حجم النص
الاستاذ علي حسين المحترم جريدة " المدى " تحية طيبة، اطلعت على مقالك المنشور في جريدة " المدى " بتاريخ 24 / 8 / 2015. والذي تتعرض فيه لوجهة نظري بالحاجة لاجراء اصلاح جذري للنظام القائم وفق البيان الذي اصدرته بهذا الشأن. من حقك ان تبدي رأيا مخالفا وان تناقش المسائل المطروحة في بياني، ولكن ليس من المقبول واللائق ان تتوسع بهذا الامر الى الحٌد الذي تذكر فيه " اتهامات " غريبة وتندد بدوافع رأيي مهما كانت درجة الخلاف بيننا. أود ان أؤكد لك بأني سياسي مستقل وليس لي علاقة بأية جهة سياسية او حزبية ولابرجال اعمال خارج العمل الوطني المشترك والرؤية المطلوبة للاصلاح الوطني في جميع المجالات. فما ذكرته عن التطلع للوزارة او اي مركز حكومي، فهو شئ غريب ان يصدر عنك شخصيا. فأنت تعلم جيدا اني جربت الكثير من الممارسات السياسية، وكنت صاحب رأي مسموع لدى الجهات السياسية. فالاشارة الى هذه المسألة ليست نقطة قوة من جانبك. لكن هذا الكلام هو من صنع عناصر مغرضة ومريضة ومنهم رئيس تحرير " المدى " الذي تعمل معه والذي يناصبني العداء بطريقة جنونية. لقد اسسنا اثناء الانتخابات الاخيرة قائمة وطنية من عدد من الشخصيات والمثقفين وكانت تسمى بـ " الغد الجديد " ودخلنا الانتخابات بهذا الاسم، وحصلت تفاهمات مع بعض الفئات ومنها مجموعة " أئتلاف العراق " ولم تستمر هذه العلاقة الا لفترة قصيرة. فبعد الانتخابات مباشرة بدأ الخلاف حول هوية العمل المشترك وتمسكنا بالطابع غير الطائفي والتاكيد على المهمات الوطنية والديموقراطية. وانتهى الامر بأعلاني الاستقلال والتمسك بالهوية الوطنية بينما ذهب الاخرون الى قائمة (اتحاد القوى الوطنية) بدافع طائفي صرف. لايصح ان تتصور اوهاما واشياء غير صحيحة. فأنت صحفي مرموق وجدير بك ان تحتفظ بصورة سليمة امام الرآي العام. كم كان بودي ان تكون محافظا على هذه الصورة وان تدع الاخرين يحملون انطباعا ايجابيا عنك بوصفك كاتبا وطنيا ساخراُ. اما المرحلة الراهنة، وتصاعد المظاهرات فهي مسألة اخرى لابد من الاهتمام بها موضوعيا. فليس مفهوما ان يتصور البعض بأن الدعوة لحالة الطوارئ ستلحق ضرارا بالحركات الشعبية. هذا رآي قاصر ولايفهم مجموع النقاط التي وردت في بياني. حيث اكدت على مواصلة الاصلاحات واتخاذ اجراءات جذرية لاصلاح اسس النظام السياسي. هذا مطلب كبير يحس بها الكثير من العاملين في الحياة السياسية والثقافية. فنحن مع تطور الحركات الجماهيرية وتصعيد المظاهرات من اجل مطالب وشعارات جوهرية ولايكتفي بالمطالب الانية بل ينبغي الخروج نحو تغيير اسس العملية السياسية، واهمها الغاء الطائفية والمحاصصة ومكافحة الفساد وتطوير الخدمات وتعزيز الوحدة الوطنية. اننا مطالبون جميعا ان نعمل سوية وان نخرج عن الاطار الضيق المشبع بالتطلعات الذاتية وان يخلق مناخا واسعا لاستيعاب جميع الاراء الايجابية بروح وطنية سمحة. واخيرا اتمنى لك التوفيق وان تكون مواظبا على العمل النزيه والهادف لمصلحة البلد ككل. وان تتحرر من التأثيرات المغرضة لبعض العاملين معك ولاسيما رئيس التحرير الخاضع لولاءات عديدة. ارجو ان تقوم بنشر هذا الرد في " المدى " تمنياتي الطيبة د. مهدي الحافظ عضو مجلس النواب 26 / 8 / 2015
أقرأ ايضاً
- "سلام يا مهدي".. يكسر القيود ويوحد الخطاب
- "سلام يا مهدي" وعالمية الموسيقى ..
- عادل عبد المهدي يكتب عن تراجع "الديمقراطية"