حجم النص
بقلم:زين الشاهر الشاب الطائفي هو شاب ضعيف الشخصية لا يستطيع الدفاع عن طائفته بطريقة عقلانية بعيدة عن التعصب والحقد طريقة راقية على أساس الاحترام والإنسانية بين البشر , لذا تجده يلجأ إلى السب والتكفير والتجاوز على الآخرين بالألفاظ البذيئة ويريد من هذا الفعل السيئ إثارة ضجة من الكراهية والبغضاء , وهذا الشاب يشعر بالنقص ولا يملك استقلالية بالتفكير ولا يعي عواقب الأمور , يردد كببغاء مايقول الجاهليين والحاقدين من بعض رجال دين طائفته أو اتجاهه السياسي الذي يؤيده ويدفع عنه. واقع مرير يعيش فيه الشاب العراقي فهو غير معزول عن تأثيرات الصراعات السياسية والمذهبية القائمة في البلاد منذ سنوات في جو من الطائفية و الإرهاب والكراهية محيط بالشباب تغذيهم تناحرات الساسة على السلطة. حياة الشباب في بلد الخدمات الأساسية فيه سيئة جداً لا أمان ولا استقرار ولا عمل يضمن العيش الكريم لهؤلاء الشباب.المدن التي يعشون فيها تخلوا من المتنزهات والأماكن الترفية والثقافية . الحياة المدنية في العراق مفقودة في زمن العسكر والسلاح مع حريات محدودة في ظل الديمقراطية الزائفة والإرهابي يتربص لهم بالمرصاد يحصدهم بصورة يومية بسياراته المفخخة واغتيالاته بالإضافة إلى قرارات الحكومة الجائرة عليهم لاا نصاف لاعداله في هذا الوطن. عدم الشعور بالأمان والاطمئنان وفقدان الحقوق وانعدام الحب والتراحم في الحياة اليومية الواقعية تنعكس تأثيراتها السلبية وتنتقل مع الشباب إلى الواقع الافتراضي في شبكة الانترنيت وتجد ذلك بوضوح في صفحات موقع (الفيس بوك) وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي , فما نجد في صفحات الفيس بوك للعراقيين المستخدمين لهذا الموقع , هو انعكاس لواقع شعب مسحوق ,فكل السلبيات والايجابيات تنتقل من الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه إلى الواقع الافتراضي , فيدخل هذا الشاب إلى هذا العالم الافتراضي ناقم وحاقد يحمل معه كل سيئات وإخفاقات الحياة اليومية الواقعية , ليكون طائفي يتفنن بكل أساليب نشر الأحقاد والضغائن بين أبناء بلده الموجودين في هذا العالم الأزرق (الفيس بوك). ويفتتح أول أيامه في هذا الموقع بالمواضيع الدينية كخطوه أولى لبداية زرع الحقد والكراهية في قلبه قبل أن يزرعها في نفوس متابعيه ليتحدث عن أمور الدين والمذهب , وهو لم يقرأ كتاب واحد من كتب طائفته , التي ينتمي إليها , ولم يكشف السيئ والقبيح الموجود في بطون كتب طائفته, قبل محاسبة بقية الطوائف والأديان و هو لا يستطيع عمل ذلك لأنه يعتبر طائفته الأفضل والأحسن , وهي على طريق الحق والبقية على طريق الباطل. يتطور هذا الشاب الطائفي يوم بعد يوم ويزداد خبره واحترافية في نشر المواضيع الحساسة مع استخدام العناوين المثيرة لموضوعه المراد نشره في هذا الموقع , ويريد من هذا الفعل الحصول على تأيد وتعاطف الناس معه , بالاضافه إلى ذلك هو يستعين أيضا بالصورة و بمقطع الفيديو. وبعدها يتحول الى الخوض بالنقاشات السياسية بكل مافيها من قذارة وانحطاط , ليتشبع بأحقادها أكثر فأكثر من خلال استخدامه لكل طرق التشويه والتدليس كإنشاء صفحات بأسماء وهمية أو بأسماء الجهة السياسية أو الدينية التي يتبع لها , والفائدة من هذه الصفحات هي استهداف الخصوم (الطائفة الأخرى). يوميات الشاب الطائفي في هذا الفضاء الأزرق (الفيس بوك) هي تجاوز واستهزاء أو تهديد الناس بالقتل أحيانا.و يقوم بتوزيع التهم الجاهزة كيف مايشاء , ومن هذا التهم أنت كافر أو أنت ملحد أو أنت ناصبي أو رافضي وغيرها الكثير من المسميات التي يطلقها هؤلاء الطائفيين على أي شخص يعارضهم. ويشكل الطائفيين في الفيس بوك مجموعات أشبه بالتكتلات الحزبية , يتدخلون لمساعدة احد أصدقائهم إن اقتضى الأمر , فان من الملاحظ للجميع أذا أراد شخص التعليق على منشور من باب منع الاساءات كمحاوله منه لتصحيح الخطاء وتبيان الحقيقة تجد أصدقاء هذا الطائفي صاحب المنشور يهبون للدفاع عن صديقهم على مبدأ انصر أخاك ظالماً أو مظلوما. صراع أحقاد سياسية يؤججها ساسه الفساد والإرهاب تاره وتاره أخرى يتصارعون على مواضيع جدلية كالخلافة بالإسلام والأكثرية والأغلبية والأقلية وغيرها من المواضيع المعروفة للجميع. وان اغلب هؤلاء الشباب الذين امتلأت قلوبهم بالسواد والأحقاد اتجاه الطرف المقابل , هم من مواليد تسعينات القرن الماضي , الشباب الذين عاشوا جزء من أعمارهم في عهد الدكتاتورية الصدامية , عندما كان الطاغية صدام في ذروة نشاطه القمعي والإجرامي , وعاشوا الجزء الآخر في زمن الاحتلال والإرهاب والسياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة مابعد سقوط الصنم ,.فتبلورت شخصية الشاب على الكراهية والقتل وانعدام الرحمة والحب والمودة بينهم , وصارت حياتهم مبنية على أساس من الكذب والخداع والنفاق الاجتماعي والتدليس والتملق والمجاملات على حساب الحق والعدالة والإنصاف والسلام والطيبة. ماهي الفائدة المرجوة من هذا القبح والصراعات السياسية والنزاعات المذهبية والمناطقية غير تدمير بلاد الحضارات وتمكين لإرهاب من بيع نسائنا في الأسواق وقتل خيرة شبابنا بدم بارد ذبحاً بالسيوف أو قتلاً بالرصاص, إلى متى تستمرون بهذا الكراهية والحقد صرنا أضحوكة في عيون دول العالم ألا تستحون ألا يتحرك ضميركم عندما تشاهدوا هذا الدم يجري بصوره يومية...... خسرنا الوطن والشعب معاَ.
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- المثقف وعودة الخطاب الطائفي
- من هو المسؤول عن اثارة النعرات الطائفية في مرقد أبو حنيفة النعمان