حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الكل اعتاد في العراق من مسؤولين واعلاميين ومواطنين متابعة خطاب المرجعية عبر منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف ودائما تكتظ اللاقطات على منصة الخطيب لتسجيل حضورها ومتابعتها لما قد يصدر من المرجعية من امر مهم، هذه الجمعة الاخيرة انصدمت هذه الوسائل الاعلامية تبعها المسؤولين وكل متابع للشان العراقي بان المرجعية توقفت عن الخطاب السياسي الا للضرورة واكتفى الخطيب بقراءة دعاء اهل الثغور. هذا الامر جعل الكل يضرب اخماسا باسداس والكل يحلل الامر ليجعله لصالحه والبعض اكتفى بالاشارة الى توقف المرجعية عن الخطاب السياسي، ونحن منهم كذلك لنا قراءتنا لما صدر عن المرجعية. بداية ان ما يصدر عن المرجعية هي توجيهات وارشادات ونصح وليست اوامر كما انها لاتملك سلطة تنفيذية على اي مسؤول او مواطن، وتكون ارشاداتها من خلال متابعة ما يحدث في العراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ولا غبار على الراي القائل بان السياسيين لم يلتزموا بتوجيهات المرجعية ان لم تكن كلها فاغلبها ولهذا يعتقد البعض ان توقف المرجعية عن خطابها السياسي هو لهذا السبب بل ان بعض المواقع المعادية ذكرت ما يختلج في صدرها على المرجعية وهذا لا يعنينا لانه لا يعتبر خلاف منطقي. رؤيتنا تقول ان من اولويات المرجعية في العراق هي وحدة العراق ورفض الطائفية وقد حذرت اكثر من مرة من تقسيم العراق او ايقاد الحرب الطائفية، ففي اصدار العتبة الخاص بخطاب المرجعية لعام بعد الفتوى ذكرت المرجعية كلمة العراق والعراقيين اكثر من مئتي مرة وهذا يعني بواقع اربع مرات للخطبة الواحدة، اذاً وحدة العراق امر يعتبر خط احمر، كيف يحافظ السيد على وحدة العراق؟ يحافظ عليه من خلال المسؤولين (الشرفاء) الذين ينتبهون لنصح المرجعية والعمل على احباط المؤامرات ضد العراق، وخوف المرجعية على وحدة العراق بدليل ان السيد الصافي قرأ دعاء الثغور، وهذا الدعاء خاص بالقوات المسلحة والحشد الشعبي الذي يحافظ على وحدة العراق وليس السياسيين. توقف المرجعية هو لحصول امر مهم خلف الكواليس يمس وحدة العراق، وهذا الحدث جاء بتدخل قوى خارجية من خلال اجندتها في السلطة العراقية بجهاتها الثلاث، ولو عدنا للاخبار فان وسائل الاعلام اعلنت عن هكذا بوادر لتقسيم العرق بل ان امريكا اتفقت او تتفاوض مع دول الجوار بدون استثناء بهذا الخصوص ومن يتفاوض يعني لديه مطالب اذا تحققت يوافق على التقسيم، فالذي يرفض تقسيم العراق يجب ان يرفض اي لقاء او تفاوض مع امريكا بهذا الخصوص، اضافة الى ذلك هنالك من المسؤولين من تواطأ مع هذه الاجندة التي بدات وكانها تريد ان تفرض تقسيم العراق امر واقع، فاذا كانت هذه نوايا المسؤولين في العراق بين المتواطئ وبين العميل وبين المتخاذل وثبتت الثلاثة الان باعلى درجاتها على ما اعتقد عند المرجعية فلمن تكون النصيحة اذا كانوا هكذا؟ حسن العلوي ذكر في لقائه الاخير من على الفضائيات امر تقسيم العراق وان امريكا بصدد الاتفاق على ذلك واتهم السياسيين السنة بانهم باعوا العراق ولا يعلمون ما سيؤول اليه مصيرهم مقابل السكوت عن ما تقوم به حكومة كردستان، وهذا يؤكد بحكم خبرة هذا الرجل السياسية ان هنالك مفاوضات وراء الكواليس خطيرة بعض اطرافها اصحاب القرار من نفس المذهب في العراق الذين من المفروض ان يكونوا هم اول من يلتزم بنصائح المرجعية بحكم المذهبية اما الاقلام الشاذة التي كتبت طعنا بمواقف المرجعية القديمة واتهمت المرجعية بان تدخلها كان غير سليم فهذا لان تدخل المرجعية احبط كثير من المؤامرات التي حاكتها قوى الظلام اسياد من يتهجم على المرجعية، ولو عدنا بتفاصيل كل القرارات التي تدخل المرجعية فيها سنجد ان ما اقدمت عليه المرجعية هو عين الصواب. واما الاعتقاد بان المرجعية نأت بنفسها عن ما يجري في العراق فهذا توهم وغباء ولكن سيكون التدخل بقدر ضرورة الحفاظ على الاسلام والمسلمين
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى