهم يعتقد أن قتل الضحية أو الزاحف والإعلان عن ذلك يُعد بمثابة تطهير للعائلة من الدنس وغسل العار، وبعضهم الآخر يعالجها بعيداً عن الأضواء. ويدعم ذلك ما ذهبت اليه التقارير الإخبارية الصادرة من الشرطة العراقية بحصول حالات قتل لفتيات تحت عنوان (غسل العار) في محافظات الديوانية والبصرة ودهوك وأربيل وغيرها من المحافظات.