حجم النص
بقلم سامي جواد الثقلان القران والعترة وجاء دور الامام الحسين عليه السلام ليكون القران الناطق، ولهذا نلاحظ ان الحسين عليه السلام في أي حادثة او حديث يكون القران هو الشاهد له من خلال الاستشهاد به في المواقف التي تتطلب ذلك، وليس تفسير كل اية في زمن النبي او الامام علي عليهما السلام هو بحد ذاته في كل زمان بل اذا تطابقت مفردات الاية مع مصاديقها في الحدث يصبح الاستشهاد بها هو الصحيح ومثل هذه الملكة تكون مودعة عند المعصوم، وللاستشهاد بان الحسين عليه السلام هو الثقل الاصغر في زمانه نستشهد بهذه الرواية لما رفض الحسين عليه السلام بيعة يزيد فغضب مروان ابن الحكم وقال للحسين: والله! لا تفارقني، أو تبايع ليزيد بن معاوية صاغرا، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم كلاما، وأشربتم بغض آل بني سفيان، وحق عليكم أن تبغضوهم وحق عليهم أن يبغضوكم. فقال له الحسين : ويلك يا مروان! إليك عني فإنك رجس، وإنا أهل بيت الطهارة الذين أنزل الله عز وجل على نبيه محمد فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، فنكس مروان رأسه لا ينطق بشيء.....انتهى ابعاد هذه الرواية بالاستشهاد باية التطهير هي: البعد الاول: التاكيد على ان الاية نزلت فيهم اهل الكساء ومن ادعى تفسيرا غير هذا فانه اما وضع بعد هذا الحدث بدليل عدم الرد او ان المعنى متعارف ومسلم به لدى المسلمين ولا جدال في ذلك بدليل تنكيس مروان لراسه وعدم الرد. البعد الثاني: كلمة رجس التي وصف بها الحسين عليه السلام لمروان ماذا تعني ؟ الرِجس - بالكسر فالسكون - صفة من الرجاسة, وهي القذارة, والقذارة هيئة في الشيء توجب التجنب والتنفر منها, وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير, قال الله تعالى: ((أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ)) (الأنعام:145). وبحسب باطنه: وهو الرجاسة والقذارة المعنوية, كالشرك والكفر وأثر العمل السيء, قال الله تعالى: ((وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ)) (التوبة:125)، وقال الله تعالى: ((فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ)) (الأنعام:145). وهذه الصفات مصداقها مروان بن الحكم لما اجرم بحق اهل البيت بعد استشهاد الحسين عليه السلام. البعد الثالث: مرتبط بالبعد الثاني ليقول لنا الحسين عليه السلام من يحمل صفات مروان فما يجب علينا جداله او مناظرته لان الرجاسة التي يحملها لا تدع مجال للمنطق والعقل ان ياخذ حيزه في بصرية حامل الرجس، بل ان مناظرته تجعل غريزة الغدر في قمة هيجانها واذا ما اتيحت له الفرصة فانه يقدم على اقبح الاعمال للانتقام من يقارعهم بالحجة، لهذا فالواجب وتيمنا بالحسين عليه السلام تجنب مثل هؤلاء الارجاس في الرد
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير