حجم النص
عباس الصباغ تكريت (160كم شمال غرب بغداد) لم تكن المحطة الأولى في الماراثون الوطني الساعي الى تحرير كافة التراب الوطني العراقي من دنس الاحتلال الداعشي ولن تكون الأخيرة، فمنذ ان بدئ هذا الماراثون بجهود قواتنا المسلحة والأمنية والبيشمركه والعشائر الى ان التحقت بها فصائل وسرايا الحشد الشعبي من المتطوعين (من كافة الوان الطيف العراقي) الذين لبوا نداء فتوى السيد السيستاني المتضمنة وجوب الجهاد الكفائي لمن يستطيع حمل السلاح للدفاع عن العراق ككل ومقدساته ككل ولجميع العراقيين،كانت ماكنة الإعلام الحربي الداعشي ومعهم من مؤيديهم في حواضنهم المحلية وامتداداتهم الإقليمية تشن حربا إعلامية ونفسية القصد منها تثبيط معنويات المقاتلين والعمق الإستراتيجي لهم في صفوف الشعب وتهويل مقدرة العدو وتوصيف الجيش وصفا شخصانيا(جيش المالكي) انذاك او توصيفا طائفيا مناطقيا(الجيش الصفوي ـ المجوسي)و(الجيش الشروكي) ونزع الصفة الوطنية منه وهو جيش جميع العراقيين دون استثناء، وعندما التحق ابناء الحشد الشعبي بإخوانهم في الجيش كمساندين انتقلت تلك التوصيفات الطا/ مناطقية اليه فالحشد تارة هو "مليشيات" "شيعية" انتقامية وغير منضبطة تعيث في الارض فسادا وتارة هو "مدعوم" من قبل ايران وان الجنرال سليماني هو من يقوده ولاسيما في المناطق التي تحتوي على اغلبية سنية فيها للإشارة الى ان ايران هي من تقود الحشد الشعبي وفقا لأجنداتها السيا /طائفية وهو ذراعها في الانتقام من المناطق ذات الاغلبية السنية وبحجة الحرب ضد داعش، وتارة يُطلق على الحشد بانه "مليشيات" السيستاني او الحشد "الشيعي" وليس الشعبي او الوطني وفي كل الاحوال فهو لايخرج عن توصيفات مثل "مليشيات " و"شيعية" وقد تجلى كل ذلك في نوعية التوصيفات والتهم التي ألصقت بالحشد الشعبي في تكريت من قبل الإعلام الداعشي ومن نسج على منواله. ولكن ليس من المستغرب ان يلجا الدواعش الى شن حرب نفسية لاهوادة فيها (وبعد سلسلة الهزائم المنكرة التي مني بها هذا التنظيم لاسيما في تكريت) كان هدفها الأساس هو تشويه سمعة الحشد الشعبي وإسقاطه في نظر الرأي العام العالمي من خلال نزع صفة الوطنية عنه وإلصاق توصيفات هي بعيدة كل البعد عنه غايتها الأساس التأثير على سايكلوجية ابناء الحشد الشعبي وتثبيط عزيمتهم والتقليل من شانهم فضلا عن خلق أعداء محليين لهم في المناطق المحررة او التي بصدد التحرير لتبرير ضربهم او الغدر بهم بعد تصديق تلك الفبركات التي تسوّق وتروّج لها وسائل الإعلام السائرة في ركاب داعش. والهدف الثاني وهو هدف مستقبلي للتهيؤ لمعارك التحرير القادمة وتوصيل رسالة ملفقة هدفها التشويش والبلبلة الى ابناء تلك المناطق خاصة الموصل المحتلة كون اخبار تلك المعارك المرتقبة والاستعدادات الجارية و"ساعات الصفر" لها لم تعد سرا بل ان وسائل الاعلام بانواعها اضافة الى المواقع الالكترونية تعج باخبار من نوع:ستكون معركتنا القادمة في منطقة كذا وسندحر العدو في المنطقة الفلانية وقادمون يا....!!! ومن الطبيعي وبحسب الظرف الراهن ان تساهم فصائل الحشد الشعبي في تلك المعارك لامحالة. وبالمقابل ومن الطبيعي ان يتهيأ الدواعش للحرب لاسيما الحرب النفسية لشق إسفين التلاحم مابين القوات الامنية والحشد من جهة ومابين الحشد والسكان المحليين من جهة ثانية ولإحداث شرخ امني بينهما ولخلخلة الجانب النفسي والمعنوي للمقاتلين ولإفراغ فتوى الجهاد الكفائي التاريخية من محتواها وعلى هذا المنوال نسج الطابور الخامس للدواعش في تكريت وبعض خلاياهم الحاضنة وعملوا على جعل معركة تحرير تكريت معركة طائفية كان الانتقام هدفها المخفي،وفي تكريت بالذات وفبركة بعض الأعمال التي قام بها الطابور الخامس الداعشي وبعض المندسين من حرق وسرقة وتهديم وإلصاق كل ذلك بأفراد الحشد الشعبي الذين ضحوا بأرواحهم وراحتهم من اجل تحرير التراب الوطني من دنس الدواعش وردا على تلك التهم التي فبركتها وسائل الإعلام المغرضة على انها حقائق "ميدانية" قرر مجلس الوزراء إضفاء شرعية رسمية وقانونية على هيئة الحشد الشعبي بربطها مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة فهو الذي يحدد فعاليات الحشد الشعبي الذي أصبح بإمرة القائد العام للقوات المسلحة مباشرة لتنتفي نهائيا الصفة المليشياوية والمناطقية عنه وللجم الأقاويل الكيدية عنه.. لقد غض الإعلام المغرض النظر عن طبيعة دور وعمل الحشد الشعبي في هذه المرحلة التي تتطلب استحقاقات وطنية كثيرة والذي أمامه استحقاقات ليست قليلة لاسيما في مضمار إكمال المشروع الجهادي الوطني بتحرير ما تبقى من المناطق التي قضمها داعش كما تناسى هذا الإعلام دور وصايا السيد السيستاني العشرين في توجيه وضبط أداء الحشد الشعبي ومدى استجابة افراد الحشد لهذه الوصايا بشكل عملي وميداني وهو الذي يتعرض بين آونة واخرى الى حملات تشويه مفتعلة وفي كل منازلة شرسة يحقق فيها انتصارا نوعيا. وهنا يفرض السؤال نفسه حول المكان والزمان وهو لماذا تكريت بالذات وهل لكونها كانت مسقط رأس النظام المباد السابق وهل للإيحاء بان الحشد الشعبي "الشيعي " جاء للانتقام من اهلها (السنة) تحت ذريعة وجود داعش فيها. ولماذا تكريت الان وهل لهذه الحملات التشويهية المسعورة دخل بتحرير بقية المناطق وعلى رأسها نينوى ؟ التي يُختلق فيها سيناريو اخر يشابه سيناريو "الثلاجات" المسروقة وان غدا لناظره قريب. اعلامي وكاتب