- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رحلتان... لا شرعية من اجل الحياة وشرعية من اجل القتل
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم تدهورت احوال البلد بسبب ظلم حاكم او لربما حرب طاحنة، او فقر مدقع، الأم تبكي على ابنها.... والزوجة تبكي على زوجها....والأولاد يبكون لفراق أبيهم، وقرر الرحيل ولكن لا يملك المال ولا يستطيع ان يحصل على سمة الدخول (فيزا) الى ارض الله فالحدود والقوانين والحواجز كلها تمنعه من ذلك ليس الا لانه فقير بائس. وحتى يصل الى ارض الاحلام (على اقل تقدير من وجهة نظره) قرر ان يرحل رحلة غير شرعية أي اللجوء الى من يهربه الى ارض الاحلام عبر البحار، فكر يرحل حتى يعمل ولو خادم في البيوت، ويملك المال ويرسله او يعود به من اجل عياله او اهله، وبدات رحلته غير الشرعية، وعليهم الاختباء اذا ما صادفتهم دورية عسكرية، يرحل وهو امام احتمالين اما غرق العبارة او الوصول الى البلد الموعود وعليه ان يجاهد جهادين جهاد الاختباء من السلطة وجهاد الحصول على المال واذا ما حصل على عمل فليكن في حساباته تهديد رب العمل له لانه في أي لحظة يلقى القبض عليه بخبرية من رب العمل. هذا الشخص لا يريد شيء من الدنيا سوى العيش بحياة كريمة وقادر على العمل المهم ان يحصل على مال كي يعيش هو ومن معه من عياله حياة كريمة وليست ترف. وشخص اخر من غير ان يودع اهله او لربما يكذب على اهله، يملك المال ويملك كل اسباب الراحة ولديه عائلة محترمة وليست عليه التزامات تجعله عاجزا عن ان يلتزم بها، تراه يسافر وباوراق رسمية تحفظ له كرامته وشخصيته عند سفره سواء عبر مطار او محطة او حتى سيارة، يقف وبشموخ عندما ياتي الضابط ليرى اوراق سفره فيراها سليمة ويقوم بختمها ويقول له تفضل ومن غير مشاكل، ياتي من بلاده التي هي بلاد الاحلام للشخص البائس الذي تحدثنا عنه اعلاه، هذا الشخص ياتي الى بلد هذا البائس، ياهل ترى لماذا ياتي ؟ ياتي لكي يعمل ؟ نعم لكي يعمل، وماذا يعمل ؟ ليرى فرص العمل تنتظره وباجر باهض، يعمل على تفجير الاحياء السكنية وقتل الابرياء بل وحتى ذبحهم، ويعبثون في هذا البلد كما يحلوا لهم بل وهنالك حكومات تدعمهم، من هم الجناة؟، الجناة هم حكومات ارض الاحلام، فانهم يعرفون كيف يلاحقون البائسين ولا يستطيعون ايقاف مجرميهم من النزوح الى ارض البائسين لجعلها امة لداعش