حجم النص
بقلم:علي فاهم من لا يعرف الكلاش فهو الحذاء الخفيف المحاك من الالياف او النايلون و يرتديه الفقراء من العراقيين أما الجزمة فهو الحذاء المصنوع من الجلد الطبيعي العالي و يرتديه سابقاً الانكليز و من يكون قريبا عليهم في الحكومات و المنبطحين لهم و المثل بسيط ومشهور عند العراقيين يحكي لنا تاريخ العراقيين بكلمتين فدائماً هناك جماعة الكلاش الذين يفنون اعمارهم في العمل من أجل الخبزة الحلال لأبنائهم تحت سقف القاعدة (قوت لاتموت) وهناك أصحاب (الجزم) التي تلمع في الليل الذين يأكلون جهد (الكلاشية) على الجاهز فتزداد كروشهم و حساباتهم و نسائهم أنتفاخاً وتزداد بيوتهم و سياراتهم و أنوفهم صعوداً و أرتفاعاً، و أصحاب الجزم اليوم قرروا أن يوجهوا للكلاشية ضربة موجعة مع حلول شهر الرحمة والمغفرة حتى يكون شهر القسوة و السرقة لأصحاب (الجزمات) مع هذا الصعود غير المبرر للدولار مقابل عملتنا (المكرودة) الدينار العراقي الهزيل، تكمن المشكلة ضياع (الخيط و العصفور) في سياسة حكومية قائمة على تكليف فقراء العراقيين (الكلاشية) دفع ثمن سرقات (أصحاب الجزمة) فكثرة الضرائب و رفع أسعار الكهرباء و الماء و الخدمات الاخرة مع عدم وجودها طبعاً و أمتصاص الحياة منهم مقابل عدم المساس بالامتيازات و الرواتب و الايفادات للجزم الكبيرة فهي عبرت الخط الاحمر و على المواطن دفع الثمن لموازنات لا أحد يعرف أين ذابت و لمن وصلت، عندما أمم عبد الكريم قاسم شركات النفط و كخطوة لعدم أرتفاع الاسعار و خاصة البضائع المستوردة سن قانون 80 الذي الزم وزارة النفط أن تستلم ثمن النفط المصدر بالدينار العراقي فارتفعت قيمة الدينار في الاسواق العالمية لكثرة الطلب عليه و بالتالي تحسن الاقتصاد ليصل أعلى قيمة له حتى بداية الثمانينات، افلا يوجد اليوم فيكم رجل رشيد أو قاسم أو فاهم ليضع للعراق سياسة نقدية صحيحة بدل أن نكون لعبة بيد المافيات و مصاصي الدماء من السياسيين الذين أخذوا دور الشياطين المغلولة ايديهم في رمضان و لن يغل أيدي و أرجل (الجزم) الا أصحاب (الكلاشية) و دمتم سالمين.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- وقفه مع التعداد السكاني