- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحسين جنن محبيه ..ومحبوه جننوا العالم
حجم النص
سامي جواد كاظم باختصار شديد اقول " العالم في كربلاء"، ان ما تشهده كربلاء المقدسة اليوم من تظاهرة تجعل كل الارقام القياسية تتهاوى امامها، التظاهرة فيها طوفان الولاء، فيها سيول بشرية جارفة، فيها المكارم باوجها وعزها، فيها التعددية، فيها الوحدة، فيها كلمة تغني كل من يبحث عن حقيقة جنون الحب. عندما كان الوضع الامني بادنى مستوياته كان السائرون يسيرون صوب الحسين لم يبالوا بما زرع لهم من عبوات ناسفة في طرقهم، واليوم الوضع الامني مع ارهاب داعش جاءت الاعداد المليونية لتقول كلمتها لداعش ومن يدعم داعش ومن يعقد الامل على النيل من هذه الجموع المليونية انكم خاسرون. كلماتي لا تستطيع ان ترسم صورة لكربلاء اليوم ومهما تكن تغطية الفضائيات والمواقع الخبرية لهذه الزيارة العظيمة فانها لا تستطيع ان تعطي الصورة الحقيقة لهذه التجمهرة الرائعة لسبب بسيط انها لا تستطيع ان تنقل مشاركة الروح في هذه الزيارة الا من يكون وسط الزائرين ليتحسس الولاء الحقيقي للحسين عليه السلام. فلتغلق مضايف حاتم الطائي وليرتكن الى زاوية ضيقة امام مضائف الحسين عليه السلام، الموازنة العامة للزيارة الاربعينية تقر كل سنة في صفر من غير تاجيل او تصويت او تمايز في توزيع الاموال، بل العكس الكل يتنافس على ان يعطي اكثر لا ان ياخذ اكثر، وليس لهم برلمان ليصوت على فقرات الموازنة، سابقا كان الطعام الاكثر توزيعا هو (التمن والقيمة) اليوم تعال وانظر بام عينك لترى ما لذ وطاب ومن افضل الاصناف وارقى المواد الغذائية وبكميات تتخم الجائع، العاجز، المعوق، كبير السن، المراة، من اين لهم هذه الطاقة لقطع مئات الكيلومترات سيرا على الاقدام للتشرف بزيارة الحسين عليه السلام ؟ انها طاقة حسينية. ولاؤهم وتواجدهم هو جنونهم بحب الحسين عليه السلام، ولكنهم في الوقت ذاته جننوا العالم لا سيما المتامرين على الحسين واتباع الحسين وهم يرون هذه الجموع المليونية التي لا يعيقها عائق الا الموت. هذه الجموع رسالة تغني من يريد مناظرة المخالفين بل ليكتفي بعرض صور وافلام هذه الزيارة، هذه الملايين تفرض سؤال بديهي مع النكبات والارهاب وتسخير فضائيات للنيل من الشيعة (وصال وصفا والرحمة وبدر وغيرها) لماذا المحبون والموالون في تزايد، ان كان العلم العراقي لوحده يرفرف سابقا فاليوم اعلام دول عربية وعالمية ترفرف في سماء كربلاء لتعلن هوية الموكب الذي جاء من بلده ليشارك في هذه الزيارة. جاءوا سائرين يحملون رسالة صامتة، لا تكفر الاخرين، لا تشتم الصحابة، لا تنادي بسقوط الحكام الطغاة، ولا تلغي الفكر الاخر، انها رسالة هي حقا رسالة سلام واسلام. اخيرا اقول لكركوك وسامراء وبلد وطوزخرماتو ولكل الموالين في هذه المناطق الساخنة على ارض كربلاء انتم حاضرون بولائكم، ودعاؤنا الى الباري عز وجل ان ينصركم ويزيح الغمة عنكم
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير
- البكاء على الحسين / 4