- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في رحاب الأيام الفاطمية / الجزء الثالث
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي وبعد أن استعرضنا الممهدات للنكوص على ما أمر به نبينا الأكرم محمد(ص)في أهل بيته وضرورة التمسك بهم وقد ترك فيهم الثقلين وهو كتاب الله وعترته الطيبة الطاهرة والتي لم تراعي أمته فيما أوصاهم به من التمسك بهذا الحبل المتين والممدود من السماء إلى الأرض وهي أهل بيته الطيبين الطاهرين والتي جاء ذكرهم ووصية الله رسوله في هذا البيت والذي هو معدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي والذي أشار الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم القرآن العظيم إذ جعل أجر محبة ومولاة أهل البيت وجعلهم هم السبيل إلى رب العزة والجلالة والآية صريحة إذ تقول {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}.(1)فكانوا هم السبيل والأجر الأعلى عند رب السموات والأرض ويكون ذلك في مودتهم وموالاتهم والذي يشير في آية أخرى صريحة على أهل بيت النبوة إذ يقول {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}(2). والسؤال يتبادر هنا هو من هم أقرب القربى إلى الرسول الأعظم محمد(ص)؟ والسؤال الطبيعي يكون هي أبنته الوحيدة وروحه التي بين جنبيه هي فاطمة الزهراء(ع) والتي منها جاءت النسلة الطاهرة لنبي الرحمة محمد(ص) ومن النور الأمام علي بن أبي طالب(ع) والنورة فاطمة الزهراء(ع)وليس من صحابة الرسول والذي تذكر كل كتبهم بل تمنع وتحرم سبهم والتعرض إليهم لأنهم منزهين من الأخطاء والعيوب مع العلم إن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في آيات كثيرة نكوصهم وخذلانهم للنبي محمد(ص) في مواطن ومواقع كثيرة كان نبينا الأكرم لا يوجد قلة من صحابته المنتجبين وفي مقدمتهم أمير المؤمنين (ع) وبعض صحابه الخلص الذين يثبتون معه ولا ينهزمون ويخذلون نبيهم والذي لو تتبعنا التاريخ لوجدنا إن نفس هؤلاء الصحابة الخلص قد والوا الأمام علي(ع)ولم ينكثوا بيعة الغدير وبقوا على عهد رسول الله (ص) في مبايعة الأمام علي(ع) وهو وصي رسول رب العالمين ولم ينضموا إلى القاسطين والناكثين والمارقين وهؤلاء الصحابة كانوا على عدد أصابع اليد الذين كانوا قد تربوا على الرسالة المحمدية وكانوا التلاميذ النجيبين لنبيهم ومعلمهم محمد(ص)ومن بعده وصيه وخليفته أمير المؤمنين(ع). ومن هنا يشير الكاتب والصحفي المصري الأستاذ صالح الورداني وقد وسمه بعنوان آخر مرادف هو «صراع بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي» مؤكّداً أنّ السياسة بدأت تلعب لعبتها بعد وفاة الرسول مباشرة حيث انشطر الإسلام شطرين وتوزّع على خطّين (خط الإسلام القبلي) و (خط الإسلام النبوي) ـ حسب تعبيره ـ وراح الأخير مشتبكاً في ساحة المواجهة يُصارع السيف تارةً، والسياسة تارةً أُخرى ويصارعهما معاً تارةً ثالثة ». يؤكّد الكاتب في معرض كتابه أنّ رائد الإسلام النبوي في هذه المعركة هو الإمام علي(عليه السلام) ويصفه بالقول: «هذه الشخصية الربّانية تربّت على يد الرسول(صلى الله عليه وسلم) وارتوت من معينه، وهذا أمر له دلالته وانعكاساته على شخصية الإمام، فتربية الرسول له ثمّ مصاهرته إنّما يعني الاصطفاء، فكما أنّ الرسول تمّ اصطفاؤه فإنّ عليّاً أيضاً تمّ اصطفاؤه».(3)ولهذا روى أنّ عليّاً نشد الناس قائلا: من سمع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول يوم غدير خمّ إلاّ قام. فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول لعليّ يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: اللهمّ من كنتُ مولاه فعليّ مولاه. اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه»(4). ويبدو من دراسة السيّد الورداني لهذا الاصطفاء وتحليله له أنّه أراد التمييز بين الإسلاميين المذكورين لئلاّ يُذرّ الرماد في عيون المسلمين ولكي لا تلتبس عليهم خطوط الإسلام النبوي عن الآخر الأموي، فيقول مندّداً بمن يحاول تسطيح الفكرة أو عدم التمييز بينهما: «إنّ محاولة رفع بني أميّة، أو التقليل من شأن الإمام علي، أو مساواته بمعاوية كما هي عقيدة (البعض) ليس فقط تؤدّي إلى التمويه على حقيقة الصراع الذي دار بين الإمام وخصومه كما هو الهدف الظاهر منها، وإنّما سوف تؤدّي إلى التمويه على حقيقة الإسلام النبوي الذي يمثِّله الإمام نيابةً عن الرسول(صلى الله عليه وسلم) وبالتالي سوف تكون النتيجة ارتفاع الإسلام القبلي، إسلام بني أمية وعلوّ مكانته على حساب الإسلام النبوي»(5). ولهذا لم يكن صحابة الأمام علي(ع)وكما ذكرنا آنفاً إلا على عدد الأصابع يقول هنا الإمام علي(عليه السلام): «لو وجدتُ أربعين ذوي عزم لناهضتهم»(6) ثمّ قال قولته المشهورة: «فرأيتُ الصبر على هاتا أحجى، فصبرتُ وفي العين قذى وفي الحلق شجى»(7). وحتى يذكر اليعقوبي أنّه اجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة فقال لهم: «اغدوا عليّ محلّقين الرؤوس فلم يغدُ إلاّ ثلاثة نفر»(8). وهم ـ كما هو معروف ـ أبو ذر والمقداد وسلمان. ومن هنا كان قلة الناصر هي الصفة الملازمة لأهل البيت وبالأخص لأئمتنا المعصومين ولهذا يذكر في دعاء الندبة {فقتل من قتل، وسبي من سبي، وأقصي من أقصي، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة، إذ كانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم} ولهذا كان وعد الله وقضاؤه لا مرد له وكان بداية انتهاك حرمات رسول الله في ذريته بغصب حق فاطمة الزهراء(ع)في فدك ثم ليتصاعد الأمر ويكون في اقتحام دارها وإحراقه وإسقاط جنينها وهو المحسن وكانت تلك قمة الأجرام والوحشية والتي كانت تمثل الممهد والخط الأول لبروز ظاهرة القتل وسفك دماء العترة الطاهرة من ذرية رسول الله(ص)على أيدي الجلاوزة من حكام بنو أمية وبنو العباس وأزلامهم وباسم الدين والإسلام والادعاء بالخروج عن طاعة ولي أمير المؤمنين ومروقهم هؤلاء الثلة عن الإسلام ليكبر والأمر ليصبح هو حالنا عليه من قتل وذبح على الهوية وباسم الدين والتكبير عند القيام بالذبح وحتى القيام بأبشع الجرائم والتكبير في سفك الدماء وحتى التمثيل بالجثث وحتى انتهاك الإعراض ليصبح ديننا الحنيف القائم على المحبة والتسامح والرحمة أمام العالم بأنه دين قائم على العدوانية والعنف والدم والقتل الوحشية. والتي سوف لن تنتهي هذا السفك العشوائي للدماء إلا بظهور قائم آل محمد الحجة المهدي(عج) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ما ملئت ظلماً وجوراً. ولنعرج على مسألة مهمة وهي غضب الزهراء(ع) على الشيخين وقد ماتت وهي واجدة(أي غاضبة) عليهم وهذا ماينكره علماؤهم في خطبهم وكتبهم في أحاديثهم لأبناء العامة منهم ولكن في كتبهم الصحاح يكون الكلام غير ذلك فأغلب كتبهم وعلماؤهم يشيرون إلى هذه المسألة والحادثة في أنها فاطمة قد ماتت وبالأحرى استشهدت هي واجدة على الشيخين(أي الخليفة أبو بكر والخليفة الثاني عمر) ولنستعرض هذا الموضوع ومن خلال الأسانيد والدلائل من كتبهم.وإنكار شيوخ السنة والجماعة لعامتهم هو تظليل لعقول هؤلاء الناس من أبناء العامة والذين يصدقون بما يقولونه شيوخهم والذي يدل على سطحية عقول هؤلاء السذج من العقول الفارغة والتي لا تؤمن بالعقل والمنطق والبحث والتمحيص والتدقيق بصحة ما يقولون به هؤلاء الشيوخ من وعاظ السلاطين والذين موجودين على مدى التاريخ ولحد وقتنا الحاضر. غضبها وهجرانها أبا بكر إلى حين وفاتها(ع) فقد نقل البخاري في صحيحه، قال:(حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة(ع) ابنة رسول الله(ص) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله(ص)أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله(ص) مما أفاء الله عليه فقال لها أبو بكر: إنّ رسول الله(ص) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(ص)، فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت).(9) نعرف من أين فهم ابن حجر هذا التخصيص؛ لذا عارضته(عليها السلام) بالآيات القرآنية مما يدل على رفضها له، ومن الآيات التي استشهدت بها: 1ـ قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}.(10) 2ـ قوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ}(11) 3ـ قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى}.(12) 4ـ قوله تعالى: {وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.(13) 5ـ قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}.(14) 6ـ قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}.(15) إذن هذه الآيات دليل رادع وواضح على أن الأنبياء يرثون، ويورّثون لا كما يُدعى من رواية أبي بكر المتقدمة.(16) ينقل لنا ابن أبي الحديد في شرح النهج، قوله: لقد توفيت فاطمة(عليها السلام) غاضبة على أبي بكر بسبب حرمانه إياها من ميراثها من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، فكما يروي البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه) قالت: ".... إنّ فاطمة(عليها السلام) بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)طلبت ان يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مما أفاء الله عليه. فقال لها أبوبكر: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر. قالت: وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبوبكر عليها ذلك، وقال: لست تاركاً شيئاً رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل به.(17) وقد كان غضبها على أبي بكر عظيماً إلى الحد الذي جعلها توصي علياً(عليه السلام)أن لا يصلي أبو بكر عليها بعد وفاتها، بل ولا حتى أن يمشي في جنازتها، حيث وارى الإمام علي(عليه السلام) جثمانها الطاهر سراً في الليل كما أخرج ذلك البخاري في صحيحه بالسند إلى عائشة(رضي الله عنه): "....فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت: وعاشت بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها."(18) وقد أشار أبو بكر إلى ذلك عند حضور منيته أذ يقول وهو في لحظاته الأخيرة: "ثلاث فعلتهنّ ووددت أنّي تركتهنّ، وثلاث تركتهنّ وددت أنّي فعلتهنّ، وثلاث وددت أنّي سألت عنهنّ رسول الله. وهذا حديث مهم جدّاً، والقدر الذي نحتاج إليه الآن: أوّلاً: قوله: وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب. ثانياً: قوله: وددت أني كنت سألت رسول الله لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد. أترونه صادقاً في تمنّيه هذا ؟ ألم يكن ممّن بايع يوم الغدير وغير يوم الغدير من المواقف والمشاهد ؟ وأمّا هذا الخبر ـ خبر تمنّيه هذه الأُمور ـ ففي: تاريخ الطبري، وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه، وفي الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلاّم المحدّث الحافظ الكبير الإمام، وفي مروج الذهب للمسعودي، وفي الإمامة والسياسة لابن قتيبة.(19) وفي رواية أخرى تشير إلى هذه الحادثة الاليمة وبصراحة إذ يقول: قال أبو بكر في مرض موته: ((أما إنّي لا آسى على شيء في الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ـ إلى قوله ـ فأما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أُغلِقَ على حرب))(20).وفي المصادر التي أشارت إلى هذا الموضوع هي من مصادرهم ومن صحاحهم فلماذا يتم إنكار ذلك وممارسة التعتيم عليه وحجب هذه الحقيقة بممارسة الغش والتزوير بكل صنوفها وأنواعها مع العلم أن شمس الحقيقة لا يحجبها غربال الغش والتزوير. ولنرى ماذا يقول الشهيد الأول آية الله السيد محمد باقر الصدر(قدس سره): وقد أظهر الخليفة الندم في ساعة وفاته على عدم تسليم فدك لفاطمة(21)، وقد بلغ به التأثر حيناً أن قال للناس وقد اجتمعوا حوله: أقيلوني بيعتي. وهنا نعلق عن في بعض الروايات أنه قال وقبل موته((تمنيت أن لو لم أكشف على بيت فاطمة))وهو مثبت بعدد من المصادر وروايات مختلفة. والتي أوردنا ماقاله أبو بكر حول ذلك ولنكمل تحليل الشهيد الصدر. وندرك من هذا أنّ الخليفة كان يطوي نفسه على قلق عظيم مردّه إلى الشعور بنقص مادّي في حكمه على فاطمة، وتصل وضعف في المدرك الذي استند إليه ويثور به ضميره أحياناً فلا يجد في مستنداته ما يهدئ نفسه المضطربة، وقد ضاق بهذه الحالة المريرة فطفحت نفسه في الساعة الأخيرة بكلام يندم فيه على موقفه من الزهراء (عليها السلام) تلك الساعة الحرجة التي يتمثّل فيها للإنسان ما مثله على مسرح الحياة من فصول أوشك الستار أن يسدل عليها وتجتمع في ذاكرته خيوط حياته بألوانها المختلفة التي آن لها أن تنقطع فلا يبقى منها إلاّ التبعات. (22) وهذا نزر يسير مما حوت كتبهم وصحاحهم الستة (23)عن غضب الزهراء للشيخين مع العلم أن صحاحهم وحسب مايذكرونه أنها كتب منزله ومنزه عن الخطأ وهي تأتي بعد القرآن الكريم وهي تعترف بهذه الحادثة اعتراف صريح وبدون أي شائبة أو شبهة ولكن عندما تناقش احدهم ينكر ذلك ويتم تكفيرك وانك مخالف للسنة والجماعة كعادتهم في تكفير المقابل ونحن أتينا هذه الدلائل من مصادرهم ولو رجعنا ألينا الأمر فنحن لدينا الكثير من الإشكالات على كتبهم وصحاحهم لأن فيها الكثير من رواة غير موثقين وحتى ومنهم من يصفهم بالكذب والتدليس وعلى رأسهم أبو هريرة وغيرهم الرواة الذين يتهمونهم بالكذب وحتى أن شيوخهم قد طلبوا في أكثر من مرة مراجعة هذه الصحاح لأنها فيها المئات من الأحاديث المدسوسة وغير الصحيحة وقد أوردنا في مقالات سابقة تصريحات هؤلاء الشيوخ ومن عندهم ولكن نحن نحاججهم ومن كتبهم وكما يقال (من فمك أدينك). والحقيقة في علماؤنا وفقهاؤنا يستندون في كل كتبهم ومحاجاتهم على أحاديث نبينا الأكرم محمد(ص) وسنته وأحاديث أئمتنا المعصومين ونحن نسير على خطاهم المباركة لأنهم الحبل الممدود من السماء إلى الأرض ولأنهم اخذوا علمهم ومواريث الأنبياء من جدهم رسول الله وأبوهم الأكبر الأمام أمير المؤمنين وأمهم فاطمة الزهراء وفاطمة هي حجة على الحجج للأئمة المعصومين كما ذكر ذلك الأمام الحسن العسكري(ع) فهل يعقل أن نترك هذا المنهل الصافي والنبع الثر ونكذبه ولا نصدق به ونلجأ على رواة مشكوك في أمرهم وباعتراف علماؤهم وفقهاؤهم أنهم رواة كاذبين ولا يستحقون الثقة بهم وبأحاديثهم؟ فهل من العقل أن نترك الأصل ونذهب إلى الفروع بل وحتى إلى الخارج فهذا لا يليق بالإنسان العاقل والمدرك وقد قيل قديماً (حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ [الفرقان: 57]. 2 ـ [الشورى: 23]. 3 ـ السيف والسياسة ـ صالح الورداني، الطبعة الأولى 1417هـ: 106. 4 ـ نفس المصدر السابق: 111 عن مسند أحمد ج1. 5 ـ نفس المصدر السابق: 112. 6 ـ ابن أبي الحديد 2 / 67، تحقيق ((محمّد أبو الفضل إبراهيم)) وفي ط الاُولى 1 / 131، وراجع صفين لنصر بن مزاحم ص 182. 7 ـ شرح نهج البلاغة 1: 151. 8 ـ تاريخ اليعقوبي 2: 126. 9 ـ صحيح البخاري، ج4 ص209, الناشر: دار الفكرـ بيروت. وصحيح مسلم:ج5 ص153. الناشر: دار الفكرـ بيروت. 10 ـ النمل/16. 11 ـ مريم/5-6. 12 ـ الأنبياء/89-90. 13 ـ الأحزاب/6. 14 ـ النساء/11. 15 ـ البقرة/180. 16 ـ شرح نهج البلاغة، ج16 ص212. 17- صحيح البخاري ج4 ص96 كتاب الخمس باب الفرائض. 18- صحيح البخاري ج5 ص177 كتاب المغازي باب غزوة خيبر. 19 ـ كتاب الأموال: 131، الإمامة والسياسة 1 / 18، تاريخ الطبري 3 / 430، العقد الفريد 2 / 254. 20 ـ الطبري 2 / 619 وفي ط. أوربا 1 / 2140 عند ذكر وفاة أبي بكر، ومروج الذهب 1 / 414، وابن عبد ربّه 3 / 69 عند ذكره استخلاف أبي بكر لعمر، والكنز 3 / 135، ومنتخب الكنز 2 / 171، والامامة والسياسة 1 / 18، والكامل للمبرّد حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 130 ـ 131، وقد ذكر أبو عبيد في الاموال ص 131 قول أبي بكر هذا: (أما الثلاث التي فعلتها فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا ـ لخلّة ذكرها ـ قال أبو عبيد: لا اُريد ذكرها) انتهى، وأبو بكر الجوهري برواية النهج 9 / 130، ولسان الميزان 4 / 189، وراجع ترجمة أبي بكر في ابن عساكر ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي، وتاريخ الذهبي 1 / 388.127 2 / 115. 21 - رواه الطبري كما في: 18 من سمو المعنى في سمو الذات، للأستاذ الكبير عبد الله بعلايني. 22 ـ مقتبس من كتابه (فدك في التاريخ):ص 149، ط الدار العالية بيروت – الطبعة الأولى 1987 م. 23 ـ والصحاح هي:صحيح البخاري، صحيح مسلم، سنن النسائي، سنن أبو داود، سنن الترمذي، سنن ابن ماجه.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول