حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الطالقاني بات من الضروري الان ان تسعى نقابة الصحفيين العراقيين وبجد الى تأسيس متحف للصحافة... هذا المتحف الذي يمكن ان يؤرخ ويوثق للصحافة العراقية منذ صدور اول صحيفة عام 1869 وهي الزوراء وحتى يومنا هذا، مرورا بفترات الكر والفر، والتقدم والازدهار، والتراجع والاندحار..ان الدول تسعى عادة الى توثيق ثقافاتها وفنونها وتراثها واثارها، والانجاز الفكري لمواطنيها من خلال متاحف تصبح قبلة للسائحين والمهتمين والباحثين والمختصين، لتكون مصدر الهام في مختلف المجالات. ونحن في العراق ضيعنا الخيط والعصفور، وحتى المتاحف التي انشات ايام الدكتاتورية ذهبت ادراج الرياح، ولم يعاد تاهيلها ولا تاسيسها من جديد رغم مرور 11 عاما على التغيير، فمتحف الرواد، ومتحف البريد، ومتحف السكك، ومتاحف الاثار في المحافظات، كلها درست بعد ان تعرضت الى السلب والنهب بعد الفترة المظلمة التي عاشها العراق، ولان الصحافة تحتاج الى مثل هذا المتحف لابد لنقابة الصحفيين، والجهات الحكومية الساندة، وكبار الصحفيين وروادها، ومنظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال الصحافة، ان تنبري لولادة هذا المتحف، وان يتم اختيار احد القصور الرئاسية في بغداد ليكون مقرا له.. لابد لهذا المتحف ان يضم العدد الاول من الصحف والمجلات التي صدرت بعد سقوط النظام الدكتاتوري، والصحافة في ستينات القرن الماضي، والصحافة في العهد الملكي، والصحافة قبل تاسيس الدولة العراقية نزولا الى بداية الصحافة العراقية، والصحف والمجلات التي صدرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما لابد لهذا المتحف ان يضم الصحفيين الاوائل مع صورهم، وسيرة حياتهم، ومنجزهم الاعلامي، وان يبوب العرض المتحفي على اساس الفترات التاريخية. وان تعرض في هذا المتحف ماكنات الطباعة القديمة منذ عشرينات القرن الماضي، واذا توفرت المطابع الحجرية التي طبعت بها الصحف الاولى، اضافة الى اقسام التنضيد (اللاينو) والطابعات القديمة، والادوات وغرف التصميم والاخراج الصحفي، وصالة التحرير وجميع الادوات التي كان يستخدمها الصحفيون.. وخارطة لمراحل اعداد الصحيفة من تخصيص المواد، وحتى طباعتها ونزولها الى الاسواق. وان يضم المتحف مكتبة مرموقة للمؤلفات المعنية بالصحافة اضافة الى مؤلفات الصحفيين القدامى والجدد..كما يضم مركزا للتدريب الصحفي والاعلامي، ومركزا اخر لتصنيع القطع التذكارية ومجسمات لكبار الصحفيين العراقيين. كما يضم المتحف قاعة خاصة لشهداء الصحافة تضم صورهم ونبذة عن حياتهم ومقتنياتهم..ان المتحف المقترح يضم قاعات او اجنحة خاصة للصحفيين الرواد تعرض لانتاجهم ومقتنياتهم..كما يمكن تطوير المتحف مستقبلا ليضم مشغلا لمجسمات كبار الصحفيين والذين خدموا الصحافة العراقية وارخوا لها واصدروا اهم الصحف التي كان لها دور مهم في الحياة السياسية العراقية. ان متحفا مثل هذا يمكن ان يصبح معلما مهما من معالم بغداد اضافة الى كونه محط انظار الذين يزورون العراق او يشاركوا في المؤتمرات الاعلامية... وانتم قادرون على ذلك.
أقرأ ايضاً
- المتحف الوطني للفن الحديث بين الإهمال والسراق
- معضلة الصحافة الورقية في العراق
- الاقلام الملثمة في الصحافة