حجم النص
بقلم:عبدالحمزة السلمان عراقي.. بين قلبه وعينه ملاذ, دموع وحرقة, تبيض العيون لها, والرأس يملأ شيبا, لبلد على شفى الهاوية يرتجف, فقد الكثير من أهله, عاش فيه آل بيت الرسول, وكثير من الأوفياء, عانقتهم المصائب والأحزان, ودفعتهم إلى المنية, رجال سجل التاريخ لهم صفحات, لا زالت تقطر دما. يستمر نهر الدماء الزكية, لتروي التربة, وتطهرها من الدنس الخارجي, والجهل والظلم والكفر, جاءت تحمل اسم الإسلام, وهو بعيد عنها, يلحدون ويشوهون أخلاقنا, ومبادئ ديننا, ولكن هيهات ينالوا مغزاهم, ولازالت الأنفاس فينا, لولا جهادنا الكفائي, لكنا جميعنا نبني من أجسادنا سوراً, نحمي مقدساتنا وأرضنا. أشد إيلامنا وأكثر عذابا علينا, حين نرى أغلب اللذين بيدهم زمام الأمور, لا يحزنون لحزننا, يرفهون بخيراتنا, ويدعون إنهم بالإسلام محصنين, ويحيدون عن الحق للباطل, يسيسون الأمور لصالحهم, نصبهم الشعب بالإرادة الحرة الواعية. إصتدم أبناء البلد بتصرفاتهم, وكأنهم أشياء ركنت, كتل من لحم ودم.. نخرت عقولهم أفكار الجاهلية, وحب الأموال والمنصب, الذي يدر عليهم مبالغ تفوق تصور العقول , آمنوا العقاب من المجتمع, الصابر لا زال يأمل خيرا بالخيرين منهم. كبرت الفجوة, بيننا وبينهم, والمسافة تتسع, قريبا من أن يتلاش النضر, ويضعف الأمل, وتتالى الحسرات, على ما فقدنا من قطع أكبادنا, رجالنا وقادتنا, نقلد كواكب الشهداء بقلوبنا, خيوطها الشرايين. طال صبرنا, أعيننا تربو لمراجعنا الكرام, و مرجعيتنا الإسلامية العليا, والحل بين أيديهم, يستمدون من الباري إلهامهم وعلمهم, يعلمون ما لا نعلم ورؤياهم واسعة, تحاول العولمة الإعلامية والوهابية التكفيرية, إبعادنا عنهم, بالتشكيك والخلاف. قالوا له اضرب بيد من حديد, لا تنسينا الأحداث المفتعلة, صدر الأمر والشعب الصابر يترقب, يتوعد بان الأمر يوكل له ويتمسك بالعروة الوثقى سبقنا صبر الإمام الحسين (عليه السلام) على ابن معاوية ونحن صابرين على مرارة الأيام. واقعنا المرير.. جفت دموع العيون, , وحرقت القلب, للرأس شيباُ, ينتابنا الحزن منهم عليهم, إقترب يوم الحساب, يمتثلون أمام منبر الشعب, والصوت يحكم, ونعالج أخطائنا, مررنا بتجارب, سجلها التاريخ والحبر دمائنا, دفعنا ثمنها من نبض قلوبنا فتفطرت, والحيف يغزوها. علينا.. أن نكون حذرين!, في الاختيار القادم.. لأنه ليس لنا, بل لأهلنا وأولادنا, للشعب وللوطن, إن أخطئنا سينكمش القرطاس, ويتحول الى حجر بطريقنا, وتكرر عثراتنا ويحاسبنا القلم.. وينقلب سهماً يصدم به فيرتد فيصيب قلوبنا.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري