حجم النص
بقلم: جمال الدين الشهرستاني السجاد عالم عجيب غريب، أسواقه خاصة، خبراءه يقولون ان أكثر الانواع عرضة للتشكيك و الاعتراض من أصحاب الصنف ذاته، ومن خارجه، الكل يرغب به ويبحث عن الأفضل والأجود والأقدم وهذه الكلمة الاخيرة أيضا من غرائب السجاد فكلما كان السجاد أقدم كان أغلى ثمنا، وكلما كثرت ألوانه وتأصلت، زاد الطلب عليه و غلى ثمنه. وفي بعض الاحيان أو بعض انواع السجاد الذي حاكته أنامل البشر كلما مرّ عليه الزمان، وسحقته اقدام السنين، يمنع بيعه من قبل المالكين أو حتى المهتم مهما كان، فلا يتحمل سعرها، أو بالأحرى ليس لها ثمن ليتمكن من تقييمه. فما بالك بسجادة حاكتها يد الله (عزّ وجل) منذ الخليقة، وتم تلوينها منذ 6000 ستة الاف سنة، بألوان حاولت كل عوامل التعرية الهمجية للبشر من إتلافها أو حرقها ولكن زاد وهجها ونورها وإشعاعها، إنها سجادة (العراق)، ندرة الاسم، وعراقته وأصالة الالوان، إنها الالوان التي تم تخميرها واستخلاصها خلال ستة ألاف سنة (السومري والأكدى والبابلي والاشوري والصابئي واليهودي والمسيحي والمسلم) من (العرب والاكراد والتركمان والشبك والايزدي)، اليوم حرقتها أيادي وعقول ثلة من الذين ساهم أباءهم في إكمال هذه السجادة، وضحوا من أجلها بالغالي والنفيس، المجرمون الذين حرقوا هذه السجادة من العرب والاكراد، الذين باعوا ضمائرهم وأرضهم وعرضهم للقراصنة المتربصين بسجادة العراق، ولكن كل غرزة وكل عقدة رفضت هذا البيع، فبعد اليأس ممن يدعون الوطنية والوطن ومن كل الاحزاب دون استثناء فمن لم يشارك سكت وساهم معهم. حرقوا هذه السجادة بنار الطائفية والفقر والحرمان، قتلة مجرمين، ومن هوان هذا الزمان أن تكون أغلى سجادة في العالم تحت أقدام هذه الشراذم التي تحكمت بها وباعتها قطعا فلما لم تنجح حرقتها بالطائفية والنتانة.
أقرأ ايضاً
- النوايا الحسنة للعتبة الحسينية المقدسة
- التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء!
- المسلمون بأجمعهم سنة وشيعة مدينون في اسلامهم اليوم الى الحسين عليه السلام