- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدولة السنية في العراق ... بديل الدولة الداعشية ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي التحرك الاخير الذي يقوم به اقطاب المكون السني كالنجيفي والجبوري يأتي في محاولة لسباق الوجود كما يأتي في محاولة لتوحيد الموقف الرسمي للسنة العرب، وهو بالتأكيد شي إيجابي ويصب في تصويب المسيرة السياسية والعملية السياسية برمتها، ولكن في نفس الوقت هذا التحرك يأتي في حالة من التقاطع الخطير في الاجندات والاهداف، فكلنا يعلم ان عائلة النجيفي هي ذات اهداف وأجندات تركية، وتسعى الى عرقلة اي تقدم في الاجندة السعودية والقطرية والتي أدواتها سليم الجبوري والذي يبدو انه اُختير ليكون وجهاً،قبولا للسنة العرب في العراق، وهذا الامر لا باس به ولكن لا يجب ان يكون على حساب تضليل الرأي العام، فالسنة في العراق لا يمكن اختزالهم في شخصية واحدة وذلك لانهم متعددي المراجع الدينية والسياسية، كما ان التنوع في الاجندة الخارجية جعلهم متنوعين في الأهداف، فهناك من هو مشارك في العملية السياسية وفي مختلف السلطات (التشريعية - التنفيذية - القضائية) وهو كاره لها وساخط عليها ويعمل على تعطيلها من خلال وجوده فيها، والجزء الثاني وهم المعارضة الذين يحلمون ويعلمون على تخريب العملية السياسية ولديهم حلم رجوع الحكم اليهم في العراق، واما الجزء الثالث فهم الدواعش وهم معلنون عدائهم للعملية السياسية برمتها، بل يكفرون اي وجوداً فيها. كما ان ليس من المنطق القبول بالمغالطات في الخطاب السياسي ومحاولة توجيه الرأي العالم للسنة بأنهم ظلموا وهمشوا، وهو الامر الذي ليس له مصداقية فالسنة العرب اذا تحدثنا بمصداقية بعيداً عن التشنجات والاستهداف كان عهدهم الذهبي في حكم المالكي، وكيف كان يُقدم الدعم السياسي والمالي الى المحافظات السنية، ناهيك عن الدعم الشخصي لرؤوساء الشعائر والشخصيات السياسية التي كانت تتعهد بالوقوف بوجه مؤامرة ساحات الاعتصام والتي انكشفت فيما بعد لتكون بؤرة ومعسكر تدريب "داعش "، ولتنتهي بذلك مرحلة خطيرة من مراحل التامر وتبدا مرحلة العداء الواضح للعملية السياسية والمشروع الوطني العراقي. الخطاب الاخير للنجيفي والذي يقوم بتحرك سياسي داخلي وخارجي من اجل بلورة اتجاه آخر في المكون السني، يكون نداً لاتجاه السيد سليم الجبوري، جاء ليثير عدد من التساؤلات، ويعاد خلط الأوراق من جديد ويؤكد في خطابه على: 1) لا بد أن تحتسب الانتصارات لهم، وعدم تدخل متطوعي الحشد الشعبي في تحرير الموصل وغيرها، وهنا لابد من تساؤل اين اهل المدينة عندما سقطت ؟!. 2) الوقوف بوجه اي تغيير ديمغرافي مفترض ربما يقوم به المتطوعين من الحشد الشعبي، وهنا لابد من تساؤل ما علاقة المتطوعين بمدينة مثل الموصل، وكيف سيكون هذا التغيير الديمغرافي المفترض ؟!!. 3) دعوة الاميركان أن يكون لاهل السنة دور في تحرير الارض، وبالتالي قرار وموقف سياسي، وهو هدف سعودي قطري يسعى الى ايجاد دور رئيسي للسنة العرب في العراق يكون اكثر تأثيرا في الوضع السياسي. 4) الدعوة الى ان تكون كل محافظة أقليم لوحدها، وهو امر من شانه أعاده رسم الخريطة الإدارية لكثير من المحافظات، وربما يكون ضماً لمدن اخرى. 5) المطالبة بتشكيل الحرس الوطني (السني) وكلا حسب محافظته. 6) الدفاع عن الحضور التركي في بعشيقة، وان ما حصل كان اتفاقاً شفوياً بين أثيل النجيفي وبين السيد العبادي، وهو بالتأكيد يمثل توجه النجيفي في دعم الوجود التركي في العراق. هذه التحركات والدعوات في ايجاد وجوداً سني قوي في البلاد، يقوم على أنقاض الدولة الداعشية التي حكمت المحافظات الثلاث (الموصل، صلاح الدين، الانبار) تأتي لبناء اسس جديدة للمكون السني، وتبني نخبة سياسية سنية جديدة تكون قادرة على مواكبة المسيرة السنية في المنطقة عموماً، وإعادة رسم السياسيات في البلاد مع دور رئيسي للسنة في البلاد، ولكن هذه المرة على أنقاض الدولة الداعشية الجديدة.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته