- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل انسحبت ايران من المواجهة ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي منذ بدء عمليات الدب الروسي في الشرق الأوسط وتحديدا منطقة العراق وسوريا، لمواجهة تمدد داعش وسيطرتها على ثلاثة ارباع سوريا مع حلفائها من العصابات الإرهابية، وسقوط ثلث العراق بيد عصابات داعش، فمنذ بدء الهجوم الروسي وإيران خفت صوتها وقوتها ووجودها في المنطقة، الامر الذي يثير عدة تساؤلات، هل هو بداية لصراع اكبر من حجم ايران ام ان التوازنات الإقليمية تحتم تقليص حجم اللاعبين في المنطقة، خصوصاً وان ايران بدت طرف قوي في هذا الصراع ودخولها ساحة المباشرة بصورة فعلية وواضحة، من قيادات ميدانية تقاتل في سوريا والعراق ضد الاٍرهاب الداعشي، الامر الذي يجعل الباب مفتوحاً امام الكثير من التساؤلات ؟!! معركة الأنبار كانت هي نقطة البداية في الاصطفافات السياسية وبنفس طائفي، حيث بدأها بعض السياسيين ممن يسكن الفنادق الاردنية بإثارة الاتهامات والشبهات ضد متطوعي الحشد الشعبي الذي سخر كل امكانياته المالية والمعنوية والبشرية من اجل تحرير الارض "العراقية الوطن سنية المذهب" والتي كان يفترض ان يحمل اَهلها وشبابها شعار 'كلا لداعش' وتحرير ارضهم وإعادة العوائل التي هجرها الاٍرهاب الداعشي الذي كان يعشعش بين أزقة مدنها ونواحيها وأقضيتها، ومع ذلك آثر على أنفسهم المتطوعين من أبناء المحافظات الجنوبية وهم يلبون نداء مرجعيتهم العليا بفتوى ' الجهاد الكفائي ' ومحاربة الاٍرهاب الداعشي الخبيث، فكانت الرمادي هي نقطة بداية التدخل الإقليمي والدولي في تغيير موازين القوى، فاندفعت السعودية نحو اليمن لتعيد تشكيل جبهتها وتوجيه قوتها بعد خسارتها المعركة في سوريا، فكانت اليمن ساحة كسر للنفوذ الإيراني في المنطقة عموما واليمن تحديداً، مما جعل ساحة المواجهة تكبر واوراق الضغط تتعدد على القوى المتصارعة، الامر الذي جعل الأوراق تختلط مرة ثانية دون وجود قوى تبادر لإعادة ترتيبها، فجاء التدخل الروسي ليحسم الامر وبصورة مفاجئة جعلت كل القوى المتصارعة تعيد حسابتها، وتسعى لترتيب اوراقها، فتحركت السعودية الى لملمة جراحها في اليمن وفتح باب الحوار مع جماعة انصار الله 'الحوثي' وبدات الامم المتحدة ترسم خارطة طريق لجلوس الفرقاء دون حضور رموز الفتنة فيها وتخلي السعودية عن حلفيها منصور هادي، وانسحاب القوة العربية التي كانت السعودية تراهن على تتغير المعادلة على الارض في اليمن، فكانت المفاجاة بالضربات الموجعة التي تلقتها من الحوثيين والدخول الى أراضي السعودية الحدودية. مؤتمر قطر والذي عقد بحضور القيادات السنية العراقية ورموزها، كان محاولة في ترتيب الأوراق السنية ومحاولة الخروج بموقف موحد سواء على مستوى المرجعية الدينية السنية او المرجعية السياسية، ولكن رغم ذلك لم يقدم هذا الملتقى او اللجنة التحضيرية وما سبقها من اجتماع عمان اي وضوح في هذا السياق، ولكن حصل اتفاق كلي سواء في داخل الجبهة السنية او على المستوى الإقليمي او الدولي بعدم مشاركة متطوعي الحشد الشعبي في عمليات تحرير الأنبار، الامر الذي اعتبره قيادات الحشد انه تآمر ومحاولة لتقسيم البلاد على أسس طائفية، دون الأخذ بنظر الاعتبار وحدة الهدف في قتال داعش وطرده من الاراضي العراقية، وما تلاها من ملتقى المحافظات الست والذي كان صفارة الإنطاق للبدء بتنفيذ خطة التقسيم خصوصاً مع اعلان محافظات ستة تمثل مدن متنازع عليها على حد زعمهم وتوجههم، لهذا جاء التدخل التركي في هذا السياق وكجزء من المخطط وضرورة مشاركة الأتراك والعرب في تحرير الأنبار والموصل كورقة ضغط على الحكومة وابعاد اي دور للحشد الشعبي في تحرير هذه المدن، ليكون غطاءً سياسياً لهروب من يملك عصا الهرب من الدواعش، او عزل المدن السنية عن السيطرة الحكومية وسقوطها بيد دواعش السياسة من السنة وتكون الموصل مركز دولتهم الاسلامية الجديدة. ما يدور فعلاً في المنطقة هو إيجاد توازن قوى في المنطقة الشرق اوسطية والتي تميز فيها الصراع بالمذهبية، ووقودها هذه الأفكار الضالة التي تعكس الدين الاسلامي الذي صممه الغرب ونفذه المتاسلمين الجدد ' الفكر الوهابي المنحرف '، حيث يتم هذا التوازن من خلال عناصر الضغط المذهبي كنفوذ ايران في المنطقة عموماً وقواتها المتواجدة على الارض السورية والعراقية وكذلك ابعاد المتطوعين من الحشد من اي مواجهة محتملة مستقبلا مع داعش، وفعلا تم ذلك معركة الرمادي، وبالرغم ان الحشد كان له الدور الريادي في عمليات القضم ومسك الارض الا ان الايادي والنوايا الخبيثة تحاول أبعاد اي دور وطني وعسكري لتحرير الارض العراقية من سلطة داعش، وإذا جمعنا المعطيات على الارض فإننا نتوصل الى نتيجة مفادها ان صراع القوى على الارض هو صراع مذهبي بامتياز ويصب ويركز على نفوذ التشيع وقواه السياسية في المنطقة، وكسر اي تمدد لهذه القوى سواء في جبهة ايران او العراق على المستوى الإقليمي وهذا ما ظهر جلياً بعد التدخل الروسي من جهة، والأمريكي الذي يحاول تهوين العمليات واثارة الشبهات في سوريا والعراق ووضوح خارطة الصراع والتي باتت بين قطبيها (أميركا - روسيا) ومحاولة الطرفين تبني مواقف الأطراف التي يؤمنون بها في المنطقة وحسب مصالحهم فيها، ليبقى اللاعب الإيراني الأهدأ والأكثر توازناً في لعبة الوجود السياسي في المنطقة.
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- المواجهة الجنائية لعصابات التسول
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟