حجم النص
بقلم:مهند ال كزار كنت أحد المتابعين لحفل أستذكار الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره، يوم السبت الموافق ٢٢/٨/٢٠١٥، لأنني كنت أعلم أن هناك بعض الإشارات التي سوف تطلق من كبار القوم، والتي تتعلق بالأجواء، والظروف التي تمر بها البلاد حالياً، وتطور الأحداث التي تتعلق بالتظاهرات، التي أصبحت عادة لأغلب المواطنين، الذين ينتظرون يوم الجمعة بفارغ الصبر من أجل التظاهر ضد الفساد الاداري والمالي الذي دمر مؤسسات الدولة منذ ثمانية سنوات. كانت الكلمات والخطب السياسية في ذلك الحفل كثيرة، الا أن ما جاء في كلمة السيد عمار الحكيم، أستوقفني كثيراً، وجعلني أراجع بعض الإشارات التي أطلقها عند نهاية الكلمة، وأخص بالذكر منها ؛ * ينبغي الحذر من التحركات الخارجية لأن هنالك من يريد إرباك البلاد *هناك من يحاول استهداف المرجعية الدينية من خلال استغلال مشاعر الناس. عندما نريد أن نفكك هاتين النقطتين، لمعرفة مدى صلاحية كل منها، ومدى تأثيرها على أرض الواقع، سوف نجدها حاضرة، في مخيلة وأفعال، تلك الأطراف، التي قصدها السيد عمار الحكيم في هذا الكلام، فطالما العراق عانى من التحركات الخارجية، التي تحاول أضعاف البلاد منذ تأسيس العملية السياسية الجديدة، لأسباب طائفية وسياسية، لان أغلب الأنظمة التقليدية في المنطقة، تخاف من نجاح هذه التجربة، التي سوف تهز عروش الجبابرة في يوم من الايام. خارطة المنطقة الجديدة، وتقسيمها مذهبياً وعرقياً هو الهدف المنشود، فلم يجتمع كل متطرفي العالم، في سوريا والعراق الا من أجل هذا الهدف، ولا يخفى على أحد، الأطراف التي دعمت، وساندت وهيئة لجعل هذه المنطقة بيئة صالحة لتلك الجماعات، فلا نريد أن نذكرها مجدداً، لانها أصبحت معلومة، وتدعم وتتحرك في العلن، حتى بات تمويل تلك المجموعات بالأموال والسلاح مناط بها، رغم تغيير بعض سياساتها مؤخراً، تجاه تلك الجماعات، الا أن ذلك لا يعني أنها هي من أوجدتها لهدف معين، ولأنها لا تلتزم بأي حدود معينة، خرجت عن سيطرتهم. تشريد أهالي السنة من مناطق سكناهم، بسبب سيطرة عصابات داعش، والنجاحات التي تحققها القوات الأمنية والمتطوعين، لغرض أعادة السيطرة على تلك المناطق، أثارت حفيظة تلك الأطراف، حتى بات لزاماً عليها أن تفكر، وتتخذ من خطط جديدة، ونمط جديد، يشعل المناطق الجنوبية، التي ينتمي اليها أغلب المتطوعين، وضرورة أن يمر الشيعة، بنفس الظروف التي مر بها السنة، لذلك لم يجدوا أفضل من دعم التظاهرات التي خرجت للمطالبة بالإصلاح، ومحاسبة المفسدين، وهو ما أكده الحاج هادي العامري في كلمته التي ألقاها في نفس الحفل. هذا التخوف وجدناه أمراً واقعاً في تظاهرات الجمعة الفائتة، فضرب المتظاهرين بالسلاح الأبيض في ساحة التحرير، وأقتحام خيم المعتصمين وضربهم في البصرة، وبعض المواجهات في الناصرية، وبابل وكربلاء، ولا ننسى التهجم الصارخ على الدين والاسلاميين في تلك التظاهرات، والتهريج الذي تقوم به القنوات الإعلامية الموجهة، جميعها أفعال لا تنسجم مع الأهداف التي خرجنا من أجلها، حتى أنها أصبحت عرفاً سائد، كأنما هناك من يفتعل ويتعمد أطلاق هكذا هجمات، وسط صمتنا ومراقبتنا بدون أن نستطيع التدخل. خلاصتي هي؛ التخوف الذي أبداه السيد عمار الحكيم، وأكده زعيم المجاهدين الحاج هادي العامري، هو نفسه الذي شاهدناه مؤخراً في ساحات التظاهر، ولمسناه من خلال المواجهات، لذلك علينا جميعاً أن نلتزم بأوامر المرجعية العليا، وأن نكون مسؤولين وعلى قدر عالي من الحيطه والحذر، والضغط السلمي المنضبط هو من سيأتي بثمار الحصاد، الذي لا بد له من القضاء على بذرات الفساد التي زرعت للسنوات الماضية، والتي لا يمكن حصادها في يوم وليله.
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- البطالة والتظاهرات وثورة الجياع
- سلطة الإقليم والتظاهرات من وجهة نظر اقتصادية