حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم من احد اوجه الحرية هي المظاهرات التي يقوم بها الشعب ضد حالة سلبية معينة وتكتمل صورة الحرية عندما تؤدي الى نتيجة هذه المظاهرات، ولان الشعب العراقي حديث عهد بالمظاهرات التي تنطلق وفق المعايير العالمية في هذا الزمن، فانه لا يتابع ما اذا ستنفذ مطالبه من قبل الجهات المعنية ام لا. الان حديث الاعلام والمواطن ازمة الكهرباء وتداعيات هذه الازمة هي المظاهرات التي انطلقت في بعض محافظات العراق منددة بانقطاع التيار الكهربائي وسوء الخدمات، لنقف وقفة صراحة مع هذه المظاهرات وحيثياتها. المتظاهرون يطالبون بتحسين خدمة الكهرباء وهذا الامر يتحقق وفق احد الامرين، اما ان يقال وزير الكهرباء، او يتخذ الوزير اجراءات صارمة لتحسين خدمة الكهرباء. الامر الاول، الا وهو امر الاقالة، فان هذا الامر لا يستطيع العبادي ان يتخذه لان حكومته اساسا شكلت وفق المحاصصة والاتفاق السياسي الذي احد بنوده التوازن السياسي(الطائفي) ولو ان العبادي ضغط على الكتلة التي نصبت هذا الوزير في استبداله فانها ستستبدله بالاسوء لانه اصلا افضل ما لديهم هذا الوزير وتم ترشيحه، يعني تبقى الازمة كما هي. الثاني اتخاذ اجراءات لمعالجة الازمة، يعني ان هذه الاجراءات لم يتخذها الوزير اصلا الا بعد المظاهرات وهذا يثبت ان الوزير غير كفوء او يضمر في صدره غايات ليست سليمة، ولانه واجه هذه المظاهرات فانه سيراوغ في اتخاذ بعض الاجراءات الوقتية ريثما تهدا ثورة المظاهرات ومن ثم يعود الى حيث ما كان. وبين هذا وذاك فالاختيار الثالث ان المظاهرات والانتقادات تستمر لاسبوع مثلا ومن ثم يذهب المتظاهرون الى بيوتهم ليناموا الى جنب نسائهم مع استخدام (المهفاية). اود لو تم جرد عدد المظاهرات التي خرج بها الشعب العراقي وادت الى نتيجة، هل تذكرون المظاهرات البصراوية بسبب الكهرباء وادت الى سقوط ضحايا؟ هاهي اليوم تعاني من نفس المشكلة. النتيجة النهائية ان الازمات التي يمر بها العراق بما فيها داعش ليست ازمات مهنية او ميدانية بل انها سياسية بحتة تتلاعب بها اجندة من خارج العراق من خلال عملائها في العملية السياسية، كفى تورية والضحك على القانون وليس الذقون، فهنالك من يتلاعب بالقرار وفق معطيات معينة يريد لهذا البلد ان يعيش في دوامة الازمات. هل يعقل ان وزير بعد مرور سنة من عمله تتراجع وزارته هذا التراجع الخطير ولا يفعل شيئا ؟ فهذا يعني اما انه ينفذ اوامر اسياده، او انه ليس كفوء ؟ وبين هذا وذاك هو خارج صلاحية العبادي لانه جاء وفق حكومة المقبولية. هنالك اسلوب خبث تعتمده قوى الاستكبار العالمي هي اختلاق ازمة لشغل الشارع العراقي بها، وسواء تم حلها ام لم يتم، فالغاية من خلق الازمة هي لتمرير مؤامرة من جهة اخرى. ليس وزير الكهرباء فقط بل حتى بقية الوزراء وليس من السنة فقط بل من الشيعة والكرد وغيرهم، قبل اكثر من شهرين قرات في احد المواقع ان السيد العبادي هدد بالاستقالة ان لم يتم التوصل لحل مشكلة معينة فهل تعلمون ان النجيفي والبارزاني ناشدا العبادي ان يعدل عن استقالته وانهم سيتجاوبون معه في حل المشكلة. لو قرانا الخبر وفق المعايير العقلية بعيدا عن الاسس الاعلامية المنطقية في صحة الخبر، فانه امر وارد، والحليم تكفيه الاشارة.