حجم النص
بقلم/ الكاتب حيدر علي الكاظمي في ظل التطورات الحاصلة في العالم, وظهور العديد من المشاكل المختلفة منها الأمنية والاقتصادية, لم يدرك بعض السياسيين ضرورة وضع الحلول الناجعة, لحل المشاكل التي تمس المواطنين والاستجابة لمختلف مطالبهم المشروعة, من أجل تحقيق أهدافهم ضمن برامج وخطط متكاملة, أو ما يعرف بالسياسات العامة, وعلى اثر ذلك اصبح واقع حال المواطن العراقي في خطر, فكان لزاما على المرجعية الدينية العليا بإظهار دورها الابوي, الراعي لحقوق الانسان, وحضي موضوع السياسة العامة بالاهتمام الكبير من قبلها, وأصبح كحقل معرفي يتقاطع مع مختلف العلوم الاجتماعية, من سياسة واقتصاد واجتماع, بغية الارتقاء بواقع المواطن العراقي, حيث تميزت السياسة العامة التي اعتمدتها المرجعية العليا, بالتنوع والشمول الذي يمس كافة جوانب الحياة, ايمانا منها بالأبوة الشاملة لكل أطياف الشعب. ولايخفى على الجميع, إن التطورات والتحولات السريعة والمتلاحقة التي حدثت اثناء بناء الدولة منذ عام 2003 تتالت الحكومات, و كانت هي الفاعل الرئيسي في صنع السياسات العامة, وممثلة للمجتمع في تقرير هذه السياسات, ومن المفترض بها وضع الخطط والبرامج ومتابعة تنفيذها, بيد أنها لم تقوم بدورها على أكمل وجه, وتحديدا في حل المنازعات, وتقديم الخدمات العادلة و توزيعها بين الفئات الاجتماعية, فضلا عن انها لم تجيد حسن إدارتها, حيث كانت المرجعية الدينية العليا قريبة عن كثب, تقدم النصح والتوجيهات الازمة للحكومات المتتابعة, والى السياسيين, وبشتى الطرق, ومنها من خلال منبر الجمعة, وعلى لسان ممثليها سماحة السيد احمد الصافي والشيخ عبد المهدي الكربلائي الاجلاء, جاهدة لإيصال رؤاها اليهم لأجل النهوض بواقع البلد والمواطن, لما يستحقه من عيش رغيد والتمتع بالأمن المطلق, لكن يبدو ان البعض كانوا يضعون اصابعهم في اذانهم, ولا يكترثون بتوجيهات ونصح المرجعية, غير أبهين عن ما يجري للمواطن العراقي الذي يتأمل منهم خيرا, حتى وصل الحال بالمرجعية الى الإفصاح عن نفاذ صبرها, ولكن بلغة يفهمها العقلاء فقط قائلة (لقد بحت اصواتنا لكن بدون جدوى), وذهب كل واحد يفسرها حسبما تملي عليه مصلحته, ولم ينتبهوا لخطورة المعنى والغاية والمقصود, وراء هذه الكلمات التي تمس الصميم, ولم تثنيهم عن فتح اذانهم الصمى, ومن المسلمات ان بعد بح الصوت يأتي الصمت, حتى جاءت الصفعة التي لم يتوقعوها من لدن المرجعية, وهي اتخاذ جانب الصمت, والتكلم فقط بحسبما يستجد من الامور وتقتضيه المناسبات, فدهش الجميع, وجاءت الدهشة بان من المحال ان تصمت المرجعية, عن واقع مرير يعيشه البلد, وان هذا ليس من طباعها, أن ترى المواطن بهذا الحال وتصمت, فكيف يفسر بأن أبا يرى أبنائه في خطر ويصمت ؟؟ أذن لا يوجد سوى تفسير واحد لا يقبل القسمة على اثنين, ان عاصفة ما ستحدث, وتغير الواقع من حال الى حال, ومن هنا جاء رد الفعل سريعا من رئيس الوزراء حيدر العبادي, مساء الثلاثاء 9/2/2016عن سعيه الى إجراء تغيير وزاري, وصفه بالجوهري ويضم شخصيات من التكنوقراط, مشيرا إلى “أنني ومن منطلق المسؤولية ومستلزمات المرحلة ادعو إلى تغيير وزاري جوهري يضم شخصيات مهنية وتكنوقراط”. وهنا تبين جليا بأن المرجعية الدينية العليا, في صمتها كانت حكمة بانت ملامحها تلوح بالأفق, فهذه هي المرجعية الدينية العليا متمثلة بشخص السيد المسدد اية الله العظمى علي السيستاني (دام ظله الوارف), مرجعية تجسد أسمي وأنبل صفات الابوة والإنسانية, فسلام عليك مرجعنا أيها الاب الحاني على عياله, دمت ودامت بركاتك تملاء الارجاء, ففي صمتك حكمة وفي كلامك رشاد, فصمتك يستطيع أن يوصل إحساسك لكل من لم يأبه بك, ولم يراعى أنك فى المقام الأول راعيا, كل همك ان ترى هذا الوطن وشعبه بخير وسلام, فــ بحنكتك جسدت المأثور من القول, (الصمت ابلغ من الكلام).
أقرأ ايضاً
- المرجعية الدينية: مكافحة الفساد بالعمل والممارسة وليس بالكلام المعسول
- الصمت للشعب والحكومة للأحزاب
- عن ولادة حشد العتبات المقدسة... الكلام