- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
طويريج تجثو عند ضريح الحسين ( الى روح الشهيد المغدور /العميد الركن حسن عباس الفتلاوي )
حجم النص
بقلم: د عزيز الدفاعي كنت انوي أن اكتب رثاء لك وحدك يا اخي العميد الركن حسن الفتلاوي غير أن الذاكرة المذبوحة أيقظتني على جرح عميق فاستحضرت كل الذين ماتوا بلا جدال كأنما سقطوا من بين يدي للتو … ثم قررت بعدها ان اكتب عن كل من سقطوا عند ناظم الثرثار لانهم شهداء وطن يتامر عليه الجميع …..ولم استطع في مزاد شهداء الثرثار ان اعرف حقيقه اعداد من ذبحوا او فقدوا هناك فالتزمت الصمت بانتظار بيان رسمي من الناطق المبجل سعد معن حفظه الله ورعاه!!!!!!. حين غادرت انا المدينه كنت حينها فتى في مقتبل العمر لاتسير على قدمين بل تطير من نشوه الاحلام والامنيات على جدول الفرات الحزين وبقيت مترددا محتارا بين أن اكتب لك ….أو اكتب عنك وعن هؤلاء الذين ماتوا دون أن يتركوا مجرد وصية لم يكملوا الطريق إلى طويريج ومدن المغدورين.. الصفويين ابناء المتعه!!!!!! بينما انسحب الكثيرون من عرابي الموت وجلاديكم ليشاركوا في الدعارة السياسية تحت قبة البرلمان….لنشاهد مسرحيه العري الوطني …اعرف أن من الصعب أن تكون حرا حتى في ملكوت الله بنصف روح بينما الجزء الآخر من روحك يتعذب هنا ك في الثرثار حيث غدرت وكنت عازما ان تشارك في المعركه حتى النهايه بينما نبتت أنياب الغربة في أرواحنا نحن وخاصرتنا فصارت لنا وطننا وصرنا لها قربانا يذبح يوميا على وقع تصريحات رجال السياسة والفضائيات الساقطة ووالنخب المحشوه بالتبن التي باتت تتهم الشعب بالتامر على نفسه لان عليه ان يصدق الاكاذيب ويموت بصمت ويكتفي بمجرد لافتته سوداء!!!! كنا متوهمين يا حسن أننا نخرج من سجن الوطن الكبير إلى حرية االانعتاق هربا من حراس الخوف الطائفي الذين يتبعون خطواتنا وأقلامنا ورائحتنا بفوهات البنادق والأحزمة الناسفة والمؤامرات..هكذا هو وطننا الذي تركناه مكرهين دون ان ننتبه انهم كتبوا لنا في الصفحة الأخيرة من جواز السفر انه يسمح لنا بالعودة للعراق …فقط على متن نعوش …هكذا اختلط دمك بناظم الثرثار وثرثره الساسه الانبطاحيين وعاد الآلاف بعد أن اخفق المماليك والخوارج في سلبنا حريتنا وكراماتنا وهاماتنا العالية في زمن المهانة والسقوط والانهيار …زمن سماسرة ونصابي الديمقراطية والشفافية والمجتمع المدني واللحمه الوطنيه التي لم تمنحنا لقمة خبز أو جرعة دواء او مجرد لتر من النفط ولم تحمي اطفالنا وفلذات اكبادنا الذين يحاصرون ويغدرون بالمئات حين فاجئنا برد الشتاء والأسئلة المحيرة أمام الذين خدعونا وتصالحوا مع عبوديتهم وطموحاتهم المريضة للسلطة والكراسي وأعادونا للسجن الكبير وغيلان الإمراض والأعيب المخابرات ودهاليز المؤامرات. ومصائد الغدر …. لم يقتلك الدواعش بل الفئه الباغيه ومن تحالفوا مع قاتلينا وقاتلي ابائهم واعمامهم واخوانهم …. نعم غدروا بك و بنا وباحلامنا اعرف انك لا تحب هذه الفلسفة ونظرة التشاؤم والسوداوية لانك ضابط من بني فتله الذين طالما تفاخروا ببيرغ ثوره العشرين ربما ستقول لي يا عميد حسن ان لكل وطن أحراره وجلاديه..وطن يزرع فيه البعض شتلات القرنفل والريحان والآخرون يسحقونها بجنازير الدبابات والعبوات الناسفة …الحق معك لأنك كنت تؤمن أبدا أن أرادة الحياة والصبر والصدق قادرة وحدها على هزيمة خفافيش الظلام والموت ولصوص السلطة. واننا قادرون لوحدنا على سحق الارهاب. كنت تسالني والالم يعتصر روحك: كيف لأناس كانوا أساتذة في القتل والترويع والانتهاك السافر لكرامة الناس وأعراضهم وحرياتهم قادمون من العالم السفلي لأقبية التعذيب وسراديب الأمن العامة أن يكونوا رمزا من رموز الديمقراطية والإصلاح والمصالحة ؟ وكيف يمكن لمن باركوا جنازير دبابات الدكتاتور واستنزافه لدم الأهل ودول الجوار مع مليارات الدولارات والذين صعدوا على منابرهم التي ارتفعت فوق أشلاء الضحايا وهم يدعون له بالنصر..كيف أصبحوا مرجعيات دينيه بإصرار على الإثم الطائفي ؟؟ وكيف لمن تنافسواعلى قيادة (الشفلات)لحفر خنادق طويلة في المحمودية والرضوانية والسماوة واللبصره وطويريج والحله وكربلاء والنجف لطمر الآف الإحياء من المعارضين بدم بارد أن يصبحوا المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان وهوية العراق وعروبته؟؟. ..وكيف يمكن أن نشعر بالاحترام لهذه المؤسسة العسكرية العريقة التي بات جنرالاتها يتبرؤون من كل ما لحق بألاف العراقيين من حرق ودمار وتهجير وكأن طيرا أبابيل أرسلها الله هي التي ألقت حجرها الطاعوني عليهم ويرغبون باستعادة نجومهم البراقة قبل الانقضاض على القصر الجمهوري وإصدار البيان رقم واحد رغم كل ما حصل في الموصل وما بعدها ؟. وكيف يمكن أن لا تكون رهين الموت المزمن أنت واآلاف الشهداء المغدورين وقد صعد على توابيتكم الخشبية الكثير من فرسان السلطة الشيعه المحشوين كالأكياس بالتبن ليمارسوا العربدة الوطنية رغم إنهم فشلوا في التعامل مع ابسط العقد السياسية وباتوا يخشون أسيادهم أكثر من خشية الله وعبدوا الكراسي وأحبوها أكثر مما أحبوا الحسين والذين تاجروا بنا في خطابهم الانتخابي والذين حولوا الحسين من رمز للثورة والشجاعة والنضال إلى مجرد مرجعية لقناعة العبثية والتقهقر والضياع … كان الاجدر بمن شيعك ليسكت صوت الشعب الرافض للمؤامره ان يمدك بالسلاح والرجال لا ان يتركك وحيدا للغادرين من داخل المؤسسه العسكريه نفسها هكذا أصبحتم انتم يا شهداء القوات الامنيه والحشد الشعبي رهائن للقبر حتى يوم المحشر وأصبحنا نحن رهائن المحبسين..محبس الوطن المستباح من كل أجهزة الاستخبارات العربية والأجنبية والإرهابيين وقوادي العشائر الجاهليه ……. ومحبس زمرة نصابي السلطة و ولصوص النفط والآثار والمستقبل الذين اغتالوا حريتنا وأحلامنا وكرامتنا التي ربما لن ننقذها سوى معجزه الشعب الثائر او صاحب الزمان لازالت يا ابن مدينتي تحاصرني تلك النظرات المتوجعة والاستغاثة المكتومة للآلاف من العراقيين في أرشيف النسيان الذين ماتوا بصمت وعشقوا الوطن وغاصوا في طين الاهوار دون صراخ أو تلقوا ضربة بمطرقة حديدية على رؤؤسهم في مقر الاستخبارات العسكرية في الكاضمية. او اولئك الذين مزقت اشلائهم احزمه الغدر وعبواتهم وانتحارييهم ..كم اشعر بالمهانة حين لا أجد مهربا من إن أتحدث عن مصير الوطن ومستقبله مع الذين حولوا مجرد غربتهم إلى رصيد سياسي يتشدقون به دون حياء. لست أرثيك ولا ارثي شهداء الثرثار وسبايكر والصقلاويه وبادوش والمقابر الاشتراكيه التي علينا ان ننساها من اجل عيون اللحمه والتوافق لان الرثاء لا يكون سوى للموتى …أما أنت وهؤلاء الذين قدموا من مدن الوسط الجنوب القصية واختلطت دمائهم تعبيرا عن وحده العراق مع اخوانهم الجبور والجغايفه والبونمر والتركمان واليزيديه والمسيحيين فأنهم أحياء في نبض قلوبنا ……لأنكم ملح الأرض وحلاوة التمر وعذوبة الفراتين وسارية بيرغ العباس. في كربلاء سلاما عليكم أيها الشهداء الذين تمنحوننا عصى الصمود والوقوف المستقيم نتوكأ عليها في زمن الركوع والتخاذل والانهيار والاعوجاج واكل الفطائس الوطنية ومخططات تمزيق الوطن باسم الاستحقاق الطائفي. سلام عليكم يوم ولدتم …ويوم استشهدتم..ويوم تبعثون أحياء خلف راية الحسين ابن علي الثائر الاممي الشهيد. سلام عليك يا عميد حسن عباس الفتلاوي .. وعلى كل شهداء العراق المغدورين حتى مطلع الفجر وهيهات منا الذلة.
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)