- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لطفاً ايها العلمانيون اسمعوا.
حجم النص
بقلم السيد علي الطالقاني على كل سالك لطريق الحقيقة،وكل مطالب بها،ان يتجرد في قرائته،من كل نزعة او هوى او عاطفة تستتبع ايماناً او مُعتقد.! ويتمسك بثوابت طريق الحقيقة مهما كلفت تلك الثوابت من صعوبة ومشقة وتجريح في سبيل الوصول الى الهدف المنشود-واعني-به الحقيقة. إن [المدرسة العلمانية] المترشحة عن [الوجود الليبرالي] بكافة شرائحها وجماهيرها والمؤمنين بها لايمكن ان تكون [ركيزة] واساساً في [المشرق الإسلامي]. وذلك يعود لسببين: اولهما: هو أجنبيتها الفكرية التي تأتت من المدارس الغربية وتولدت من رحم اوروبا الرافضة [لله] يقيناً. ثانيهما: هو حجم التعارض الموجود فيها مع ثوابت [المجتمع الشرقي] والتي لن يتقبلها ذلك المجتمع ابداً وبكل فئاته على المستوى الطويل والبعيد. ولذا فأن تكون [الشريحة العلمانية] جزءاً من [جزء] في المجتمع الشرقي فتلك حقيقة لايُمكن رفضها.! هذا من جهة،ومن جهة اخرى فهنالك مدرسة ذات ثوابت فكرية ومعتقدات مركزية وتشريعات فقهية وتاريخ حافل بالمنجزات الدولية والاجتماعية،تسمى [المدرسة الاسلامية]. وهي تمثل في روحها وطبيعتها [الدين الاسلامي] الذي يعود تاريخ وجوده بنحو تخصصي الى ماينيف عن [الالف عام واربعمئة سنة]. وبالطبيعة الايديولوجية فهو الدين الاول الذي دانت به [البشرية] منذ وجود ابيهم (آدم-ع).في المشرق الاسلامي.! ولايمكن لعقل ان ينكر مقدار [تغلغل]المدرسة الاسلامية في نفوس ابناء المجتمع الشرقي،الا ان يكون ذلك العقل مجنوناً او متوهماً او لايدين بالعقلائية مطلقاً.! كما ان للمدرسة الاسلامية رموزاً تكون [قطعية التقديس] بالنسبة لنا كمسلمين،ابتداءاً بالقران الكريم والرسول محمد(ص)،مروراً بالائمة الاثني عشر(عليهم السلام) وانتهاءاً بالمرجعية الدينية والفقهاء الربانيين(رض). ولذا فالمدرسة الاسلامية هي [الاصل] في المجتمع الشرقي،والمدرسة العلمانية هي[عارض] او [طارئ] أوجدته سيطرة [الاستعمار] و[الاستكبار] على مجمل احوال العالم الانساني اليوم. علماً ان ذلك الاستعمار و-اعني به- القوى العالمية الكبرى يدين [بالعلمانية] ويأمر بها ويريد لكل شعوب العالم ان يؤمنوا بها كبديل عن اديانهم.! ومايهمني هنا [كرجل شرقي] هو [المدرسة الاسلامية] ومااراه من حرب قد استعرت ضد تلك المدرسة ومن زوايا متعددة ومختلفة،وباشتراك البعض من المسلمين في هذه الحرب ضد مدرستهم التي تمثل معتقدهم ودينهم وزاوية فكرهم وحضارتهم وتاريخهم وهويتهم.! ليس من الصحيح ان يوجه كل هذا النقد والتشنيع والتخريج بشكل اجرامي لمدرسة عرف العالم قديماً وحديثاً حضارتها وماثرها الفكرية.! كما انه ليس من الصحيح توجيه كل هذا الاعلام والكلام والقلم الادبي والثقافي ضد مدرسة عرف القاصي والداني حجم مثقفيها ورواد نواديها العلمية. كما انه ليس من المعقول ومن اجل دفع عناصرها عن [سدة الحكم والسلطة] توجه كل قرارات العالم نحو محاولة تخطيئها وتشويه رشدها ومحو معالم نشاطها السياسي وثوابتها النهضوية.! ان الحرب ضد المدرسة الاسلامية بدأت تأخذ طابع الجنون والحساسية المفرطة بل والهستيريا العالمية تجاه افرادها وجماهيرها والشعوب المؤمنة بها.! نعم...فحينما تُطمس معالم مجاهديها وتُدفن اثار مفكريها،وتُعفى جميع منجزاتها في الماضي والحاضر فهذا معناه الجنون المطبق من قبل الآخر.!! ومعناه الجبن ايضاً والعجز الفكري عن مجابهة الاخر بشجاعة وحقيقة مجردة...لكي يُعطى الجمهور بعدها فرصة الحكم على اي المدرستين اقوم وايهم اكثر فشلا.! ان يقول [الآخر] ان بعض افراد المدرسة الاسلامية يعتريهم الاضطراب في التفكير والطريقة...فهذا امر نقول له نعم. ان يقول [الآخر] ان بعض الناشطين في المجال السياسي الاسلامي يحتاجون الى مزيدٍ من النضوج والقدرة على مزاولة السياسة المدنية...فهذا امر نقول له نعم. ان يقول [الآخر] ان بعض الحركات الاسلامية تحتاج الى مزيد من الرصانة والدراية الاجتماعية في السلوك والتصرفات...فهذا امر نقول له نعم. لكن....ان تُصادر جهود تلك المدرسة وجهاد حركاتها ونضال ثائريها وابراز من هو سفيه ومحسوبٌ عليها فهذا امر يجب ان يقول الجميع له لا.والف لا.!! في الوقت الذي كانت تجول فيه جماهير المدرسة العلمانية في الشوارع تبحث عن حرية[الخمر] و[الرقص] و[الغناء] و[المثلية].! كانت جماهير المدرسة الاسلامية تدافع عن [المبدأ] و[الكرامة] و[العرض] و[الارض] بالدم والالم والمرارة.!! ليس من حق المدرسة العلمانية ان تُصادر وتنكر جهاد وفكر [الصدر الاول]..... وليس من حق المدرسة العلمانية ان تُصادر وتنكر ثورة واصلاح [الصدر الثاني]..... كما انه ليس من حقها ان تُنكر [الانتفاضتين المباركتين] و[جبهة الاعتدال] بقيادة [الصدر الثالث]...... ولن تستطيع ان تُنكر مهما بالغت في التشنيع [فتوى الجهاد] للمرجعية الدينية الكريمة في النجف الاشرف.! تلك الفتوى التي جلبت معها العز والكرامة والكبرياء لكل انسان وطني ومنصف.! ثم ان من يحاسب المدرسة الاسلامية على [بضع سياسيين] افرزتهم اضطرابات الشرق الاوسط والغباء الامريكي في العراق.! فليحاسبها ايضاً على شخص [السيد روح الله-قده] ذلك الفقيه الاسلامي الذي استطاع تاسيس دولة مدنية دستورية تؤمن بحرية اختيار الجماهيرللحاكم في وقت تعالت فيه نبرة الدول الراديكالية وتعالى تأييدها في نوادي العالم والشرق الاوسط. ان على العلمانيين ان يتفهموا عمق المدرسة الاسلامية وسعة جماهيرها وقدرة كوادرها ونخبها على قيادة الحياة،كما ان عليهم ان يعوا ان مافيه الشرق المسلم من [نكبة] ليس من صنع المدرسة الاسلامية.! بل هو صنيعة الاستكبار الذي لايريد لتلك المدرسة وجماهيرها ان يقودوا الحياة في هذا الجزء من العالم. ويبقى الفصل بعد قول الله هو أمره وبقيته المنتظر(عج).الذي سيؤكد للقاصي والداني ان تلك المدرسة هي الافضل والاكمل والاقدر على صناعة الحياة العالمية المدنية الانسانية.