- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الا ...طحين اسطرة البطولة العراقي
حجم النص
بقلم:عباس الصباغ 1 في اغلب السرديات الوطنية التي تحكي ملاحم البطولة للشعوب والامم في اوقات الازمات والمحن والمنعطفات التاريخية يحتفظ المخيال الشعبوي دائما بصور ونماذج عالية وخارقة تختزل بطولات الالاف بل الملايين وتشكل ايقونة بطولية تساهم لا اراديا في اسطرة تلك البطولات واضفاء بعد ملحمي لها وتشكل عمقا سايكلوجيا ومعنويا دافعا ودافقا ترتسم في ابعاده صور البطولة والتضحية ونكران الذات من اجل الوطن والاخرين وفي رسم خارطة طريق لنتائج مبهرة لانتصارات هي نتيجة لتلك التضحيات. وفي السردية الوطنية العراقية التي ورثت نموذجا بطوليا عملاقا تجسّد في كاريزما وحضور سيدنا العباس ع في معركة الطف ودوره المحوري والفاصل فيها رغم ان تلك المعركة انتهت بإبادة معسكر الامام الحسين ع ورغم ان الطف قد اكتظت وازدحمت بالابطال والبطولات التي لم نجد لها نظيرا واشتبكت فيها الكاريزمات النادرة منها الشيخ الكبير والطاعن بالسن والشاب اليافع والصبي الذي لم يبلغ الحلم والطفل والمرأة الضعيفة والشابة العروس حتى الطفل الرضيع له حضوره الكاريزمي الخاص وان لم يقاتل فقد اخذ مساحة واسعة من الحدث العاشورائي المفجع الدامي، الا ان كاريزما سيدنا العباس ع الملحمية كانت هي الطاغية في اسطرة عاشوراء واعطائها بعدا ملحميا زمنكانيا واسعا وحفرت ندوبا عميقة في المخيال الشعبوي الشيعي والعراقي . 2 والامثال تضرب ولاتقاس وليس تشبيها وانما اعتبار فقط وما اشبه الليلة بالبارحة وياتي المقاتل البطل الصنديد ايوب المكنى بابي عزرائيل وهي كنية تزرع الرعب في قلوب العدو من الدواعش وحواضنهم وليضفي صورة اقنومية على سيمياء البطولة العراقية التي تخوض غمار الحرب الضروس ضد اعتى قوة تدميرية في التاريخ العالمي المعاصر بعد المغول والنازية والبعثية المقيتة، والبطولة العراقية مليئة بالكاريزمات الاستشهادية وقد ازدحمت البطولة العراقية واكتظت بصور لأبطال وبطولات عز نظيرها في اي بلد مر بازمة مشابهة، فالآلاف لبوا نداء المرجعية الرشيدة والحكيمة المتمثلة بشخص الامام السيستاني (دام بقاؤه) في وجوب الجهاد الكفائي لمن يقدر على حمل السلاح للذود عن الوطن والمقدسات (ككل)، وابو عزرائيل واحد من هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم وراحتهم حتى الذين يعانون شظف العيش وشعارهم إما النصر او الشهادة لكن ابو عزرائيل طرح شعارا اخر ذا نكهة ملؤها التحدي بجعل الدواعش طحينا منثورا واطلق شعاره الا طحين ليكون ايقونة التحدي في عصر عز فيه الرجال. ومن يظن بان الله سيتخلى عن المجاهدين من ابطال الحشد الشعبي فقد اساء الظن بالله. اعلامي وكاتب
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته