- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الازهر "الشريف".. ماهكذا تورد الابل!
حجم النص
عباس عبد الرزاق الصباغ مرة اخرى حشر الازهر الشريف نفسه في زاوية الطائفية المقيتة الضيقة والمعتمة وقد كان متوقعا من الازهر ـ وهو المؤسسة العلمية والفقهية والفتوائية التي تقع على رأس الهرم العلمي والفتوائي لجمهور اهل السنة والجماعة في العالم الإسلامي ويعد المرجعية الدينية العليا لهم ـ ان يتحرر من التشرنق الطائفي بحكم مركزه المرموق في العالم الاسلامي وان لاينزلق في مهاوي المهاترات الإعلامية الرخيصة والتخرصات المغرضة التي لاتتناسب مع سمعته وحجمه العلمي وتاريخه الطويل والعريق من الاعتدال والوسطية وسياسة التقريب بين المذاهب التي عرف عنها وابتعاده عن الحساسيات التي تثير الفرقة والتنابز. كانت كبوة مشيخة الأزهر حين رفض وعلى لسان رئيسه (الامام الاكبر) د. الشيخ احمد الطيب تكفير داعش (وللمرة الثانية) وقد فُسر في وقتها هذا الرفض الذي اثار استغراب الاوساط الاسلامية واستهجانهم ـ لاسيما وان الازهر كان مطلعا اطلاعا واسعا على ممارسات داعش الوحشية ضد المسلمين خصوصا اهل السنة قبل غيرهم في العراق وغيره ـ فُسر رفض الازهر هذا بوجود املاءات واجندات سياسية وطائفية وقعت على الازهر سواء من داخل مصر او من خارجها.وكانت حجة الامام الاكبر انه لايجوز منطقيا و"كلاميا" ان يُكفر أي شخص يؤمن بالله واليوم الاخر وينطق الشهادتين وان ارتكب الكبائر والموبقات والمعاصي التي يندى لها الجبين، وافراد عصابة داعش هم من هذا النوع بحسب رأيه فما دام هؤلاء ينطقون الشهادتين ويؤمنون بالله واليوم الاخر فهم مسلمون لم يخرجوا عن نطاق الاسلام حالهم حال بقية المسلمين حتى وان لفظوا عبارة التكبير بعد ذبحهم عباد الله المساكين واقتراف الأعمال المشينة باسم الإسلام وتحت يافطة الخلافة الاسلامية واقول: هل تناسى الامام الاكبر ان مسالة داعش بلغت مديات اكبر من كونها تفسر تفسيرا حسب مقاييس المناطقة والمتكلمين والمعتزلة والاشاعرة ؟ وعلى هذا المنطق الأعوج يكون عبد الرحمن بن ملجم الخارجي مسلما ومؤمنا في الوقت عينه وهو قاتل امام المسلمين (الخليفة الرابع بالنسبة لشيخ الأزهر امام اهل السنة) ويكون يزيد بن معاوية مسلما ومؤمنا ايضا ومن التابعين بإحسان!!!!! وقاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ايضا وصدام حسين ونزولا الى عصابات الدواعش وتنظيم القاعدة وجيش النصرة وتنظيم الفتح وبوكو حرام وكل من يقتل ويذبح المسلمين باسم الإسلام بحجة ان كل من يخالف فكرهم الأعوج اما كافر كالشيعة او مرتد كالسنة المعتدلين وهم اهل الجمهور والسنة والجماعة فداعش يكفر اكثر من مليار واربعمائة مليون مسلم (الشيعة والسنة) ويهدر دم جميع اهل الكتاب وهم اهل الذمة الذين حفظ الاسلام دماءهم واعراضهم ولايتورع عن ذبح أي شخص يخالفه ولو لفكرة بسيطة وتافهة وحتى الازهر نفسه معرض لتكفير وذبح داعش ولقد بلغ السيل الزبى وجاوز داعش المدى والغريب في الامر ان يتحد العالم اجمع على مقاتلة داعش بكل اتجاهاته الأيدلوجية والعقائدية ويرفض في الوقت عينه رئيس اكبر مرجعية إسلامية في العالم ان يضع هذه العصابة المارقة في خانة التكفير واعتقد ان الازهر "الشريف" التابع للقصر الجمهوري المصري منذ ايام عبد الناصر بعد ان ضرب الاخوان المسلمين ويأخذ شيخ الازهر فرمان التعيين من الرئيس، هو تابع ايضا للقصر الملكي في الرياض وهو الحديقة الخلفية لمكب نفايات ال سعود. ان اكثر من مليار وربع مليار مسلم في جميع أصقاع الارض ترنو ابصارهم صوب حاضرة الازهر عادين اياه مرجعية تاريخية مسلّما بها وهنا تكمن خطورة البيان الازهري الذي كان سقطة تاريخية وكبوة كبرى ولكل "فارس" كبوة وليس هكذا تورد الابل يا د.الطيب كاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- لماذا لا يستطيع العراق دفع ثمن الغاز الايراني المستورد ؟
- ماهكذا تورد الابل يا حيدر زكي
- نحرق الغاز.. نستورد الغاز!