- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تسوية ٌ بختم ِ دَم ِ ( علي سجاد عجام ) !.
حجم النص
بـقـلـم: نـجـاح بـيـعـي. ــ الطبيب (علي سجاد صاحب عجام)!. أو هكذا كان يمكن أن يكون. فتىً بأربعة عشر ربيعا ً , كان يحلم أن يصبح طبيبا ً حينما يكبر ليعالج جرحى التفجيرات والحشد. والداه انتظراه لأكثر من (سبع سنوات) ليأتيهم من ظهر الغيب قمر أخضر , ويحطّ بأحضانهم أملا ً ليمتدّ حياة لهم في الدنيا بعد أياس , فكان لقلوبهم نبضا ً , ولعيونهم نورا ً , ونصيبهم الوحيد من دنيا الجدب. وحيدا ً راح يكبر بينهم , وما كان ليكبر بأعينهم. ترعرع ونشأ وبرز في مدرسته ليكون من أكفأ أقرانه وأشطرهم. الطبيب (علي) قرّة عين كل عراقيّ شريف ووطنيّ غيور. ولأنه كذلك , ولأنّه أبن العراق البّار , كان عليه أن يدفع ضريبة وجوده المميّز , تلك الضريبة القاسية التي جرت منذ أن ولد التاريخ , وخطى حبوا ً أولى خطواته بطعن قابيل هابيل حسدا ً وظلما ً وعدوانا ً, وتجري إلى اليوم لتمرّ على فتانا وتجتازه تاركة إياه جسدا ًمقطّعا ً أربا ً أربا ً بنصل الموت الغادر , على أيدى وحوش الأرض وعتاتها. وينتهي مرميّا ً ببغداد , عند مسنّاة حافة نهر دجلة , المصطبغة بدمه الزكيّ الأحمر القاني , ليكون الشهيد طعنة حمراء بخاصرة النهر الى الأبد , ودالة على جريمة نكراء لا تغتفر أبدا ً!. مَن خطف وقتل , ويخطف ويَقتُل عليّا ً كل يوم ؟!. باختصار.. إن الجهة التي تقف وراء مجمل الجرائم الإرهابيّة بما في ذلك جرائم الخطف والقتل , هي ذات الجهة التي تقف وراء خطف وقتل الفتى (علي عجام)!. فالدوافع هي تنفيذ أجندات خارجيّة وداخليّة تقوم بها بعض الأطراف السياسية العراقيّة , الهدف منها ضرب السلم والأمن المجتمعي , وإثارة النعرات المذهبيّة والطائفيّة , وضرب مكونات الشعب العراقي بعضه مع بعض الآخر ,بطرق وأشكال وصور متعددة. من أجل مكاسب سياسيّة وحزبيّة ومذهبيّة ومناطقيّة , وإظهار الدولة ومؤسساتها وبأجهزتها الأمنيّة بمظهر العجز والإحباط والتذمّر. نعم!. الاعترافات الأولية لمنفذي الجريمة , تشير إلى أنها جريمة جنائيّة , وأنهم مجرد عصابة محليّة منفلتة! ألا أن منطق رصد الأحداث اليوميّة الدامية , والنظر الى تكرار حالات الخطف والقتل وتزايدها , وتصاعد منحنى الخط البياني لها , تشير قطعا ً الى أنها ليست كذلك , وأنها ليست (حالة ــ أو حالات) منفصلة بعضها عن بعض , وإنمّا هي (ظاهرة مطردة) وفعل مُمنهج أُريد به أن يكون بهذا الشكل , ويقف ورائه عقل مدبّر يتخذ من مؤسسات الدولة ملاذا ً له ويختفي ورائها كما هو معروف!. ــ الدليل ؟!. أولا ً ــ: تشريع قوانين حسب (اتفاقات سياسيّة) مسبقة بين القوى السياسيّة العراقيّة , لأجل المجرم لا لأجل الضحيّة!. فحينما ينتقد ويسخر رئيس مجلس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) من إحدى فقرات قانون العفو العام , الذي شرّعه البرلمان العراقي , وتحديداً (فقرة) شمول مجرمي الخطف بالعفو , وكان سبباً في زيادة معدل حالات الخطف في بغداد. نجد رئيس أعلى سلطة تشريعيّة في العراق (سليم الجبوري) يُبدي استغرابه من تصريحات العبادي , وبنفس الوقت راح يؤكد ويدافع عن قانون العفو العام قائلاً: " ان قانون العفو العام.. قد شُرع لشمول الابرياء!. وهو جزء من مشروع المصالحة الوطنية، وأحد بنود وثيقة (الإتفاق السياسي) الذي تشكلت على أثره الحكومة ". ويذكر أنّ هوية خاطف وقاتل الفتى (علي عجام) من الذين شملهم قانون العفو العام!. ثانيا ً: أن لرفع شعار (نريد تسوية تحقق لنا أمناً) ومن أعلى زعامة في الكيان الشيعي السياسي , مع اعترافه من أن هؤلاء المجرمين , يُستخدمون كورقة للضغط على الشعب العراقي.. لدليل قاطع على غض النظر عن المجرمين وعن جميع عملياتهم الإرهابيّة ومعاقبتهم , وغض النظر عن جميع مآسي الشعب العراقي!. وإعلان صريح على تدخل قيادات وزعامات القوى السياسية , بعمل الدولة ومؤسساتها!. وحجب دورها وإظهارها بمظهر عن العجز!. ودعوة للقبول بالإرهاب وقادته كشريك وطني بالعمليّة السياسيّة !. ثالثا ً: العقل الجمعي لدى الشعب العراقي عامة , ولدى أهالي بغداد خاصة , وكان قد حكم على من قام بهذه الفعلة الشنيعة وأطلق تسمية (دواعـش بغداد) على من قام بالفعل!. وهذا ما أشيع مباشرة بعد الحادث المؤسف. والشعب العراقي يعي جيدا معنى مفهوم (دواعش)!. وقد ترّسخ في عقله الباطن بأن ّ داعش لم تكن لتظهر للوجود لولا وجود حاضنة ترعاه , ودعم لوجستيّ يُغذّيه , ودعم عسكريّ وماليّ يمدّ وجوده بالبقاء , وغطاء سياسيّ ومؤسساتي وتشريعيّ في الدولة العراقيّة ليكون مجاله الحيوي الذي يتحرك من خلاله!. ــ فهل عرفتم قتلة الفتى الطبيب (علي سجاد عجام)!؟.
أقرأ ايضاً
- صحافةٌ وصحافة
- الحجُّ الأصغرُ .. والزِّيارةُ الكُبرىٰ لِقاصِديِّ المولىٰ الحُسّين "ع"
- التسرب من التعليم