بقلم:سامي جواد كاظم عند قراءة السيرة العلوية قراءة دقيقة فاننا سنقف وقفات تكتنفها حسرات وانات من جانب وذهول وفضول من جانب اخر، وللسيرة العلوية عدة جوانب تاخذ مداها وابعادها في القراءة التحليلية الاستنباطية، ولكن هنالك محطات شائعة تخللتها السيرة العلوية ومن ابرزها العداء لامير المؤمنين عليه السلام وبكل اشكاله، ولو تطرقنا الى وجه واحد من اوجه هذا العداء سيما الاموي منه فاننا سنقف امام استدلالات تحير العقول. فضائل امير المؤمنين عليه السلام عانت من عدة وجوه عدائية منها: اولا منع معاوية بن ابي سفيان الحديث عن فضائل امير المؤمنين ومن يتحدث بها فانه يقتل بل حتى منع ذكر اسمه وهو من امر اخذ شيعة علي عليه السلام بالظنة والشبهة وحبسهم وضرب اعناقهم ومنع العطاء الشهري وعدم تسليمهم اي منصب في الخلافة، بل حتى حرقت بيوتهم وهجروا، ثانيا: تنسيب فضائل الامام علي عليه السلام للصحابة وترويج هذه الاحاديث مع بذل الاموال لمن يروج لها، ثالثا: اختلاق احاديث تذم امير المؤمنين عليه السلام وبذل الاموال في سبيل ذلك،منها مثلا ان اية تجنب الصلاة بالنسبة للسكارى يقولون والعياذ بالله انها نزلت في حق الامام علي عليه السلام، رابعا: سب الامام علي عليه السلام من على المنابر طوال فترة الدولة الاموية. كل هذا حتى جعل البعض من اتباع علي عليه السلام يكني امير المؤمنين عليه السلام بابي زينب خوفا من عيون جواسيس الامويين، ويكفينا ان قبره تم اخفائه خوفا عليه من اعدائه وهذا دلالة قطعية على شدة الهجمة الشرسة ضد الامام علي عليه السلام، بالرغم من ان التاريخ لم يسجل اي عمل عسكري للامام عليه السلام ضد الخلفاء الثلاثة، وحتى الامام الحسن عليه السلام صالح معاوية وتنازل له عن الخلافة، فالاجواء كلها اموية. بعد كل هذا التعسف والظلم لاخفاء والغاء فضائل الامام علي عليه السلام يقول الامام الصادق عليه السلام (ت 148هـ) من أحب الغلاة فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبنا، الغلاة كفار والمفوضة مشركون، لعن الله الغلاة ألا كانوا نصارى ألا كانوا قدرية ألا كانوا مرجئة ألا كانوا حرورية " يقول الشيخ المفيد: الغلاة من المتظاهرين بالإسلام وهم الذين نسبوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذريته إلى الألوهية والنبوة. ومن هاتين الروايتين نستدل ان المتبقي القليل من فضائل الامام علي عليه السلام قادت البعض الى الغلو فيه فيا هل ترى لو اتيح لبقية فضائله ان تنشر فماذا كان المسلمون فاعلين؟