- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما علاقة التسويات بين دول المنطقة والحراك النيابي الاخير بالعراق؟
حجم النص
بقلم:تيسير سعيد الاسدي ان المتابع للشان الدولي والاقليمي يرى بشكل واضح ان الشرق الأوسط مقبل على تسوياتٍ كبرى لكل الملفات المفتوحة، بين الدول ؟،كما حدث عندما طالعتنا الأخبار بوجود وفد من الحوثيين في الرياض، يجري مباحثات تسبق اجتماعات الكويت بين الأطراف اليمنية المختلفة، اضافة الى خبر توقيع مصر والسعودية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية في خليج العقبة، وتسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وسط الأخبار عن التوقيع على سبع عشرة اتفاقية ثنائية، لم يسبق طرح مضمون أي منها على الرأي العام. اضافة الى الأخبار التي تتسرب عن تدخل سعودي، على أعلى مستوى، للمصالحة بين مصر وتركيا على مستوى القمة، وعن تسوياتٍ في العراق وفي اليمن وفي ليبيا. وسط كل هذا المخاض الدولي والاقليمي شهد مجلس النواب العراقي عملية تسوية جديدة ربما ستغير من الخريطة السياسية المحاصصاتية بالبلاد التي تلاقي دفاعا مستميتا من قبل المستفيدين من المحاصصة لاجل ان يبقى الوضع على ما هو عليه من خلال اختيار شخصيات مستقلة من قبلها لايهام الراي العام بان العراق يقاد من وزراء مستقلين ؟! المتحاصصون الذين يريدون اختيار وزراء من قبل احزابهم مدعومون بالمليشيات واسلحة دول الجوار؟! هؤلاء اليوم فقدوا قوة اذرعهم وسط هذه التسويات الدولية،فالدول الداعمة لهؤلاء المتحاصصين طيلة السنوات الماضية لن تستطيع ان تتدخل بالشان العراقي بالشكل الذي كانت تتدخل به قبل سنوات بسبب اشتراكها بعمليات التسوية الجارية بالمنطقة ؟! فلو جرى هذا الحراك النيابي قبل سنتين مثلا لرايت السيارات المفخخة تحصد بالشعب في مناطق متعددة من العراق كما حصل في عهد طارق الهاشمي والعيساوي التي رافقت اقالتهما العشرات من المفخخات حصدت الالاف من الشعب العراقي ولكن اليوم يختلف عن الامس ؟! اما الاكراد لن يستطيعوا فعل أي شيء لانهم من ضمن التسوية الاقليمية التي اشرنا اليها في بداية المقال وقد جاءوا راكعين الى بغداد بامر من وزير الخارجية الامريكي جون كيري ؟ واعتقد ان ما يخشوه الكرد هو اقالة معصوم من منصبه لان اقالته ستعرض الاقليم الى صراع داخلي بسبب المناصب،فالمحاصصة ومنصب رئيس الجمهورية جعل حزب مسعود البرزاني ينفرد بالسلطة في الاقليم...قارنوا بين موقف الكرد اليوم وبقائهم في بغداد دون التهديد الى ترك العملية السياسية وبين موقفهم بالامس فليس باستطاعة الساسة الكرد ان يحزموا حقائبهم ويسافرون الى اربيل كما في السابق بامر امريكي ؟!! ما نستنج منه ايها السادة ان زعماء الكتل و الاحزاب المتحاصصة بالعراق ما هم الا مدراء تنفيذيون لتلك الدول ؟! اضافة ان بعض سفارات الدول بالعراق سوف تتحرك لمنع اي تغيير في بوصلة الادارة المحاصصاتية التي درت على تلك الاحزاب اموالا كثيرة وسط مشهد عراقي محكوم بتطور الصراع الدستوري الدائر بين اعضاء مجلس نوابه ممن يريد المحاصصة التي بنت كيانه السياسي طيلة السنوات ال13 الماضية وبين من يدعي الاصلاح من الذين اعلنوا تغيير رئيس مجلس النواب ونائبيه ؟! ان نتيجة هذا الصراع السلمي الدستوري هو من يقرر الواقع على الأرض. فما يجرى في العراق اليوم من محاولات لتغيير بوصلة ادارة البلاد وبين تدخل الجوار الاقليمي وسفرات الدول الداعمة للمتحاصصين حقيقة لابد من قبولها لكنها مرهونة بمدى اصرار من يرغب باصلاح العراق وانقاذه من براثن الاحزاب المتحاصصة.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر