- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قبلَ أنْ تخرجَ الأمورُ عن مسارِها
حجم النص
بقلم:جمال حسين مسلم يحفل الشارع العراق هذه الأيام بموجتين تضرب البلاد في آن واحد, أولها موجة حر قاسية ,قد اشعلت النيران في النفوس ونتج عنها موجة ثانية ,هي موجة بشرية هائلة اكتسحت الشارع العراق , سيول بشرية متظاهرة في كل أرجاء المدن غير المحتلة من الدواعش...تظاهرات تخرج إلى الشارع كل يوم جمعة ,يقودها جمع من الشباب ويؤيدها العامة و الخاصة من الناس ,الناس الذين يطالبون بأبسط الحقوق الاجتماعية والمدنية ,تلك الحقوق التي غابت عن البلاد منذ المقبور الهالك وحتى اللحظة...أفواج بشرية مدعومة برأي واضح وصريح من المرجعية العليا في النجف الاشرف ,موقف مؤيد للاصلاح ,الذي نادت به المرجعية العليا منذ 2006م وإلى الآن..في كل خطبها ومواقفها وارشاداتها...الشارع اليوم يعج بالبشرية التي ترفع عديد المطالب كانت كلها واضحة للعيان و معظمها شرعي ولا شك في ذلك ,ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003م وإلى اليوم ,كانت تماطل كثيرا في أي عمل جاد للاصلاح ,في كثير من الاحيان وفي أحيان أخرى كانت تستخف من عقلية الانسان العراقي وتسخر منها علانية وليس سرا , ولاسيما فيما يتعلق بنتائج الانتخابات وكيفية توزيع المناصب وكذلك فيما يتعلق بلجان التحقيق في مختلف المصائب التي حلت علينا..تلك اللجان التي عرفناها عن قرب وعن بعد...كانت لجان خاوية لاتقدم ولاتؤخر..ولكن الامر لا يمكن ان يستمر بهذا المنوال مدى الحياة ,فقد اشتعلت شرارة الشارع العراقي وكسر حاجز الخوف على الرغم من الوضع الامني المتردي في كثير من مدن العراق وعلى الرغم من ان المتظاهر يعي بان الارهاب ينظر بعين واحدة للجميع ولافرق عنده بين بائع الخضار والسياسي والمتظاهر...فكلهم كافر بنظره..والحوريات بانتظار مجرميه... سارعت الحكومة العراقية متمثلة بالدكتور حيدر العبادي باتخاذ حزمة من الاصلاحات مع انطلاق المظاهرات في المدن العراقية والموقف المتشدد من المرجعية الشريفة والكل يعلم بان الاصلاحات جاءت جد متأ خرة ولكن أن تأتي خير من أن لاتأتي أبدا...والكل يعلم مدى صعوبة مواجهة حيتان المنطقة الخضراء وعبيد الرموز والذين يعاتشون عليهم...ولذلك الشك موجود في أمكانية تطبيق هذه الاصلاحات , ولاسيما ان الفساد الاداري والمالي في العراق قد بلغ مبالغ كبيرة وخيالية..لذلك تحاول الحكومة ان تستوعب صدمة { يوم الجمعة } بشكل معين ,فربما اجتماع يؤدي إلى مجموعة من القرارات ,تناقش في البرلمان, ثم تمهل الحكومة مدة زمنية للتعاطي معها ,ثم ينظر بدستوريتها من عدم الدستورية ,, ألتفاف واضح يشبه كثيرا ما نتج عن لجان التحقيق السابقة..ولكن سؤالي واضح وصريح ماذ تفعل الحكومة العراقية لو تحولت المظاهرات إلى شبه يومية ,ماذا تفعل الحكومة العراقية لو تجاوزت التظاهرت وعبرت { جسر الجمهورية } ان الامور ولاشك في ذلك ستنفلت , وسيكون الوضع الامني في أخطر مراحله ,لذلك حري بنا ان ننبه على تدارك الامور وتقديم مصلحة الوطن قبل خروج القطار عن مساره الحقيقي ؛ لان أنياب المتربصين في العراق ولاسيما من الخارج والداخل جاهزة للانقضاض عليه وعلى شرفائه ,هدف تحلم به كثير من دول جوار العراق.... لذلك أظن أن حكومة طواريء أو خلية ازمة , يلغى معها البرلمان والمناصب السيادية وبعض رموز الفساد القضائي ,اظن هي العلاج الامثل في مثل هذا الظرف العصيب والله المستعان في حفظ العراق وأهل العراق...من كل شر محيط به آمين..
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي