حجم النص
بقلم:عبدالحمزة السلمان تستطيع عدسة كاميرا مصور.. أن تلتقط لحظة من الزمن, وتعرضها بصورة فنية بما لها من جمالية أو غيرها, إذا الصورة تعني إيقاف لحظة من الزمن, لتبقى الى الابد, تحمل معاني وصفات تلك اللحظة, ولنحتفظ بها لإعادتها بمرور الزمن. بفضل من الباري وقدرته سبحانه و تعالى, جعل العين لنرى بها, ونميز الالوان والاشياء, وألهمنا لاكتشاف وصنع الكاميرا, لتلتقط الصورة وتحفظ في ذاكرة العقل, لاسترجاعها من العقل بعد حين, أو عند التعرض لموقف معين. تمر علينا الايام والسنين مزدحمة بالأحداث وفق التسلسل الزمني للحظاتها المرتبطة مع بعضها تسمى سنين العمر التي نعيشها وكل منها تمثل صورة لواقعة عشناها. لو استعرضنا لحظة من زمن مواطن عراقي عانى مرارة الواقع لشاهدنا صورة مأساوية , عاشها في أيام النظام السابق, سجلت ذاكرته عدد من الصور, لمرارة الاعتقال والسجن والمعاناة, من تعرضه للتعذيب وهموم عائلته, عندما يتركها خلفه, في هذه المواقف الصعبة, التي ترعب الجميع. بعد استنشاقه الهواء, وإزالة كتلة الطاغية, التي كانت على قلبه الملتهب, استشعر خيرا, كما هو حال جميع العراقيين, وبعد مرور أيام إصطدم بواقع لا يتوقعه, من جراء تكالب من بيدهم زمام الأمور, على مناصب السلطة لتمهد الطريق للعدو وللمحتل, للدخول من هذه الثغرات, للعبث بمقدراتنا ومعتقداتنا. جعلهم العدو أداة لتنفيذ مخططاته وأفكاره السامة, لهدم وتفتيت حصانة مبادئنا وأخلاقنا, التي تعلمناها من الدين الاسلامي, ليبث الطائفية وبرنامج التقسيم, بنوايا حرب طائفية, تعم البلد والمحافظات, ولا تقتصر على المذهب فقط. يريد العدو أن يعيدكم للجاهلية والقبلية, لتقتل العشيرة عشيرة اخرى, ويبقى هو المتفرج والمستفيد, ينعم بخيرات البلد, كما تفعل الان إسرائيل, تنضر بطرف العين مبتسمة ومنتشية بإنتصاراتها , تراقب من بعيد وكأنها تضحك علينا. تمكنت الصهيونية أن تحصن نفسها, وتخرج الشوكة من عينها, وتبتسم ابتسامة شكر, لأسيادها الأمريكان, لما صنعوه من إحسانا لها, بتمزيق وتشتيت الدول العربية, التي كانت ندا لها, وتمهد لها الطريق لتتوسع اكثر. أن ما يصيبنا من مرارة, وظلم الظالمين, متجاهلين أعظم مصور وخالق, وهو يعلم ويرى, كل الصور في لحظاتها, حين قال الويل للظالمين ؟