- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
حينما يبكي البحر الابيض المتوسط .. مع المهاجرين
حجم النص
بقلم: عزيز الحافظ كل يوم في العالم أزمة.. انتهت الحرب الباردة والحرب المتوسطة الاعتدال والحرب الطقسية والحرب اللهيبية وكل التوصيف الحراري البشع لسياسة الدول الاعظمى..ولكن بقت هناك فجوات في الفضاء السياسي تغادر الانسانية بل وتقتل ملامحها حتى غابت العديد من قيم الانسانية في غابة الاشرار الكبرى.. مررنا بمليون حرب وآزمة... كلها لامست حياتنا ولامست شغاف أحزاننا وطحنت قلوبنا وسلبت مشاعرنا وأهانت زهور تحسسساتنا... ومحقت شاعريتنا وكبلت أقلامنا وضحكت على عقولنا.. ولكنها مضت وسجل التاريخ فقط بعضا من حقيقتها التي بقت من ألغاز جبارّيها وسلطويتهم... وئيدة أجرار مُحكمة.. بلا رحيق ولاهسيس... اليوم الشرق الاوسط مشتعل.. اليوم إسرائيل صاحبة أبشع جرائم الكون ترقص جذلى عما يحلّ بالعرب حولهم وليس هذا قبسا من نظرية المؤامرة ونظرية الإتهام بلاأدلة.. أن أسرائيل اليوم في قمة الآمان المنشود فحتى جيل الحجارة أصبح مشغولا بإلعاب الأتاري العربية في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا وحتى مصر ونشأ جيل فلسطيني بل عربي لايعرف الكاهي وهي أكلة صباحية عراقية.. من كوهين... فلتهنأ إسرائيل.. فقد أوجدت حتى البحر الابيض المتوسط يحارب معها بقتل العرب مجانا وبفخر وإعتزاز لان الاسماك هناك تعودت لذة طعم اللحم العربي المنسي تحت امواج البحر كل يوم. اليوم العرب يحاربون العراق وسوريا واليمن بشتى صنوف الحرب.. لاأريد الدخول في التحليل والتصويب والتسديد.. فهناك شعب مسحوق هو الشعب السوري وهناك شعب صبور وهو الشعب العراقي.. ذاق كل مذاق الأحزان لان دكتاتوره المغامر وئيد التربة التي لم يحترمها.. قد ولّى.. فتكالبت عليه كل العرب!!! وكونت له كيانات طحالبية أذاقته الموت في كل يوم.. وليس هذا هو أسّ المقالة الضيزى! اليوم تحرّك الضمير الدولي على موت مهاجر عربي او كردي من سوريا قذفته الامواج المتوسطية على رماله.. ولكن كم يوميا يهاجر من السوريين والعراقيين ولماذا يهاجروا؟ لماذا يموتون هذا الموت المائي الرخيص؟ وهم آصلا هاربون من الموت الذي وفّره لهم بمجانية عربا ومسلمين بيننا وحولنا؟ لاوقت للعتاب ولا لغناء الحزن وحداء الدموع.. الهجرة مستمرة لان سوريا في دمار يومي ولابصيص أمل لان العرب لاتريد بشار الاسد.. وغدا قد لاتريد السيسسي ولاتريد الملك عبد الله ولاتريد....لذا فليدفع الشعب العربي السوري، الثمن قتلا وهجرة وتشريدا ولاأفق في الهدوء والسكينة والإطمئنان والآمان.. ولاكإن سوريا من دول المواجهة التي كان العرب يدفع الملايين لدعمها في كل المجالات! وهكذا ليبيا وهكذا العراق وغدا اليمن وكلها دول دمرتها الارادة العربية نيابة عن إسرائيل التي تضحك ملْ أشداقها على جروحنا وتتشمت بقتلانا الابرياء كل يوم وببراعة ماسيفعله الافّاقون بالاجساد النجسة التي تفجّر قذارتها النتنة في كل بقاع العراق وسوريا واليمن وليبيا واليوم في مصر.. فاسرائيل في آمان ومنحها المتنفذّ العربي مجانا..... صك ذاك الحساب البنكي.. اليوم يهاجر العرب تاركين كل حياتهم.. بسبب الرغبة في الامن المنشود والسعادة المفقودة.. لإولادهم وأحفادهم يركبون الصعاب والمشقات ليجدوا البحر الابيض المتوسط يلتهم أحبائهم واحدا تلو الآخر..لاول مرة أجد البحر الابيض المتوسط يبكي مع المهاجرين...نعم لم أر دموعه ولكن رأيت جثث الطائفين.. موتى...ورأيت دموع وحسرات الناجين وهم لايشهقون بالبكاء بل إن البكاء يشهق بهم.... تحية لدمعك يابحر... والعار والشنار لكم ياعرب....يامن حتى ماء البحر الابيض المتوسط بذرتيةالهيدروجين وذرة الاوكسجين يلعنكم كل لحظة.