حجم النص
تمر السنون والقرون، والعالم في صراع لانهاية له، قد يتحول الى معارك طاحنة وهذا ما حدث سابقا، وسيستمر كالحربين العالميتين، وقد تكون الحرب اقتصادية أو ثقافية أو علمية، وقد يكون هناك صراع بالنيابة عن آخرين، وهذا ما نود تناوله هنا. الحرب بالنيابة مصطلح قديم، تداولته الكثير من الدول والحضارات السابقة، وبدأ باستخدام الآخرين في أمور الحرب والدفاع عن البلد، كالهنود في الجيش البريطاني، والأفارقة في الولايات المتحدة وأوربا، ثم تطور الى توليف أفكار وتوليد "إيدولوجيا" صديقة. هذا التطور استمر، فمثلا الحركة الوهابية حركة دينية، تواءمت مع السلطة في جزيرة العرب، بمساعدة وزارة المستعمرات البريطانية في القرن السابع عشر، وأصبحت تقود عقول الشباب البدوي هناك، وتغذي فيهم روح التطرف والجاهلية، وبصبغة دينية وعشائرية معا. الآن تنظيم داعش أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، هو آخر نتاج لتلك التحولات، وهو وليد القاعدة التي صنعها الأمريكان من الحركة الوهابية في أفغانستان، لتحارب الروس بدلا عنهم في نهاية سبعينات القرن الماضي، وهذا الارتباط لا زال مستمراً، ويمول ويوجه بأيادي ليست خفية. إن ما تضمره القلوب، تظهره تصريحات المسؤولين الامريكان،"بأن حرب داعش ستستمر ثلاثين عاما"، لكن مع إنتصارات الجيش العراقي خفضت الى ثلاث سنوات، بتصريح من مسؤول آخر، والأنكى من ذلك هو تصريح كلنتون، حينما قالت: "نحن نقاتل من صنعناهم قبل عشرين عاما". التصريحات قد تكون زلة لسان، لكن أن يخطأ الطيران الأمريكي، وفي عام 2014، ليُنزِلَ السلاح والمؤن لداعش في الانبار وصلاح الدين، ويضرب الجيش العراقي في التاجي هذا غير مقبول، لأنه في عام 1993وجهوا صاروخاً مسيراً من البحر إلى سرير فنانة عراقية،أساءت للرئيس "بوش" الأب. الحقيقة التي لا يجرأ الكثير على البوح بها، هي إن داعش محاطة بالعناية الأمريكية، وهي كحقيقة الفساد في العراق، الذي كان محمياً من أعلى سلطة تنفيذية في العراق، والسبب لأنها وليدهم المتجول، الذي يحارب بالنيابة عنهم، ليضعف الدول ويستنزف مقدراتها، ويجعلها أداة طيعة بيدهم.
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش