- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل أردوغان يريد اشعال حربا في المنطقة ؟
حجم النص
بقلم:داود سلمان الكعبي قلنا في مقال سابق أن اسقاط الطائرة الروسية لن يمر بسلام. وهاهو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال بالحرف الواحد لبعض وسائل الاعلام: إن بلاده ستعتبر إسقاط أية طائرة حربية تركية باستخدام صواريخ "أس-400" الروسية في أجواء سوريا اعتداء عليها. ولا ندري لماذا هذا التصعيد الاعلامي من قبل تركيا ؟ بدل من أن تعتذر للحكومة الروسية، وتجبر خاطرها، من خلال اعتذار رسمي تقوم به، خير من تشنج الاوضاع، وشغل الرأي العام، وهو ما لا يخدم المنطقة برمتها، فالكل يريد محاربة داعش والقضاء عليه، وذلك بضرب اوكاره ومعسكراته، وقياداته، وبعكس ذلك فأن الامر يخدم الارهاب وهو مايريده، حتى يواصل عملياته الاجرامية. ويظهر من كلام أردوغان أن محاولة روسيا اسقاط اي طائرة لتركيا ((سيكون ذلك بلا شك اعتداء ضد سيادتنا، ويحق لكل دولة أن تدافع عن نفسهاها)) ويتوقع أن حكومته لا تستبعد إمكانية حدوث ذلك، وذا فعلت ذلك روسيا. ستضطر تركيا إلى اتخاذ "الإجراءات المناسبة" في المقابل. اي أن تركيا ستقوم بالمثل، ما يعني أن الحرب على الارهاب يتحول الى حرب اخرى يستفيد منها الارهاب نفسه، ومن يدري لعل تركيا لها ظلع في دعم الارهاب، فكان استقاط الطائرة الروسية ارادتها أن تكون ذريعة. والا لماذا سلاح الجو التركي يعلق تحليقاته في أجواء سوريا في إطار عملية التحالف الدولي المضاد لتنظيم "داعش". فالامر يعني لنا أن تركيا لها اليد الطولى في بقاء الارهاب حتى يعشعش ويفرخ في المنطقة. فاذا كانت قد اخطأت في اسقاط الطائرة، واصرت على عدم الاعتذار، وجعلت من روسيا أن تغضب، فتعليق ضرباتها الجوية لأوكار داعش ذريعة غير مقبولة. ولو انها مصرة فعلا بالقضاء على داعش أن لا تفعل ذلك، لأنه ليس من مصلحة الجميع. فتركيا تعتبر مساعدة سوريا من قبل روسيا، وذلك بمدها بالصواريخ والاسلحة الاخرى ((تطور سلبي لتركيا وغيرها من أعضاء التحالف الدولي)). ولا ندري لماذا تعتبر الحكومة التركية ذلك سلبا، وليس ايجابا ؟ وهي تعلم ان بقاء داعش في المنطقة يشكل خطرا، ليس على المنطقة حسب، وانما على العالم كله، بعد ان صار يقوم بعمليات ارهابية في العديد من الدول الاوربية. وتركيا تصر على عدم الاعتذار، وهي الى الآن وكأنها لم تفعل شيئا، وأن ما قامت به من اعتداء هو لكون اجوائها قد اخترقت، كما تدعي وهو ما رفضته روسيا جملة وتفصيلا. فعلى تركيا أن تتعقل، ولا تستبد برأيها، واعلان الحرب يعني ورقة قد لعبتها داعش، واذا قامت – لا سمح الله- الحرب فالعديد من الدول ستتدخل، وتكون سوريا والعراق ساحة لذلك، ونحن كعراقيين نرفض ذلك، وعلى العراق ان يتدخل كوسيط لحل الازمة.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!