حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم من الطبيعي كل من يمتهن مهنة تكون نتاجاته لطرف اخر مهما يكن هذا النتاج (بضاعة، كتاب، خدمة) تكون محل مدح وقدح لدى الاخرين وليس بالضرورة من يمدح هو الصائب ومن يقدح هو الخائب بل لربما العكس وقد تكون مناصفة كل حسب ما يرى من وجهة نظره. المنتَج (بفتح التاء) قابل للنقد اما المنتِج (بكسر التاء) خط احمر لان حكم المستفيد او غير المستفيد على المنتِج يعتبر تجاوز ولا يؤخذ به. لاننا نكتب فكتاباتنا تكون بين النقد والمدح وقد نقسو بعض الشيء او نغالي في مدحنا وبالجهة المقابلة فاننا نتلقى ردود افعال بين الثناء والهجاء على كتاباتنا وهذا امر طبيعي، نعم تلقيت حتى شتائم ومهما يكن فعملا باخلاق اهل البيت عليهم السلام اعفو عنهم واستغفر لنفسي ولهم من كل ذنب صغير قبل الكبير. يحصل دائما قد ننتقد كتاب او موسوعة ما ويتضح لنا بعد معرفة مقاصد المؤلف اننا اخطانا في نقدنا وهذا امر وارد ولكن عملية اصلاح الامور يجب ان يتحملها الطرفان، لا ان يتزمت الناقد ويتهجم المنتقد(فتح التاء والقاف)، فرد النقد ايضا له اصوله وليس بالشتائم. حدث لنا ان اخبرنا من اثق به ثقة مطلقة خبر معين فكتبت مقال عن هذا الخبر مع الانتقاد الشديد للظاهرة دون ذكر الاسماء، وتبين لي من خلال معلومة ارسلت لي وبالدليل القاطع ان الخبر الذي قاله لي من اثق به انه غير صحيح، مع الخجل الشديد والعتاب المر لمن اخبرني سارعت بكتابة مقال ورسالة اعتذار لمن بعث لي الخبر اليقين لانني اخطات المعلومة فقط لانني لم اتجاوز على اي شخص جراح الكلمة لا يمكن علاجها بكلمات قاسية لانها خرجت عن فوهة قلم وغير الكلمات الطيبة لا علاج لها، ولا عجب هنالك امور غريبة رايتها من اشخاص لهم باع طويل في التاليف والكتابة وبالمقابل رايت قمة من الاخلاق والتواضع لكتاب ومؤرخين كبار، ودائما الكبير في خبرته والواثق من نفسه يتعامل بحلم مع من ينتقده حتى وان كان الناقد على باطل، وليس ببعيد هنالك بعض من النقاد ينتقون الكبار لتوجيه نقدهم لهم وحتى كلماتهم القاسية للكبار بغية الشهرة فالتهجم على الكبار اقصر طريق للشهرة، المهم الشهرة مهما كان الثمن ومهما كان نوع الشهرة. لو قرا قارئ ما مقال لي انتقد كتاب او كتابة فانها بحد ذاتها تخص الكتاب او الكتابة ولا علاقة للكاتب مطلقا وكم من نقد وجهناه لكتاب تربطنا مع المؤلف صداقة قوية وحتى بعد النقد، اتذكر مرة سالت احد الكتاب المحققين في ايران قلت له لماذا لا تكتب المصدر تحت كل معلومة؟، اجابني انا مصدر، قلت له مثلا هنالك تراجم سنة وفاتهم قبل ان تولد انت، قال اكرر انا مصدر، بالنسبة لي اثق به كمصدر ولكن في البحوث العلمية لا يمكن اعتبار معلومته مصدر، فالمصدر هو من عايش الحدث او لديه وثيقة تثبت المعلومة. واخر المقال اعتذر الى كل من يرى انتقادي قاس او غير صحيح وانا بدوري اصفح عن كل من وجه لي رسالة متخمة بالكلمات القاسية