- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق بين رب جبار وشعب منهار!
حجم النص
بقلم:قيس النجم ضروب المحن التي تعصف بالبلاد، تحتاج منا كل الجهود، والإبتعاد عن التخندق بكل مسمياته، ونحتاج الى توحيد الرؤى السياسية، وإصلاح هيكلية الدولة، والمضي بعملية التغيير، وفقاً لمراحل وأسقف دستورية محددة، ثم أن التحلي بالصبر، وإتاحة الفرصة للحوار، وتبادل الآراء بحكمة، يعني أعطاء الفرصة الحقيقية للسير بالعراق الى بر الأمان، فالتغيير الوزاري لا يمثل إلا جزء صغير، من المسيرة الإصلاحية، ثم أن معركة البقاء والمصير والوجود، تخاض عراقياً نيابة عن العالم ضد الإرهاب، فالتصعيد السياسي في هذا الوقت غير صحيح، ولا يخدم إلا أعداءنا. الإصلاح لن يتم بوجود أجندات ركبت موجة التغيير، وغيرت مسار العمل الحكومي، والبرلماني لأغراض شخصية وحزبية، ثم لماذا كل هذا التباطؤ والتماطل، في عدم تشخيص العلل، وتحديد الخلل والسعي للإصلاح الفعلي، عندما طالبت المرجعية والشعب قبل سنتين، وأكدوا بضرورة القضاء على الفاسدين، والضرب بيد من حديد وبقوة، وقطع دابر الفتنة منذ ذاك الوقت، إنها الحكومة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، بسبب تخبطها وعدم أخذ الأمور على محمل الجد. أما النواب هم أنفسهم الممثلون الشرعيون، الذين من المفترض أن يطالبوا بتقديم الخدمات والإصلاح، ويتذكروا معاناة هذا الشعب، ويذهبوا بعيداً بمناكفاتهم السياسية، وكذلك فقدانهم الحكمة في إقرار القوانين التي تخدم البلد، وعدم جره الى هذا المستوى من الشلل السياسي، الذي عكس بظلاله على المواطن، الذي عانى ومازال يعاني. التحذير من إنهيار مؤسسات الدولة وفقدان هيبتها، يعني إسقاط للعملية السياسية برمتها، وهذا يعني حملة شبه منظمة، لكسر شوكتها المتمثلة بمجلس نوابها وحكومتها، فالواقعية والمرحلية في المضي بالإصلاحات، تحتاج الى عمل مستمر بقوة وثبات، لكي يتم النهوض بالعراق لبر الأمان، والأطراف السياسية تتحمل مسؤوليتها، أمام رب جبار وشعب منهار، لمواجهة الأزمة التي أهلكت جميع مَنْ سكن، وإنتمى لهذه الرقعة الغالية، التي اسمها العراق. الإصلاحات الشاملة، والحلول الجذرية في عملية الإصلاح، تبدأ من العقل، الذي يعني بناء مجتمع متكامل بكل أطيافه، مع تظافر الجهود، وبما أن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ، فإنتاج مشروع وطني جامع، تحت عنوان العراق الواحد، دون إقصاء أو تهميش، علينا الإستماع لهذا الصوت الهادئ بتمعن، فجميعنا متضرر. ختاماً: إتباع فرض أمر واقع من قبل بعض المتنفذين الفاسدين، وكأن الأمر يبدو عملية لي للأذرع وهذا ما لا نرتضيه، فالعراق اليوم بحاجة لمواجهة هذه التحديات الخطيرة، والمضي بعنوان كبير هو العراق، وتحديد المشروع السياسي، لكي يكون قوياً مؤثراً على الساحة، وليخرس الألسن التي تحاول التأثير على العمل الحكومي، والبرلماني الجاد فالإصلاح شعارنا.