- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ليس دفاعاً عن بليغ حمدي.. إنما..!!
حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي حين سمعت بقرار الحكم الصادر بحق مجرمي تفجير مجلس عزاء الشعلة، شعرت بالحنق، والغيظ، والغضب الشديد لصدور مثل هذا الحكم الضعيف، الذي لا يتناسب مع حجم الجريمة، ولايتناسب مع سعة الخسائر البشرية والمادية التي نتجت عن هذا العمل الإجرامي.. فأكثر من مائة وخمسين شهيداً وجريحاً سقطوا من عشيرة واحدة تقريبا هو رقم فادح في الحسابات الإنسانية والعدلية. لذا فقد كان يتوجب معاقبة الجناة معاقبة شديدة، ومناسبة لفظاعة الجريمة.. لذلك فوجئت، وصدمت شخصياً حين سماعي بالحكم، وتمنيت وقتها أن يحاسب القاضي الذي أصدر هذا الحكم البائس حساباً عسيراً. ولا اخفي عليكم فقد ظننت في البدء ان هذا القاضي متواطئ مع الإرهاب، ومتعاطف مع الإرهابيين، أو قد يكون مرتشياً، لذا أعددت نفسي لكتابة مقال ناري عنيف ضد قرار الحكم، وضد القاضي الذي أصدره! ومما زاد في عملية تسخيني، وشحني ضد هذا القاضي، أن شقيق أحد الشهداء صديق لي، فحكى لي قصة الجريمة بالتفصيل، فأوجعني جداً. ناهيك عن الشحنات العاطفية التي يطلقها بعض الكتاب في مقالاتهم العاطفية التي تضرب في الوجدان، فضلاً عما يصرح به السياسيون المتعاطفون مع الضحايا، وعوائل الضحايا، فتزيدنا حنقاً على الجناة. فما صرح به مثلاً النائب ناظم الساعدي حول جريمة مجلس عزاء الشعلة كان مؤثراً جداً، حتى أن الساعدي طالب بتشكيل لجنة تحقيقية مع القاضي الذي أصدر هذا الحكم الهزيل، وهنا أذكر أنه قال: (اننا نستغرب قرار قاضي المحكمة الجنائية، فبدلا من اصدار الاحكام وفق المادة 4 ارهاب إستبدلها بالمادة 132/1 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 لتخفيف الحكم بذريعة ان المجرمين اصحاب عوائل، ولاعطاء الفرصة لاصلاح الذات والرأفة بهم.. أليس للشهداء والجرحى عوائل.. أم للمجرمين فقط)؟!. وقبل أن أبدأ بكتابة المقال الهجومي على القاضي الذي أصدر الحكم البائس على مجرمي مجلس عزاء الشعلة، توقفت قليلاً من أجل معرفة إسم هذا القاضي أولاً، ومن ثم الإطلاع على سيرته المهنية، ومواقفه السابقة من القضايا، والشؤون الوطنية، والمصيرية الكبيرة.. وما أن قرأت مقتبس هذا الحكم، ورأيت الإسم في أسفل القرار، حتى دهشت وفوجئت، ليس من إسم القاضي فحسب إنما مما تلى ذلك أيضاً. وسأعود الى هذا الأمر لاحقاً. المهم.. الذي أردت قوله بصراحة هنا، إني أتحسس جداً من إسم أي (بليغ). فهناك أكثر من (بليغ) لا أحبه، ولا أريد أن أرى (خلقته)، سواء على شاشة التلفاز، أو على شاشة الحياة. فأنا - بإستثناء الفنان الكبير بليغ حمدي - لا أحب الذين يحملون هذا الإسم، ومعذرة من الطيبين منهم.. وحين وضعت إسم القاضي بليغ حمدي بالبحث في (گوگل)، وجدت عشرات المقالات المكتوبة حديثاً ضد الرجل، وتحديداً بعد إصدار القرار المذكور، وكلها تطالب برأسه.. حتى ظننت – لكثرة ما قرأت ضده - أن القاضي بليغ حمدي واحد من قيادات داعش، بل ربما يكون هو المؤسس لتنظيم داعش، وليس أبا مصعب الزرقاوي..!! لكن المفاجأة كانت حين أتصلت بأحد القضاة الوطنيين الثقاة، لأسأله إن كانت هناك علاقة بين القاضي (بليغ حمدي) وتنظيم داعش.. فضحك صديقي القاضي، وقال: القاضي بليغ حمدي ياصاحبي هو صگار الدواعش، وقاهر البعثيين.. وكي لا تذهب بخيالك بعيداً، أقول لك أن هذا القاضي هو الذي تحدى الدنيا كلها وحكم بإعدام المجرم طارق الهاشمي، وهو أيضاً الذي أصدر حكم الإعدام بحق المجرم احمد العلواني، وهو نفسه الذي أصدر حكماً بإعدام المجرم السعودي علي محمد القحطاني الذي حاول تفجير نفسه بسيارة مفخخة في منطقة النخيب، وقد سبق صدور هذا القرار حملة دعائية، وتهديدية لأجل منع أصدار مثل هذا القرار، كما ان صدور القرار، أحدث ردود أفعال سعودية وداعشية كثيرة، لكن هذا القاضي الشجاع لم يلتفت لأي منها، فقال كلمة الحق رغم أنوف الجميع. - وحين أنتهت مكالمتي مع صديقي القاضي، مضيت الى المواقع والصفحات الداعشية والبعثية، فوجدت فيها أيضاً أكثر من مائة وخمسين مقالة وتغريدة تتهجم على القاضي بليغ حمدي، وتتهمه بالعمالة الشديدة (للروافض)!! - يا للرجل المسكين.. إنه مذموم من الطرفين..حاله حال السمك!! - وطبعاً، فإني لم أكتب بعدها مقالي (الناري)، إذ كيف أهجم على من حكم بالحق على المجرمين الهاشمي والعلواني بالإعدام؟! - كما إني لم أستطع أيضاً كتابة مقال أمتدحه فيه، فالرجل حقيقة، لم يكن موفقاً حين رفع حبال الشنق العادلة عن أعناق مجرمين كانوا يستحقون ان يعدموا مائة وخمسين مرة، لما ارتكبوه من فعل إجرامي فظيع في مجلس عزاء الشعلة.. وحتى هذه اللحظة لا اعرف لماذا لم يحكم على المدانين في هذه الجريمة بالإعدام؟ واليوم فقط جاءت الفرصة للكتابة عن بليغ حمدي القاضي، بعد أن نقض القضاء قرار الحكم بحق المدانين في تفجير عزاء الشعلة... حيث قال المتحدّث الرسمي للسلطة القضائية الاتحادية القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان له، إن "محكمة التمييز الاتحادية نظرت بدعوى تفجير موكب عزاء في الشعلة، ونقضت قرار الحكم على ثلاثة مدانين بالمؤبد، فقررت إرجاع الدعوى إلى محكمتها لغرض تشديد العقوبة إلى الإعدام..!! ختاماً أقول: رجاء رجاء.. إنصفوا من أعدم المجرم طارق الهاشمي؟.
أقرأ ايضاً
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي