حجم النص
بقلم: حيدر السلامي منذ انطلاقته الأولى وهو يشدو ويترنم شاهدا على ألق الجراح وما انفك حتى دورته الحادية عشرة يبعث في الروح التجسد حرية ومحبة وسلاما ويجدد في الفكر التوقد والانفتاح والتلاحق والتلاقح معا. للربيع كما سائر الفصول والمواسم والأزمنة شهادة على حدث أو شخص أو قول أو فعل ووثيقة له أو عليه، لكنّ ربيعا للشهادة تزهو به أبرادها وتزهر فيه أورادها فإنه لشيء عجاب!. لك أن تتصور كيف النحر يصبح نهرا والنزف يضحي عيناً تنضح عطاءً ثراً يتلى شكرا ويرفع ذكرا آناء ليل الناس وأطرافه؟! نعم.. هما الولادة والشهادة وما بينهما ربيع أخضر يمتد على بساط الزمان. وما لبوصلة إلا أن تشير إليهما بميلٍ واحد تكتحل به الإنسانية عمراً مديداً يميرُ منه الوجود إيثاراً وتضحية وفداءً ليس ليد إلا أن تعزفه وجداً على قيثارة الخلد. انطلق الربيع وشدت الناس إليه الرحال من كل فج عميق. هو الحج إذن كما في كل عام نحو صرح الوليد الشهيد الذي ألبس الشهادة ثوب ربيعها المرفل المضمخ بالحب والحناء والزيتون. ولتشهد الأرض ومن عليها لهذا الربيع إحدى عشرة مرة ولتنثر على جبين القمر زهور الحشد الحمراء ونقاط دمه النوراء هالة من الشموخ المقدس والإباء تلبية لنداء الحق الذي ليس له قبل أو بعد.
أقرأ ايضاً
- لنضرب الصهيونية من جديد.. الشركات البديلة بدلاً من الداعمة للاحتلال
- المشرق الجديد.. الفرصة ما زالت موجودة
- موسم جديد.. دوري مُختلف