حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم عندما يروم الانسان الحصول على المعرفة فهذا امر جميل ولكن عندما يقوم بخلط اوراق المعرفة فانه يكون عبثي، وزيادة في عبثيته عندما يكون حاصلا على درجة من الثقافة تسمح له بان يطرح ارائه ويدافع عنها. التخصص في المعرفة امر ضروري فالمعرفة في الفيزياء لا يمكن دمجها مع المعرفة في اللغة العربية وفي الكيمياء لا علاقة لها بالطب، وهكذا ولكن كل هذه المعارف يجب عليها ان تكون ملمة ولو المامة بسيطة بالدين فمعرفة الدين ضرورية للجميع ولكن بضوابط، والاهم في الدين هو معرفة الاحكام الشرعية حتى يستطيع الانسان اداء الواجبات العبادية المكلف بها والارتقاء باخلاقه وتعامله مع المجتمع حسب طبيعة العلاقة. ولان اللغة العربية لغة مرنة ويستطيع من يتحدث بها ان يقلب معنى الجملة لاكثر من وجه ولهذا يظهر لنا بين الفينة والاخرى متفلسفين باشكال مختلفة ليطرح رايه في القران او السنة النبوية او الفقهاء وما الى ذلك من اراء قد تقنع الساذج عند طرحها من قبلهم. اراؤهم هذه ينادون بها بحقوق الفرد المعرفية أي انه يحق له ان يخوض غمار المعرفة بما فيها تفسير القران والافتاء، ولان القران فيه ايات متشابهة فان الذي في قلبه زيغ يتبع ما تشابه في القران لينفذ سهامه في قلوب السذجة. صنف الفقهاء البشرية الى ثلاثة عالم ومحتاط ومقلد، فالانسان السليم عقلا هو من يعرف ان يشخص مكانه بين الثلاثة، وله الحرية في الانتقال بينها اذا ما كان ملما بشروطها. والعلمانية هي الاكثر تاثيرا في الراي العالمي لانها تتبنى افكارا هي اصلا افكار اسلامية ولكن غايتهم منها هي التمويه والتشكيك في الدين، فانهم يرون من حق الفرد تفسير القران ويبدا بضرب الامثلة على ذلك من خلال تفسيره لايات ظاهرا من غير العودة الى ما يتعلق بالاية، والاخر يرى ان اية الحجاب لا تدل على الحجاب، والعجب العجاب عندما يرى احدهم ان الله يسمح بالعمليات الربوية بدليل الاية ومن يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له، ومثل هكذا عقول تؤثر على العقول السطحية غير المطلعة على العلوم الاسلامية. البعض من هؤلاء العلمانيين يستشهد باحاديث ضعيفة في بعض الصحاح والمساند، والمشكلة ان من يناظرهم ممن يؤمن بالصحاح وغيرها لا يعترف بان الحديث ضعيف مثلا العلماني خالد منتصر يقول للدكتور ابراهيم الخولي كيف تكون فترة الحمل اربع سنوات؟ وهذا يبدا باطلاق تبريرات بعيدة عن الواقع واخر يسال ازهري كيف يكون رضاعة الكبير ويبدا بتبرير هذا الحكم تبريرات مضحكة ومخجلة، بينما لو قال له ان هذه الاحاديث محل خلاف وغير صحيحة فيلجم فم العلماني، ولكنه يتخوف من سؤال اخر اذا صحاحكم غير صحيح، ويوقع نفسه في حرج فعليه ان يدافع عن الاحاديث الضعيفة. بينما لو طرح اصحاب الصحاح بان هنالك علم الرجال والحديث وعلى ضوئهما يتم تقييم الحديث مهما تكن مصادره شرط ان لا يخالف القران فعندئذ تكون الحجة اقوى بيدهم ويغلقون المنافذ عليهم.