حجم النص
نــــــــزار حيدر لْم أرَ وَلَمْ اعرفْ زعيماً منافقاً كملكِ الاْردن، فبعد ايام قلائل من إرساله لرئيس وزرائه الى العراق لينقل للعراقيين رسالته التي مفادها (وقوف الاْردن شعباً وملكاً وحكومة مع العراق الشقيق) ينظّم الاْردن (شعباً وملكاً وحكومة) استقبالاً رسمياً وشعبياً لزمرة من الارهابيين الأردنيين العائدين من (الجهاد) في العراق، واكيد فان يدَ كلّ واحدٍ منهم ملطّخة بدماء الأبرياء، بل انه ترك وراءه نهراً من الدماء الزاكية. انه ملك النفاق الذي يتفنّن في اداء لعبة المواقف المزدوجة، فبينما يحرّض على الارهاب بمثل هذا الفيلم الذي تتداوله الان مواقع التواصل الاجتماعي، والمسرّب بشكل رسمي بلا شكّ، يعلن انه جزء لا يتجزأ من تحالف الحرب على الارهاب. لا تثريب عليه، فمن شبَّ على شيء شاب عليه، ومن رضع من ثدي النفاق لا يشب الا منافقاً ويموت منافقاً، انما العتب كل العتب على العراقيين، حكومة وشعباً، الذين يقدمون الدعم للأردن بكل الطرق والوسائل، ولذلك ينبغي عليهم جميعاً معاقبة الاْردن بما يلي؛ اولا؛ قطع النفط العراقي فوراً عن الاردن ليعرف مدى حاجته للعراق وانه يعيش على خيراته. ثانياً؛ إيقاف كل البرامج والمشاريع التي يقيمها العراقيون كحكومة وكمنظمات مجتمع مدني في الاْردن، وعلى راسها مشاريع التدريب وورش العمل وغير ذلك. ثالثاً؛ ان يمتنع العراقيون بالمطلق من السفر عن طريق الاْردن، سواء من العراق الى الخارج او من الخارج الى بلادهم. رابعاً؛ تصفية كل انواع الاستثمار في الاْردن، حتى الشخصي منه، فمن يمتلك منزلاً في الاْردن فليُبِعْه ويغادره، ومن يمتلك معملاً او متجراً او اي شيء اخر، عليه ان يصفي متعلقاته المالية والاقتصادية ويغادر الاْردن. خامساً؛ إيقاف كل انواع التعامل التجاري مع الاْردن فوراً. سادساً؛ هذا على الصعيد الاقتصادي، اما على الصعيد السياسي، فان على وزارة الخارجية ووزير خارجيتنا (النائم) ان يتحرك فوراً للرّد على هذه الاهانة التي وجهها الاْردن (شعباً وملكاً وحكومة) للعراق، كل العراق. ينبغي ان ننتبه الى نقطة في غاية الأهمية في العلاقات الديبلوماسية خاصة مع دول الجوار، الا وهي: علينا ان نتابع زياراتنا الرسمية الى مثل هذه الدول التي سنظلّ نشكّ في مصداقيتها ما لم يثبت العكس، مثل الاْردن، فلا يكفي ان يكرر المسؤولون زياراتهم المكوكية اليها او يستقبلوا وفودها من دون تقييم لهذه الزيارات المتبادلة وما اذا كان الطرف الاخر يحترم التزاماته وما يتم الاتفاق عليه ام لا؟. لا ينبغي ان نبدو وكأننا متهالكون على هذه الزيارات، وان مجرد تحقيقها يعد انجازاً يسجل في لائحة اعمال ونجاحات هذا المسؤول او ذاك. ان الزيارات المتبادلة بحد ذاتها لا قيمة لها ولا تعد انجازاً ما لم يترتب عليها موقف ما، اما اذا كانت لاحتساء الشاي في هذه العاصمة او تلك، ولتبادل القُبل، ففي العراق الكثير جداً من المقاهي التي تفي بهذا الغرض، كما انّ فيه الكثير ممن يمكن ان نتبادل معهم القُبل الحارّة!. يجب ان نعاقب الاْردن (شعباً وملكاً وحكومة) على مثل هذا التصرف الارعن الذي طعن بكرامة العراقيين واستخفّ بكل جهود الحكومة الرامية الى تصفية الأزمات الثنائية من اجل تعاون افضل في الحرب على الارهاب. وهي ليست المرة الاولى التي يُظهر الاْردن نفاقه الوقح في التعامل مع العراق، فإلى متى نظل نكافئه على نفاقه يا ترى؟.