- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صلاة الليل ودورها في تقويم الفرد المسلم
حجم النص
بقلم:حسين ال جعفر الحسيني ماأجمل هدأت الليل وروحانيته إذا انتصف،وما أعظم أمرءٍضحّى بنومه وراحته ووقف في هدأت الليل مع ما لها من صعوبات، قل إن تجد أمرءٍيتجه نحو تهذيب نفسه ومحاولة بناء ماتهدم من بقايا نفسه المنهكة وترميمها في غمار هذه الدنيا التي استولت على كل حياته،إن النفس بحاجة ماسة إلى الاهتمام بأمرها ومداراتها ومعرفة همومها وإيجاد الحلول الناجعة لمحاولة حلها،إن صلاة الليل تترك أثرا بليغا في النفس الإنسانية أوله محبة الله وأخره حب الناس،ومن قوله تعالى لنبيه الكريم (ص)((أيها المزمل أي المتلفلف في لحافه، قم الليل الاقليلا))،فهذاالامر الإلهي هو إن الله يريد لنبيه الكريم الاهتمام الكبير بهذه الصلاة التي اعد الله لمؤديها الفوائد العظيمة والجوائز الكبيرة منها القرب من الله تعالى والاختلاء به بعيد عن الناس والانشغال بهم وهذا القرب سيعطي لنبيه القوة الإلهية والتسامي الفكري والمعرفي المطلوب الذي يعينه في تحمل مشاق الرسالة العظيمة التي أعطيت له صلى الله عليه واله،إن صلاة الليل لها اثر كبير في تراثنا ففي رواية عن الإمام علي يرويها أبو الدر داء قال في إحدى الليالي،كنت امشي في ضواحي المدينة القاصية سمعت أنينا وأهات مكتومة من بعيد، فااردت إن أقترب من مصدر الصوت هذا ولاحت لي سواده، فاقتربت منها فإذا هي رجل تبنيته فإذا هو علي بن أبي طالب وهي يصلي ويدعو في جوف الليل في صوت مخنوق وبكاء ممتزج بحرقة قلب وأنين وبعدها رأيته قد غشي وظننته قد مات من شدة توجهه، فتوجهت إلى بيت فاطمة وأخبرتها بحاله فقالت هي الغشية التي تعتريه بعد كل صلاة في الليل.لذلك نرى إن صلاة الليل لها تأثيرأكبيرافي النفس البشرية وتقويمه ورفع روحه إلى الارتباط مع الخالق العظيم ومن خلال صلاة الليل نستطيع الارتقاء بأخلاقنا وأفعالنا نحو بناء إنسان مسلم قادر على تغيير المجتمع الإسلامي نحوالافضل،وان لصلاة الليل كان الله يوصي بها أولياؤه وأنبياؤه لأنها المعين الحقيقي الذي يساعدهم في إكمال المسيرة نحو بناء البشرية نحو الأفضل،وفي قوله تعالى((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون))لقد مدح الله تعالى الذين يقفون أمامه في ظلم الليالي بأن تغشاهم عنايات خاصة، وهذه العناية لها الأحد يدرك مافيها من الخيرات والإفاضات الربانية الاالله من خير نازل أو شر مدفوع وارزق مقسوم من عالم الغيب،فلهذا هذه دعوة لكل المؤمنين بممارسة هذه الشعيرة المقدسة وحث الآخرين على ممارستها لأنها تجلب النفع العميم والفائدة الكبرى، التي أمر الله نبيه والصالحين من عباده بها،لأنها تبني شخصية الفرد المؤمن وترتقي بنفسه آفاقاً واسعة،نحو الفضيلة والصلاح وبناء الذات الإسلامية،وقد حثنا أهل البيت عليهم السلام بممارسة هذه الصلاة لأهميتها ومدى تأثيرها في توجيه الإنسان للتخلق بأخلاق الله من خلال الاختلاء به في الليل،وفي حديث للإمام الصادق ((ع)) قال:ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل،هذا الإلحاح في أداء صلاة الليل هو لمعرفة أهل البيت بما فيها من الفضل الكبير الذي لايدركها الأمن يصليها بشكل منتظم،فلهذا إن صلا ة الليل لها أهمية عظيمة عند الله ورسوله ويحثنا أهل البيت على أدائها،لذا ندعو كل المؤمنين لأدائها بالشكل الذي يجعلنا من ضمن الذين تتلقاهم الملائكة بالقول إن لاتخافوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون بما كنتم تعملون.
أقرأ ايضاً
- المسلمون بأجمعهم سنة وشيعة مدينون في اسلامهم اليوم الى الحسين عليه السلام
- مسخرة منتصف الليل !!
- منهجية الإصلاح وتقويم الأمم