حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ وان اكثر هذه الأحزاب تكونت ونشأت على أساس سياسي واحد وهو مقارعة النظام الصدامي العفلقي وحتى الأحزاب ـ ومنها أحزاب عريقة ومعروفة ولها جماهير واسعة ـ التي تأسست قبل انقلاب عفلق ـ صدام ـ البكر 68 الاسود نحت بهذا المنحى اي النضال السلبي ضد حكومة البعث الى ان يتم إسقاطها وقد أسقطت هذه "الحكومة " بفعل عامل خارجي فيما انخرطت هذه الأحزاب في مضمار عملية سياسية وضع خارطة طريقها بول بريمر الحاكم العسكري الأمريكي للعراق ووضع بريمر أسس وقواعد هذه العملية التي تأسست وفق مبدأ المحاصصة السياسية الكتلوية لتحقيق "التوازن" المكوناتي المطلوب ولتمثيل كافة ألوان الطيف المجتمعي العراقي في أروقة الحكومة ولتكون الفسيفساء العراقية باجمعها ضمن اطار حكومة الشراكة الوطنية وفي أسوأ نموذج من نماذج الديمقراطية التمثيلية وبنسق تحاصصي فريد من نوعه وفي بلد خرج توا من اعتى ديكتاتورية في العالم المعاصر لينتقل فورا الى ديمقراطية مبتسرة وغير ناضجة لم يفهمها ولم يستوعبها وهذا ما يفسر انفلات عقال الأذرع المليشياوية للكثير من الأحزاب خاصة الاسلاموية منها والمتبرقعة ببراقع دينية ديكورية ـ اكسسوارة لتستوهم بها المغفلين والبسطاء من الناس (وخاصة الشباب الساذج وغير المتعلم او شبه الأمي منهم) لتتغول تلك الأحزاب بأذرع مليشياوية بلطجية واذرع إعلامية تعبوية في ظل الانفتاح السياسي الذي لم يشهد العراق له مثيلا من قبل كالمارد الذي انعتق من القمقم وفي ظل الاستقطاب الإقليمي ذي الأجندات الطائفية والشوفينية لهذه الأحزاب مايشكل جزءا من سيناريو مفتوح وبمراحل متعددة لتفكيك وتفتيت وشرذمة النسيج المجتمعي العراقي بزرع الطائفية والقومية الشوفينية فيه وضمن نظرية (الفوضى الخلاقة) التي صدَّرتها الولايات المتحدة الى العراق كبديل نوعي للديكتاتورية المقيتة تلك الديكتاتورية التي غضت الولايات المتحدة والغرب النظر عنها لعقود طوال وكانوا يتفرجون على الشعب العراقي وهو يذبح بدم بارد كما يتفرجون على إحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية وبلا مبالاة متعمدة... يتبع. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (2)
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !
- كيف نؤدب الأحزاب السياسية!