حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي لافرق بين سلطة وسلطة، فمعناها يحتوي كل "صور وأشكال النفوذ والمال والجاه والمنافع والسطوة والحضور والهيبة والتمكن والتملك والحصول على مكاسب لاتتوفر لأحد مالم يقترب منها، ويكون جزءا من حلقات تتعدد لكنها تتصل بحلقة حاكمة مالكة تقرر وتنفذ ولاتحاسب" حكم صدام حسين العراق، وتمكن منه وقمع معارضيه، ولم يفلح احد في إسقاطه رغم الحروب والحصارات والدمار الذي خلفته سياساته وحروبه وعداواته مع الأعداء وحتى الاصدقاء، وكنا نعيش أعاجيب سلطته التي يستفيد منها كثر من المقربين، بينما لايعرف بها بقية الناس المقهورين من العامة الذين عليهم أن يعيشوا فقط دون أن يقرروا، أو يحلموا بالكثير، في واحدة من المرات وكانت هناك مزارع خاصة لحمايات الخط الأول، كان يتم جلب فرق من الراقصات والمغنين وأصناف الخمور والأطعمة، في هذه المزارع المنعزلة، وجيئ بفرق رقص من ألمانيا فيها من الشقراوات الحلوات وحتى الحلوين، للإستمتاع بهم، لكن عددا من هولاء فضل نكح حمار كان في المزرعة! بعد أن طغى وتجبر كل واحد منهم، ولم يعد يرى شيئا من حوله، ولم يدرك قيمة للأشياء ولا للقيم والأخلاق التي ينساها عندما يكون في المزرعة، أو يؤدي واجبا في حماية السلطة. عندما تكون السلطة في قبضتك تتحكم في كل شئ، وينقاد إليك كل شئ، ويتحول الناس الى مجرد أشخاص طيعين همهم رضاك، بينما يقمع المعارضون ويسحقون وينكل بهم، ويودعون الزنازين المظلمة. ولافرق في عالم السلطة بين رجل دين،أو بياع طحين، أو تاجر خردة، أو فلاح، أو متسكع، فمن يصل إليها ينقاد الى عالم اللذائذ، وينسى الناس ونفسه، ويتجاهل قوانين السماء وأعراف وعادات أهل الأرض، فهي مغرية كإمرأة تبيع اللذة، وتعرض منها ماتتوق إليه نفوس لاتقوى على المقاومة والرفض حتى تغيب في لجة الإمتاع والإستئناس، ويكون الثمن هو عذابات الناس الذين لايعود أحد يهتم لهم، ولايرغب في العمل لأجلهم ولايريد منهم سوى الطاعة والرضا والقناعة. ليس حقيقيا أن كل من يعارض الحكام الطغاة يكون شريفا ومنصفا وصانعا للمستقبل، فقد أثبتت حوادث الزمان إن من يصل السلطة يكون مختلفا عنه قبل أن يصل، فمعارضو صدام كانوا ملائكة ربانيين يسبحون بقدس الشعب وراحة نفوس الناس، ويتهجدون الى الله أن ينتصروا لينصروا الناس ويعوضونهم عن سنوات الحرمان والضياع، لكنهم ماأن تربعوا على تلك السلطة ظهرت صورهم الشيطانية، فلافرق بين صدام وغيره، إلا في حال أن وقع في إختبار السلطة، ولهذا يقول أحد الفلاسفة، لاتشتموا الطغاة وتعيبوا عليهم، لكن إختبروا أنفسكم لو كنتم مكانهم ماكان فعلتم، وهذا بالفعل هو مايحصل، فبمجرد الوصول الى السلطة ينتقل الإنسان من ملاك الى شيطان.
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- يرجى تصحيح المسار يا جماهير الكرة
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة