حجم النص
بقلم مسلم ألركابي يبدو إن موضوعة الأقاليم قد أصبحت بمثابة صرعة جديدة تتناغم مع ما يطرحه الفاشلون سياسياً واجتماعياً فبعد أن أعلن بايدن مشروعه السيء الصيت والسمعة والقاضي بتقسيم العراق إلى كانتونات متعددة وفق أسس طائفية وقومية ,شاهدنا السياسيون العراقيون أو بمعنى أدق أشباه السياسيين من المشتغلين اليوم في المطبخ السياسي العراقي ,حيث شاهدناهم يرقصون على أنغام تشيت جسد الوطن إلى أقاليم اقل ما يقال عنها أنها مجرد مؤامرة خبيثة معروفة النوايا والمقاصد , وحينما ندقق النظر في كل ما يطرح اليوم من مشاريع إنشاء الإقليم فإننا نلاحظ وبوضوح كبير مدى خطورة هذه الإقليم والتي تستهدف بالأساس وحدة وسيادة العراق وهذا ما تريده قوى الشر الإقليمية والدولية إضافة إلى ما تتمناه معظم دول الجوار الإقليمي للعراق , فهي تسعى وبكل الوسائل إلى إضعاف العراق وجعله ممزقا بين طوائف وقوميات متناحرة متقاتلة , وهذه الأجندات لم تعد خافية على احد , لكن الغريب في الأمر إن نشاهد البعض ممن فشل سياسياً واجتماعيا على مستوى الشارع العراقي يطرح اليوم فكرة إنشاء الأقاليم ويعتبرها هي الحل الوحيد لحل الأزمة العراقية في الوقت الذي يعرف الجميع هو إن غياب المشروع الوطني الحقيقي هو السبب الحقيقي لنشوء الأزمة في العراق , ومن هناك نود أن نقول إن مجرد الدعوة لإنشاء الإقليم في العراق هي دلالة على غياب الحس الوطني والشعور الحقيقي بالانتماء لهذا البلد الذي تمتد حضارته إلى آلاف السنين ,يمكننا أن نتفهم اليوم دعوة البعض بإقامة إقليم للبصرة الفيحاء ربما هناك مسببات لإقامة مثل هذا الإقليم على اعتبار توفر بعض مقومات أقامة الإقليم في محافظة البصرة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لعراقنا الحبيب , لكننا لا نتفهم أو نستوعب الأسباب الموجبة لإقامة إقليم كربلاء المزعوم إذا كانت هناك أسباب حقيقية أصلا!!!! , دعونا من العنتريات والشعارات التي (يهوس) بها بعض الفاشلين من سقط المتاع ومن الذين يعتبرون أنفسهم من منظري السياسة الحديثة , فكربلاء مدينة لها استحقاق سماء قبل أن يكون لها استحقاق ارض , ومن ينادي بأقلمة كربلاء عليه أن يدرك إن مدينة كربلاء هي حصة كل المسلمين في العالم وهي أصبحت كعبة لقلوب عشاق الحرية , فمدينة تستقبل سنويا عشرات الملايين من محبي أهل البيت لايمكننا أن نؤطرها بإقليم فاشل بكل المقاييس , فقد أثبتت التجارب العالمية بموضوعة الإقليم إن هناك مقومات لإنشاء الإقليم سواء كانت مقومات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية , وهنا نود أن نسأل أين هي هذه المقومات في كربلاء لكي نجعل منها إقليما ؟, إن مسألة دعم المدينة مركزيا بكل أساليب الدعم ومعاملتها على إنها مدينة تختلف عن بقية مدن العراق يجعل كربلاء تتجاوز مرحلة الأقاليم , ثم نحن لا نعرف كيف يمكن لمدينة مثل كربلاء يمكن أن تختزل بمائة وخمسين شخصية أو أكثر أو اقل حيث تتحكم هذه الشخصيات بمستقبل ومصير مدينة مثل كربلاء , نحن نريد كربلاء جامعة للطيف العراقي وليست مدينة طاردة للطيف العراقي ,لذلك نقول لمن يشتغل على هذا المشروع البائس , اتق الله بكربلاء وأهلها وتراثها وارثها الحضاري والسياسي والديني والاجتماعي , فنحن أحوج ما يكون إلى وحدة الصف وعلينا أن لا ننجر وراء أوهام وأفكار سياسي الصدفة ومن الذين قذفت بهم الأقدار ليتصدوا المشهد السياسي العراقي اليوم , لذلك علينا أن لا نكون مجرد بوق أجوف لبايدن أو أدواته الساذجة , واعلموا إن للعراق حرمة يمكن أن تجعل من وطن اسمه العراق وطن (يشور) بمن يمكن أن يبيع أرضه ومائه وسمائه ووحدته لسواد عيون بايدن وغيره , وسيبقى العراق واحداً موحداً رغم انف المتفدرلين الجدد. مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- كلية الذكاء الاصطناعي.. قرار متسرع؟