حجم النص
بقلم:الباحث العلمي علي اسماعيل الجاف تعتبر مهمة الجيش والشرطة اساسية في حماية المواطنين والبلد ويشار الى مهمة الجيش بالدفاع عن الدولة وسيادتها ومواطنيها وحدودها من اعتداء خارجي او تهديد، ويوجد ايضا واجب اخر للجيش هو الاهتمام بالجانب السياسي في البلد والمحافظة على الاستقرار العام من حيث الاقتصاد والرفاهية والبنى التحتية والمساهمة بالخدمات العامة والمراسيم الاجتماعية والاحتفالات والمناسبات التي تحدث في المؤسسات الحكومية والمبادرات الاخرى وهذه كلها تتطلب توفير وقتا اضافيا وجهدا مضاعفا من قبل تلك المؤسسات يكرس لخدمة المصلحة العامة والبلد والمواطن، ويمثل موضوع الجيش والشرطة ادارة تاريخية قديمة لقضايا الدفاع عن النفس فقد برزت اهميتها في مواقف تاريخية قديمة جدا وكانت تعرف قديما على انها اسلوب استخدام الالة او الاداة في الدفاع عن افراد او جماعة او نفس وفق خبرة ومهارة مكتسبة؛ لكن الوضع اختلف حديثا بحيث اصبح المفهوم يوجه نحو استخدام الاسلحة بمهارة والاشتراك في خدمات الامن او اعمال عسكرية بحرب او مواجهة. وتمثل الجيش والشرطة قوة مدربة تمتلك خطط ومشاريع وبرامج داخل البلد تخدم وفق قانون وتشريعات ومبادئ عامة تلزم الجميع احترمها والتعاون معها كونها قوات جاهزة لحفظ الامن وتوفير السلام وحماية الدستور والقانون وهذا يحتاج وقت مخطط وخبرة عالية وبعدها ظهرت القوات العامة والخاصة واجهزة الاستخبارات والمخابرات العسكرية ومراكز التدريب والتطوير وتأهيل الملاكات العاملة وفق اوقات زمنية تساهم في الواجبات والمهام والاعمال البحرية والجوية والبرية. ويشار الى التاريخ العسكري بانة تاريخ الصراعات كونه يشارك في المعارك التي يتعرض لها البلد خارجيا او الازمات التي تحدث داخليا، فقد تكون الاعمال عاجلة تتطلب التكنولوجيا والخطط الاستثنائية وعلينا ان نعي وجود "تاريخ عسكري وصفي" للاعمال والانجازات والمساهمات الصورية التي تعبر عن حقبة او مهمة او استعدادات وجاهزية. وكذلك، يوجد "تاريخ عسكري تحليلي" يستدعي دراسة وبحث متواصل عن توفير الجديد علميا وتطبيقيا بالاعتماد على المعرفة والمعلومات المعيارية والطرق الحديثة المقترحة والاستفادة من اخطاء الماضي وادخال البرامج الحديثة من تقنيات ومعارف ولكل امة احتياجات عسكرية تختلف عن الاخرى حسب البيئة والاعراف والتقاليد والقانون. بالتالي،نحتاج ان يكون لدينا اشارة للوقت كحقيقة وظاهرة لكل ما عرض اعلاه، فعند دراسة التاريخ لمجالي الجيش والشرطة نحتاج ان ندرس تجارب وافكار وخطط الاخرين كما نقوم بدراسة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديد وفق البيئة الداخلية والخارجية لدى الخصم كما نفعل في مبارة كرة قدم او سلة التي يكون فيها الوقت حاسما ودليلا لنجاح او فوز فريق ما وان لانقوم بنقل تجارب الاخرين وفق بيئة لاتسمح بذلك بحكم التقاليد والاعراف والمواريث الاجتماعية السائدة لان هدر الوقت في تعلم استخدام تقنية حديثة قد يؤدي الى سوء استخدامها في المواجهة او عند الحاجة وعدم فهم قيمتها واهميتها كحسابات اولية لدى القيادات العليا على سبيل المثال، ويعتبر الامر العسكري وقت ثمين يجب ان ينفذ من الجهات الدنيا، لان تطبيقه يمثل احترام الوقت وإعطاءه قيمه بدل التراخي والنكوص والتهميش كتسلسل هرمي وبسط النفوذ يدل على سيادة الشرعية وقوة القانون وتقدير العمل المؤسساتي كون التهديد في وقت حدوث ازمة او طارئ لايقبل التأجيل او الاهمال من حيث التنفيذ والمتابعة. 1. تفعيل روح المشاركة الجماعية والقيادة الامامية والادارات الدنيا لتحسين التعديل والمتابعة والقيام بالمبادرة وجعل الوقت شعارا مناسبا للمشاركة. 2. ادخال عامل التطوير الحديث بالاجهزة والمعدات في المهام مضمون ومشاركة حقيقية واهتمام بعامل الوقت كهدف استراتيجي يبرر القدرات الذاتية للاخرين. 3. تمثيل الوقت في الادوار يعطي انطباعا ايجابيا لوصف العمل والمهام والواجبات مما يعني دقة الانجاز بحكمة وحنكة عالية، ويوفر اختزال وتشذيب للمواهب والقدرات والاستفادة من الخبرة والكفاءة والمهارة الموجودة لدى البعض لتوظيفها في خدمة المواطن والبلد بدل هدر الوقت في زج الجميع من الموارد البشرية في مهمة واحدة. 4. تحديد الاحتياجات وتخصيصها يتطلب ادارة وقت كفؤة وحقيقية لان ذلك يمثل امولا مصروفة، وفي حالة كونها مدروسة بدقة فهذا يعني تطبيقا حقيقيا للادارة الوقت وفق استراتيجية الوقت المستثمر والقدرة على فهم النظام المالي والانظمة الرقابية لان الوقت يدخل في كل المفاصل لتجنب الانحراف والخلل لان التقييم شعارا معلنا لدى القيادات العليا والدنيا على حد السواء وصولا الى مرحلة جودة الوقت. 5. ان تفكير القيادات العليا بأهمية الوقت يوفر لها فرصة عمل توأمة مع جهات داخلية لاستثمار طاقاتهم بوقت قصير من خلال المعايشة الميدانية والتطور الكفء الموقعي مما يعني توفير جهد هندسي كفء وتقليل الصرف على برامج خارجية لاتلبي الطموح والمطلوب الداخلي كون الاعمال والواجبات قد تتطلب الجهد الهندسي والفني في المعركة وليس لدينا وقتا لارسال مجاميع للتدريب، فبهذه الطريقة يمكننا ان ندخر الجهد والمال والوقت من خلال قيامنا بجعل التدريب مستمرا وشموليا وتطبيقيا واساسيا في العمل بكافة صنوفه واختصاصاته حتى نحصل على مقاتل او فرد ناضج ومدرك لاهمية التنوع المعرفي عند التحاقه في العمل بالجيش او الشرطة ليكون الاستثمار الفردي والجماعي ناجحا ويقلل الخسائر المادية والبشرية، بجانب توفير خدمات مجتمعية ومبادرات متواصلة لخدمة البلد والمواطن في حالة السلم. فنحتاج هنا الى خطة وهدف محدد بزمن معياري موزع وفق الاهمية والمضمون المتاح. 6. توفير وقت اضافي لتعزيز التثقيف والتوعية الاعلامية وفق خطة الوقت المتاح والمباح للقيام بمبادرات مجتمعية مهمة تسعى الى نشر الثقافة العامة والمعرفة التطبيقية ليكون الوقت احد تلك المفردات في مواجهة الحرب الاعلامية والنفسية والدعاية بكافة انواعها الرمادية والسوداء والبيضاء كونها توثر على عاطفة الفرد والجماعية لاستمالتهم نحو هدف ما غير سليم يحتاج الى صد ومواجهة فكرية حقيقية تتبني التغيير في السلوك والتصرف والتوجه والتفكير. ويمكننا ان نفعل ادارة الوقت كما يلي: أ- ادارة الوقت هي ليست فكرة جديدة يتم الاطلاع عليها وتركها وانما هي تبني حقيقي وتنفيذ فعلي يتطلب متابعة وتقييم وتقويم وتخطيط مرحلية متواصل وفق الجودة والاعتماد. ب- ابعاد الاعمال والمهام الهامشية التي من شأنها تفعل سوء التخطيط للوقت وعدم التفويض والتخويل الحقيقي ويحتاج العمل باسلوب مقبول ومقنع لتجنب الخطر. ت- الوقت يعني انجاز سريع ومبرمج واعمال فعالة ونتائج حقيقية ملموسة وفق خطة برنامج مرسوم مسبقا. ث- اسرع وصول للهدف هو بوجود وقت دقيق بهدف كون ذلك يمثل ادارة؛ بينما افضل انجاز وابتسامة متواصلة يعني النصر ووصول الاهداف المنشودة وهذا هو الاستثمار الحقيقي والفعلي للوقت المتاح وليس المباح. ج- يعتبر الوقت وإدارته في الجوانب العسكرية خصم ومنافس دائم لايقهر الا بإدارة مهنية تحقق النصر كونه يعيش داخليا وعلينا اظهاره خارجيا في التطبيق لان انجاز المهام يدل على زمن وإدارة رصينة. ح- يتطلب الحس والحدس والعاطفة في تنظيم الوقت مبدئيا وقد يتلاشى عند وصول المرحلة الى رسم الهدف من قبل الفرد يعني الشعور بالمسؤولية الذاتية تجاه الآخرين من مؤسسة وشعب ودولة وفق الوضوح والتصرف والمبادرة التي لاتقبل التأجيل او التأخير لحسمها.
أقرأ ايضاً
- الامراض النادرة التي تصيب الانسان حقائق اساسية يجب معرفتها
- كاساس والعرق الدساس
- غاب الجمهور ..... غاب النجاح !