- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العلماني الشيعي والعلماني السني
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم ثقافة تجديد التراث والحداثة اخذت حيزها بين شريحة من المثقفين العرب وبدات كتاباتهم (مؤلفات ومقالات) تتناقلها وسائل الاعلام والمكتبات ومن يروج لها، خطاباتهم هذه بين الفلسفية ظاهرا والاستشهاد والانتقاد ببعض احاديث السنة النبوية وتعميمها على الدين الاسلامي برمته، واسلوب الانتقاد يعتمد على ما يحمله هذا العلماني من ثقافة اسلامية تسمح له بالانتقاد، ومن هذا المنطلق فان الثقافة التي يحملها العلماني السني تختلف عن تلك التي يحملها الشيعي. من خلال قراءتي لمؤلفات الطرفين (نصر حامد ابو زبد، عبد الواحد بنعضرا، محمدعابد الجابري، حسن حنفي، سيد القمني،علي شريعتي،عبد الكريم سرويش، مصطفى ملكيان) وجدت انتقاداتهم البعض منها سطحية لاسيما العلمانيين السنة ويعتمدون كثيرا على ظاهر الكلام. بالنسبة للعلمانيين السنة يستشهدون باحاديث طبقا لاهل السنة تعتبر موثقة لانها في البخاري ومسلم فياتي انتقادهم لاذع، مثلا زواج النبي وهو محرم، والنبي يباشر عائشة وهي حائض، وفي الوقت ذاته يستشهدون بضعف بعض رجال الحديث واعتمادهم في كتبهم اضافة الى مصطلح الصحابة، بل البعض منهم يستشهد بكتب للشيعة للرد على بعض الاحاديث ورجالهم، مثلا الدكتور المغربي عبد الواحد بنعضرا في كتابه نقد العقل المستقيل يرد بعض رواة اهل السنة لاسيما من الصحابة بانهم مختلقون ويستشهد بكتاب السيد مرتضى العسكري (اكثر من 150 صحابي مختلق) ويستشهد ببعض العبارات التي وردت في الكتاب، ويبدا بالنقد، ان استخدام هذا الاسلوب من قبل خلفاء بني امية هي لاضفاء شرعية خلافتهم واحكامهم الشرعية وجعل الحاكمية لهذه الروايات المختلقة. بينما العلماني الشيعي يكون نقده لرجال الدين الذين يتخذون من الخطاب الاسلامي غطاء لهم واضفاء القدسية المفرطة لبعض النصوص والتي البعض منها بحاجة الى دراسة ولكنهم لم يستشهدوا برواية ضعيفة، وسبب ذلك ان فقهاء الشيعة يقرون بان الروايات فيها الضعيف والمدسوس ولاتقبل الا بعد تمحيصها ولا يوجد كتاب صحيح من الغلاف الى الغلاف الا القران الكريم، بينما السنة يصرون على ان كل ما جاء في البخاري هو صحيح لهذا كانت طعون العلماني لهم سهلة يسيرة. البعض الاخر من علماني السنة يستشهد بحرمان البنت من الارث اذا كانت وحدها لابيها وانتقال الارث الى عمها بينما نقدهم للشيعة بجعل حصة المراة نصف حصة الرجل، ومثل هذا الموضوع مردود عليهم وذلك لقلة اطلاعهم على تفاصيل الفقه الاسلامي. والطرفان يستخدمان اسلوب فلسفي اشبه بالفوضوي لانهم كثيرا ما يشتتون الافكار فتراهم في بعض طروحاتهم التناقض في تسلسل انتقاداتهم، مثلا الدكتور حسن حنفي يقول في كتابه التراث والتجديد موقفنا من التراث القديم في صفحة 13 (التراث هو الوسيلة والتجديد الغاية وهي المساهمة في تطوير الواقع) بينما يقول في نفس الكتاب في صفحة 23 (تجديد التراث ليس غاية بحد ذاته بل وسيلة)، ومثل هذه المتناقضات الفوضوية كثيرة جدا في كتبهم. ينتقد علمانيو السنة مسالة الجبر أي ان الانسان مسير في تصرفاته، ومثل هذا الانتقاد هو نفس ما يقول به الشيعة لهذا تجد علمانيي الشيعة لايتطرقون الى هذا الامر، واكثر ما يذكرونه هي الروايات المحرفة التي يرويها بعض خطباء المنبر ومثل هذا حقا يستحق النقد. ولكن القاسم المشترك بين علماني السنة والشيعة انهم على كثرة انتقاداتهم لم يستطيعوا تشريع قانون واحد يخدم المجتمع.
أقرأ ايضاً
- من مواقف النفاق السياسي العلماني
- ـ بُني علي.. "الوطنية الشيعية" هو مشروع السيد السيستاني بلا جدال - الجزء الثالث
- خصوصية جغرافية المقامات الشيعية