حجم النص
بقلم:يحيي النجار لماذا تختلف نقابة الصحفيين العراقيين عن جميع النقابات والاتحادات ؟ هل لانها تقبل الطارئين والطفيليين في صفوفها في حين لاتفعل ذلك النقابات الاخرى ؟ لماذا يصبح كل من هب ودب صحفيا في حين لايستطيع كل من هب ودب ان يصبح طبيبا او مهندسا او صيدليا او مدرسا وهكذا؟ هل لان مهنة الصحافة هي اقل شأنا من المهن الاخرى ؟ ان العكس هو الصحيح ان الصحافة هي مرآة المجتمع وان النشر الخاطئ يقتل شعبا في حين ان العملية الخاطئة لطبيب تقتل المريض وحده. وان الصحافة هي التي تصنع الرأي العام وتؤثر فيه وتقوده لذلك فأن الصحافة هي من اخطر المهن على الاطلاق ونرى دول العالم الديمقراطية والدكتاتورية تحاول السيطرة على وسائل الاعلام بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة في حين لاتحاول تلك الدول السيطرة على نقابة الأطباء او المهندسين او المعلمين أو غيرها. لهذا فا لمنطق يقول ان الصحافة هي من اخطر المهن في اي بلد في العالم ولا يجب ان يخترقها الطارؤون والطفيليون ابدا لان ذلك يساهم في هدم البلد ويؤثر على وتأئر التنمية وبناء الانسان السوي وليس ذلك بعيدا عن تصور. نقابة الصحفيين عندنا فالنظام الداخلي للنقابة يؤكد ذلك ويعرف الصحفي بأنه ذلك الانسان الذي يعمل في مؤسسة صحفية جريدة كانت او فضائية حصرا ويمضي النظام الداخلي في تعريف الصحفي فيشير الى ان الشخص الذي يعمل في مؤسسة غير صحفية حتى وان كان خريج قسم الاعلام ويكتب في الصحافة فانه لا يقبل في النقابة بصفة مندوب او مراسل او محرر بل يعطى صفة مشارك ولايحق له الترشيح او الانتخاب. ان النظام الداخلي لنقابة الصحفيين العراقيين سليم ومهني وواضح ولكن تطبيقه مشوه وغير منصف! لماذا ؟ ان النظام الداخلي لنقابة الصحفيين سليم ومنصف الا انه لم يتم تفعيلة مما شوه النقابة وفتح المجال امام الطارئين للتسلل الى اخطر مهنة على الاطلاق واستطاعوا اختراق صاحبة الجلالة واشبعوها ضربا وتشويها وعذابا ويؤكد ذلك الاعداد الهائلة من الصحفيين منذ عام 2003 الذين يربوا إعدادهم على 30 الف منتسب في حين لم يتجاوز عددهم قبل ذلك التاريخ على الالفين منتسب وفي كربلاء مثلا كان الصحفيون العاملون لا يتجاوز العشرة اعضاء فقط! انظروا كم أصبح عددهم اليوم ؟ ولسنا ضد عملية التوسع كما يبدو للقارئ ولكننا ضد دخول الطارئين الذين لا يفهمون شيئا عن الصحافة والإعلام ودورهما في العملية الإعلامية وتطويرها ولان اغلبهم يعملون كخدم لهذا المسؤول او ذاك بينما الصحافة بعيدة كل البعد عن عمل الخدم ولا يليق بمن يعمل بهذه المهنة الشريفة الا السيادة والشموخ والاقتدار وهذه الصفات لاتأتي من فراغ بل من دراسة وعلم وخبرة ومهنية وتخصص. لذلك نطالب بقوة النقابة الى تفعيل النظام الداخلي ومحاربة كل الضغوط التي تعترض ذلك، فالصحفي الحقيقي هو صاحب خبرة وموهبة في هذا المجال وان يكون متخصصا خريج كليات الإعلام والصحافة. وعلى النقابة ان تراعي ذلك في اختيار رؤساء التحرير وضمن السياقات المعمول بها في كل دول العالم باستثناء العراق وعلى النقابة ان لاتعطي اعتمادا لصحيفة لايكون رئيس تحريرها عضوا عاملا فهيت وان يكون من ذوي الخبرة والاختصاص والعمل الطويل في مجال الصحافة لكي نضمن على الاقل الاحتفاظ بوحدة الرأي العام الذي تبعثر وتشظى بفعل الطارئيين بعد عام 2003 في بلد أحوج مايكون الى إعلام قوي يساهم في عمليات البناء والتنمية اضافة الى فنون الصحافة الاخرى لا ان يلمع صور المسؤولين الفاشلين الذين ساهموا في نهب ثروات البلاد ونشروا الطائفية والفساد في ربوع بلد نامي يحاول النهوض من جديد ليأخذ مكانه اللائق تحت الشمس.. ولكي لاتكون مهنة الصحافة (مهنة من لامهنة له) كما قالت احدى عضوات المجلس السابق لاتسكب المزيد من دموع صاحبة الجلالة. يتبع