حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي الحرامي المناسب في المكان المناسب هذه العبارة ذكرها أحد الأصدقاء في صفحتي الشخصية وعلى الفيس بوك وهي عبارة تستحق الوقوف عندها لأن هذا الشعار فقط موجود ويطبق حرفياً في وطننا العراق وبكل حرفية ومنذ السقوط وكانت الصفة السائدة في كل الحكومات المتعاقبة صفة الفساد والذي بدأ صغيراً ثم اخذ يكبر ويكبر ككرة الثلج ولتصبح موجودة في كل مرفق من مرافق الدولة مافيات تسيطر على هذه الوزارة أو الدائرة وبإشراف من مسؤول تلك الوزارة أو الدائرة ولتصبح هذه المافيات تمتد إلى اصغر مرفق من مرافق الدولة ومستعدة لأي مجابهة مع أي شخص في حالة التصدي لهذه المافيات لتصل إلى حد التصفية الجسدية وكل هذه المافيات تدعي أو هي في الواقع حقيقة واقعة بأنها ترتبط بالأحزاب المشاركة في العملية السياسية وأصبحت من القوة بحيث أصبحت دول داخل الدولة العراقية يديرها المتنفذون في السلطة ومن الحيتان الكبيرة وهم معروفين من قبل أبسط مواطن عراقي وكلهم يدعون الدين والتستر به ويلبسون جلباب الدين الكاذب ويدعون الشرف والنزاهة ولكن هم أبعد ما يكونون عن ذلك وكل هذا كان يحصل وفي كل الحكومات المتعاقبة كما اشرنا آنفاً ولحد وصول الحكومة الحالية والتي من المفروض أن تعالج كل هذه الحالات الفاسدة ومن ضمنها تطبيق مقولتها في التغيير ومن ضمنها مكافحة الفساد والمفسدين ولكن برغم مرور مايقارب السنتين على عمر الحكومة فلم نلاحظ أي تغيير أو طرق جدية لمكافحة الفساد وتأشيرها والعمل على أزالتها ولم يتم إقالة أو طرد أي من الفاسدين من مناصبهم الحكومية وجلب العناصر النزيهة وذات الكفاءة والخبرة العالية بل بقى الحال على وضعه وكل المسؤولين ومن الوزير إلى أبسط منصب يتبع للمحاصة الطائفية والحزبية ويجب أن يكون هذا المنصب لهذا الحزب وذاك المنصب للحزب الآخر بموجب المحاصصة المقيتة والتي ولحد الآن تجلب الويلات والدمار للعراق وشعبه. وقد يقول البعض أن الوضع الحالي للبلد يستوجب وما يتعرض له من تهديد من قبل داعش والإرهاب العالمي يجعل من المستحسن التأني في هذا الأمر. ولكن هذا المفهوم هو خطأ وهو يمثل خطر كبير على العراق لأنه أثبتت الأحداث أن الخطر الكبير للفساد يسير في خط متوازي مع خطر الإرهاب وما يتعرض له الوطن وشعبه من هذين الخطرين الحقيقيين ولإثبات صحة ما نقوله ما حدث في مجزرة خان بني سعد التي أثبتت حدوث هذه المجزرة بسبب وجود عدد من العناصر الأمنية الفاسدة في هذه المنطقة والتي سهلت مرور هذه الشاحنة المفخخة وحتى ما حدث من مذبحة سبايكر وسقوط الموصل وحتى الأنبار كان بسبب وجود الرؤوس الفاسدة في كل حدث مأساوي يحدث في بلدنا وكان القاسم الأكبر في حدوث كل هذه الفواجع هو الفاسدين بل كان له النصيب الأكبر في كل ما يحدث وحصد الأرواح البريئة كان بسبب هؤلاء الفاسدين والذين هم يوازون ما يقوم به الدواعش من إجرام وقتل بل هم مشاركين أساسيين في كل ما يجري على العراق وشعبنا الصابر الجريح من مآسي ومحن وويلات. وقد بلغ وجود الرؤوس الفاسدة حداً لا يطاق وكل هذه القوى الفاسدة يتم دعمها وبمباركة من أحزابنا الموجودة في العملية السياسية وبغض النظر عن التسميات وحتى كل من هذه العناصر الفاسدة تكون بمأمن من المسائلة والاستجواب لأنها محمية من قبل رؤساء كتلها وأحزابها وأصبحت حتى الكتابة في هذه المواضيع الشائكة يكون كاتبها عرضة للتهديد وحتى للتصفية الجسدية ليكون الأمر ممهد لهم والطريق سالك لكبر هذه الرؤوس وتنفذها لأنها أصبحت فوق القانون ولترتفع أرصدة كل الفاسدين وكل من في العملية السياسية ولتصل إلى أرقام مخيفة حيث وصلت أرصدة المسؤولين العراقيين المودعة في البنوك العالمية بلغ ما مقداره(220)مليار دولار وهذا الخبر تم استقاؤه من مواقع إخبارية رصينة.وأضافت أن هذا المبلغ وحده يكفي لموازنة العراق ولمدة ثلاث سنوات من دون تصدير برميل نفط واحد ومن هنا فليعرف المواطن أين تذهب أمواله وثرواته طيلة السنوات الماضية. ولنتأمل هذا الخبر ولنسير بأنه بأن هذا الرقم مبالغ فيه والذي هو باعتقادي المتواضع هو صحيح لأنه هناك الكثير من الأموال الضائعة والتي لا يعرف مصيرها منها وحدها في زمن حكم بريمر قد صرح بوجود ثمانية مليارات دولار لا يعرف مصيرها وغيرها من صندوق أعمار العراق ليشكل هذا الرقم حقيقة واقعة. والملفت للنظر أنه نلاحظ وجود لجان اقتصادية في أحزابنا وهي تقوم بجمع الأموال الخاصة بتمشية نشاطات هذا الحزب أو ذاك وهي أموال ليست بالهينة وهذا غير معمول في كل الأحزاب في العالم من وجود هذه اللجان والتي تبين وجود فساد سياسي يضاف هذا الفساد الإداري لهذه الأحزاب وأغلبها وهذا الفساد السياسي قد نشأ بعد السقوط مارسته أحزابنا الحالية وبأبشع ممارسة واستغلال لوضع العراق المأساوي لتصبح هذه الأحزاب وأعضائها عبارة عن إمبراطوريات مالية ضخمة تتحرك داخل الوطن بكل حرية وتحت أغطية الحصانة وعدم المساءلة وفي حالة يتم رفع أصابع الاتهام على هذا العضو أو ذاك فان طريق المطار والهروب سالك له وبعلم الحكومة وكل الجهات الرقابية والتي لا تستطيع عمل أي شيء ضده. وإلا بماذا يفسر وجود هذه اللجان الاقتصادية والتي نقولها بملء الفم وبدون أي خوف أو تردد إلا أنها عبارة عن لجان لجمع المال الحرام والسحت من مصادرها ومن قبل وزرائها وأعضائها كمدراء عامين أو مسؤولين لترتفع بورصة الغنى الفاحش لهذه الأحزاب وقادتها وأعضائها، ولا يوجد أي تفسير آخر لهذه اللجان. ومن هنا جاءت توجيهات المرجعية الرشيدة(دام الله ظلها الوارف علينا) الأخيرة ضرورة التصدي لهذا الأمر الأخير حيث جاء فيها "... طالب ممثل المرجعية العليا من كبار المسؤولين والقيادات المتصدية إن يقفوا وقفة شجاعة وجريئة ووطنية تعبر عن شعور المسؤولين ويبدؤا بعملية مكافحة الفساد من داخل مقارهم من اجل تطوير البلد تطورا اقتصاديا وتنمويا بقوله "إن الأزمة المالية التي يمر بها العراق وما تتطلبه المعركة مع داعش من صرفيات مالية متصاعدة مع ما يلاحظ من اعتماد البلد على موارد النفط كدخل أساسي.. يحتم اتخاذ إجراءات فاعلة تعالج الأسباب الحقيقية لاستنزاف الموارد المالية الهائلة للبلد مع عدم وجود تطور اقتصادي وتنموي يتناسب مع مجموع المدخولات المالية "(1)وهذا التوجيه جاء لأنه بلغ السيل الزبى وأصبح الفساد والمفسدين يهددون أمن وأمان العراق وشعبه ووصل إلى درجة لا يمكن حتى الوقوف والتصدي له وكبح جماحه ومن هنا جاء رد مرجعيتنا الرشيدة لهذا الأمر لأنها صمام أمن وأمان العراقيين ولأنها تمثل العين الساهرة على العراق ومصالح الشعب العراقي الصابر الجريح لتؤشر ما وصل إليه البلد من أمر خطير يسير بسفينة العراق إلى مصير مجهول ولا يوصل هذه السفينة إلى بر الأمن والأمان وهذا ما اشرنا وحذرنا منه في مقالاتنا السابقة ومنذ عدة سنين عن مصير سفينة العراق وسيرها في طريق النفق المظلم والأمواج المتلاطمة وفي وضعنا الحالي نجد أن ما ذهبنا من تحذير وتنبيه لهذا الأمر الخطير ومسير العراق إلى نفق مظلم لايعلمه إلا الله أنه قد أضحى واقع حال وملموس وصحت توقعاتنا وقد أضحى العراق وشعبه على مفترق طريق أما السير بطريق السلامة والأمان أو يصبح في خبر كان ويكون نهباً لكل طامع وناهب ومن كل هب ودب وهذا ما يحصل الآن في وقتنا الحاضر. هنا بودنا ان نسأل وبحرقة بعض مسؤولينا إذا لم تتعلموا من أميركم علي(ع) خدمة الناس وتفقده لأحوالهم وسماع أنين جياعهم وتحسس آلامهم وأوجاعهم وأنتم كل تدعون أنكم تسيرون على نهج أمير المؤمنين(ع) ومن أبناءه فأن لم تتعلموا من هذه الشخصية السامية والعظيمة فتعلموا من أمير الكويت الذي حضر انفجار حسينية الصادق(ع)وبعد حدوث الانفجار مباشرة وقال عبارته المشهورة(هذولة عيالي). ونحن لا نفسر هذه الأمور وماتقوم به أحزابنا وكل قادتها وأعضائها الا ماقاله وحلله الكاتب محمد حسنين هيكل في حوار معه حيث يقول "قال الصحفي والكاتب المصري المخضرم محمد حسنين هيكل ان العراق اليوم اضحى عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص ليست لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بإدارة الدولة!!. وأضاف هيكل في حوار موسع إن العراق كان تركيبة جديدة وان القوى التي أنشأته لم تعد تهتم به وتركته لأهله الذين يرغبون بالتماسك الداخلي فيه. ونحن نقول إن الشرفاء هم وحدهم من ينقذ العراق مما هو فيه من حالة ضياع وتشظٍ وهم كثر إن شاء الله وسوف يتصدرون المشهد السياسي عاجلاً أم آجلاً".(2) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ من خطبة الجمعة الأخيرة والتالقاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وبتاريخ 24 / 7. 2 ـ منقول عن صحيفة البينة الجديدة الصادرة بتاريخ 25 / 7