- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل من مصلحتنا حصول انشقاق في حزب الدعوة؟..وجهة نظر.
حجم النص
بقلم:المهندس زيد شحاثة يتذكر من كان واعيا خلال فترة الثمانينات, وهي أقسى واشد فترات حكم نظام البعث, ما كان يحصل من مداهمات واعتقالات, وتغييب قسري على الشبهة, أو بدون سبب, فقط لزرع الخوف والرعب, وإرهاب الشعب. في تلك الفترة, كانت التهمة جاهزة..الانتماء لحزب الدعوة, رغم أن نسبة ضئيلة جدا, كانت منتمية بشكل حقيقي لهذا الحزب, وحتى لو كان المطارد ليبراليا أو شيوعيا!. لحزب الدعوة دور تاريخي لا يمكن إنكاره, في الجهاد ضد حكم البعث, وله مكانة مهمة في رأي قطاعات كبيرة من الشعب العراقي, خصوصا بسبب نسب كل ما حاربه النظام البعثي من عمل معارض له, ناهيك عن نشاطه الحقيقي, وهذا أعطاه رمزية في وعي المواطن. تعرض حزب الدعوة لعدد من الانشقاقات, حاله حال الكثير من أحزاب المعارضة العربية, ومنذ التأسيس, كانت في معظمها ناتجة عن اختلاف رؤى قادته حول العمل, أو على استحقاق منصب قيادي, وهذا افرز قادة للحزب بأجنحة وتيارات بمسميات مشتقة أو جديدة عن الحزب, الا أن تلك الانشقاقات أبقت على جزء مهم من حزب الدعوة موحدا. بعد سقوط نظام البعث وتولي أحزاب المعارضة للسلطة, ولان غالبية تلك المعارضة كانت إسلامية التوجه, ونتيجة لتحالفات وتسويات العملية السياسية, تولى حزب الدعوة منصب رئاسة الوزراء, وهو أهم منصب, ممثلا بالسيد الجعفري, وفي الدورة التالية أدى التوافق الوطني إلى إزاحة السيد الجعفري, والمجيء بالسيد المالكي بديلا عنه, مما أدى لانشقاق السيد الجعفري, وهو من القيادات التاريخية للحزب, وتأسيسه لتيار جديد. بعد دورتين وزاريتين, لم ينجح للسيد المالكي بتشكيل تحالف يتيح له التجديد لمرة ثالثة, لأسباب لسنا في محل نقاشها هنا, فادى نفس التوافق السياسي, إلى إفراز السيد العبادي كرئيس للوزراء, مع مجموعة كبيرة من قيادات الحزب التاريخية, مؤيدة وداعمة له. مؤشرات تحركات السيد المالكي, وتصريحاته الأخيرة, وما رافق علمية تكليف السيد العبادي, والحملة الاعلامية الشديدة, التي قادتها مواقع وشخصيات, مقربة من السيد المالكي, ضد الحكومة, ورد السيد العبادي عبر تسريبات, بتجاوزات حصلت من الحكومة السابقة, ومانقل من دعوة مواقع مقربة من السيد المالكي للتظاهرات التي كان يفترض أن تخرج, للمطالبة باسقاط حكومة العبادي, رغم نفي السيد المالكي لهذا, ودعوته لعدم التظاهر, كل ذلك يوحي بحصول فراق بين الطرفين, ستكون نتيجته الحتمية, حصول انشقاق جديد في حزب الدعوة, ربما ستبان تفاصيله في مؤتمر الحزب القادم. رغم كل عيوب أحزابنا وقادتهم, وأخطائهم الكارثية أحيانا, الا أن تشرذمها لا يصب في مصلحة البلد, والبيت الشيعي في الوقت الحاضر, لان عدد الفرقاء كلما زاد , زاد عدد من يجب ارضائهم, وصعب توحيد كلمتهم ورؤاهم, واتفاقهم على قضية ما..فكيف وهي أصلا متفرقة!. فقدان منصب ما, لا يعني بالضرورة النهاية السياسية لشخص ما, كما هو تولي المنصب لا يعني نجاحا مطلقا, وضمانا للمستقبل السياسي, فكلا الحالتين مرهونة, بما يقدمه الشخص للوطن والعشب. يجب على أهل الرأي من الساسة, ومن تهمه مصلحة البلد, العمل على تهدئة المواقف, وتخفيف التشنج في التصريحات وإيقافها, والعمل على لملمة الأطراف..بل هو واجب المنافسين والخصوم السياسيين داخل البيت الشيعي أيضا. تفكك حزب مثل حزب الدعوة..خسارة للبيت الشيعي ككل.
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- الشماتة بحزب الله أقسى من العدوان الصهيوني
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟