حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لايكاد احد ينكر ان اية المباهلة نزلت بحق اهل الكساء (فاطمة وابيها وبعلها وبنيها عليهم افضل صلوات ربي) وهذه بعض مصادرهم التي تؤكد ذلك، صحيح مسلم 7/12، مسند أحمد 1/185، صحيح الترمذي 5/596، خصائص أمير المؤمنين 48، المستدرك على الصحيحين 3/15، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7/6 ان ما ترتب على هذه الحادثة من اثار رائعة حاول البعض من النواصب التلاعب فيها بالرغم من انها واضحة وضوح الشمس، حتى ان ابن تيمية المعروف عدائه لاهل البيت عليهم السلام اقر بها ولكنه لم يمنحها ما تستحق من الاهتمام فاعتبره حدثا عابرا، هنالك روايات احادية لم ياخذ بها اهل السنة ولكني ارى من الضروري الاشارة اليها حتى يعلم القوم الى أي درجة نصبوا العداء والحقد لذوي القربى الذين اوصى بهم الرسول بنص قراني، فالبعض ذكر ان مع اهل الكساء كان الخليفة الاول وبنته والخليفة الثاني وبنته والخليفة الثالث، صحيح انهم لم ياخذوا بها الا انها تظهر كم هي درجة الحقد على اهل البيت عليهم السلام ودس الاحاديث المزورة. اثبات الحقائق والنتائج المترتبة عن هذه الحادثة العظيمة اخذت مداها الواسع وقد اجاد وابدع من كتب عنها، وهنا اود ان اشير الى جانب مهم بحكم ما اطلعت انا عليه من مؤلفات ومقالات تخص اية المباهلة لم يشر احد اليها، هذه الاشارة تتجسد في قول اسقف نجران لما راى الرسول واهل بيته عليهم السلام، قال أسقف نجران أبو حارثة بن علقمة: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يـبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة (الزمخشري: تفسير الكشاف، ج 1: ص 434)...لنقف عند كلمة لارى ونسال ماذا راى؟ رؤيته لاهل الكساء لا تتعدى عن ثلاث احتمالات، الاحتمال الاول: انه لما راى من اصطحبهم رسول الله صلى الله عليه واله وقال لارى هو تاكيد لما يعرفه الاسقف عن اهل البيت بحسب كتبهم ومدوناتهم او ما يعرفه عن سيرتهم في قريش لهذا كان يعول الاسقف بان رسول الله يصطحب غيرهم ولكنه لما راهم ايقن بالهزيمة فقال لارى. الاحتمال الثاني: انه راى كرامة خصهم الله عز وجل بهم وخصه لوحده لكي يرى من هم الذين سيباهلونه كانه راى نورا يحفهم من كل جانب، او ملائكة تحرسهم فقال قولته لارى وفضل الانسحاب. الاحتمال الثالث: ان الله عز وجل القى الرعب في قلب الاسقف لوحده ولكي يرى مدى اصراره على المباهلة الا انه وبتعقل اثر الانسحاب وقال لارى. ومثل هذا يحصل لاسقف نجران لانه على درجة عالية من العلم لهذا فانه ينظر الى الامور نظرة علمية كما هو حال سحرة فرعون لما راوا ما قام به موسى عليه السلام اسلموا له لعلمهم بما اقدم عليه موسى من عمل جبار باذن الله تعالى لهذا امنوا بما امن به موسى عليه السلام.