- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"داعش" طبخة الشروط الأميركية لإعادة رسم المنطقة
حجم النص
الكاتب: عباس البغدادي لا تنقاد أميركا سوى خلف مصالحها المغلفة بالشعارات البراقة، والتي منها (شغفها لتصدير وتوطيد الديمقراطيات والحريات) لشعوب العالم النامية، وبذلك تصدم بين فترة وأخرى السذج ممن انطلت عليهم تلك التخرصات. ولا تشّذ الأزمة في العراق عن السلوك الأميركي، وهو ان مصالحها فوق أي اعتبار، حتى لو خلّف أوطاناً من رماد أو جبالاً من جثث! فقد أفصح عن ذلك الرئيس أوباما باختصار شديد، حينما صّرح عقب زيارته لقواته في أفغانستان نهاية أيار الماضي بأنه "لم يكن من مهام أميركا جعل الوضع في أفغانستان مثالياً، فهذه ليست مهمتنا بتاتاً)!! حسناً لو أسقطنا هذه القناعة والعقيدة الأميركية على الوضعين السوري والعراقي حالياً، نجده شديد التطابق، فأميركا لا ترعوي عن القيام بأية حماقات ومغامرات سياسية أو عسكرية وبأية أدوات كانت، داعشية أو بعثية أو جيش النصرة أو (الجيش الحر) لتنفيذ مآربها، وهذا لا يعني ان تلك القناعة لا تسري على لبنان وباقي البلدان، إسلامية كانت أم غيرها. من السهل القول انه لا توجد أدلة مادية على الدور الأميركي في تأسيس واحتضان ودعم وتسديد داعش الإرهابية بكل تحالفاتها الميدانية مع الفصائل الإرهابية الأخرى في العراق وسوريا، ولكن من الصعب تغييب العقل والقرائن التي هي من أهم الأدلة في العلوم الجنائية، والتي تشير بإصبع الاتهام الى أميركا التي تحرك خيوط اللعبة، فـ (البعرة تدل على البعير)، والقرائن أصبحت أكثر من ان تحصى، وأكبر من ان يحجبها دخان الحريقين العراقي أو السوري! لم ولن تدخل أميركا بجنودها في دعم الدواعش، فليس هذا السيناريو واقعيا، ولكنها دخلت منذ زمن سياسياً وإعلاميا واستخباريا ولوجستيا، فالإدارة الأميركية لم تعلق أبداً على التقرير الخطير لوكالة (وورلد نيت دايلي) الأمريكية حينما نقلت تسريبات عن مسؤولين أردنيين مؤخراً بأن "أعضاء داعش سبق لهم أن تلقوا تدريبات عام 2012 من قبل مدربين أميركيين يعملون في قاعدة سرية بالأردن"، وأشار المسؤولون إلى أن "عشرات من أعضاء التنظيم تدربوا في تلك الفترة كجزء من مساعدات سرية كان يتم تقديمها للمسلحين الذين يستهدفون سوريا"، وأضافوا أن "تلك التدريبات كانت تهدف إلى قيام المسلحين بعمليات مستقبلية في العراق". وسبق للوكالة المذكورة أن كشفت في شباط 2012 عن أن أميركا وتركيا والأردن يديرون سوياً قاعدة تدريبية للمسلحين السوريين في بلدة الصفاوي الأردنية التي تقع بالمنطقة الصحراوية في شمال البلاد. * * * لا يمكن لأي مراقب أن يتجاهل ذلك التطابق الصريح بين مقولات داعش من جهة ومقولات ومواقف أميركا ومعها (محور الارهاب) من جهة أخرى، وهذا المحور يتمثل بالسعودية وقطر وتركيا والأردن وفي الخلفية اسرائيل وأدواتها الإقليمية، اذ يكررون مقولة (تهميش السنّة) و (عدم إنصاف) المكون السني، وليس من قبيل الصدفة ان يجاري الإعلام الغربي والاميركي أبواق محور الارهاب في إطلاق تسمية (جيش المالكي) على الجيش العراقي وقواته المسلحة، أو (الثوار) على آكلي لحوم البشر الدواعش والقطعان المنضوية تحت لوائهم، كما بدأوا يرددون المصطلح المفخخ (الربيع العراقي) الذي يذكّر بالربيع الأسود أو الأحمر الدموي في بلدان عدة، بل وتنبري الـ BBC في تضخيم (مكتسبات) الارهابيين، وإعطاء صورة تحلم بها حتى أبواق داعش على الانترنت! فمثلاً جعلت 90% من مصفى بيجي بيد داعش منذ الرصاصة الاولى التي سُمعت في المدينة، الى أن صَفعت تخرصاتها الصور والتقارير الميدانية التي نشرتها الحكومة العراقية في بياناتها الإعلامية، مما جعل الـ BBC تتراجع عن هذه المزاعم! وتتصاعد وتيرة التصريحات السياسية الأميركية على أعلى المستويات بتوجيه حرابها باتجاه واحد هو العملية السياسية في العراق، وكأن الارهاب ومحوره ودواعشه براء مما يجري الآن، فهذه هي الصورة النمطية التي تُرسم للوضع العراقي الراهن، ويؤكدها الرئيس أوباما في كل فرصة يطل بها على الإعلام، اذ يصف الحرب في العراق بـ (الأهلية) والطائفية، وبأن الحكومة العراقية أخفقت في إشراك (جميع) العراقيين، بل وبدأ يلمح الى حتمية إشراك (الجميع) في العملية السياسية بعد الأحداث، ولم نجده يستثني داعش من هذا (الجميع)! وقال أوباما في حديث لبرنامج أخباري للبي بي سي نشرته بعد نكبة الموصل بعشرة أيام: "بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن، وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف"، وهو يغمز من طرف خفي بأن المسألة ليست صراع الحق والباطل، الخير والشر، انما (خارطة القوى الآن)!، وهذا لب الموضوع، أي خلق خارطة قوى جديدة على الأرض لفرضها على الجميع أميركيا. وهذا شديد الشبه أيضاً مع ما كان يحاك للحريق السوري منذ بداياته، اذ كانت أميركا ومحور الارهاب يسارعون الى فرض التنظيمات الإرهابية - ولاحقا داعش- على خارطة القوى، وسد كل الابواب بوجه الحلول السياسية، بشتى السبل والمزاعم، وحرق أوراق المعارضين السلميين او (المعتدلين) لتهيئة الأجواء للمشروع الاميركي بأدواته، التي يسعى لجعلها قوة على الأرض، وقد كان أوباما واضحا حينما صرّح في مقابلة تلفزيونية مع شبكة سي بي إس CBS الأميركية أواخر حزيران المنصرم، قائلاً: "إن داعش قد استغلت حدوث فراغ في السلطة في سوريا لجمع الأسلحة والموارد، وتوسيع سلطته وقوته على الأرض". ورداً على سؤال فيما إذا قررت واشنطن دعم قوات (المعارضة المعتدلة) في سوريا، هل سيكون هذا الفراغ موجوداً، فأجاب أوباما: "فكرة وجود قوة سورية معتدلة جاهزة لهزيمة الأسد ليست صحيحة، وبالتالي فإنه بكل الأحوال الفراغ سيكون موجوداً". وأوضح أوباما أن إدارته "استهلكت وقتاً كبيراً في العمل مع المعارضة السورية المعتدلة، ولكن قبول وجود معارضة مثل هذه قادرة على الإطاحة ببشار، يبدو الأمر غير واقعي وفانتازيا" حسب تعبيره. هل يشك عاقل بأن أوباما يمهّد ويوجه الآخرين لقبول داعش باعتبارها قوة (الأمر الواقع) وليست مجرد فانتازيا، وهل يشك المتابع أيضا بأن هذا الهدف لم ينقدح في ذهن أوباما اثناء المقابلة المذكورة، بل قبل ذلك بكثير؟! انه اذن تأسيس عملي للعقيدة الأميركية الجديدة التي تدعم القوى (المتشددة) على حساب (القوى المعتدلة)، لأن الأهداف الأميركية لن تتحقق بدون هذه القوى، وقد اختصر الرئيس أوباما الطريق على الجميع وأوضحها على الملأ كما سلف. أما التسارع في الإحداث والمواقف فيكشفان بتسارع موازٍ أيضا التوجه الجديد في العقيدة الأميركية تلك، مدعومة بالمواقف والأفعال، واستحضر هنا ذلك الضغط الهائل الذي وصل الى حد الإطاحة بالعملية السياسية في باكستان حينما كانت الإدارة الأميركية تضغط وبشدة على الحكومة الباكستانية لإعطائها جميع التسهيلات، حتى وان ألغت سيادة باكستان، من أجل توجيه ضربات جوية على معاقل طالبان في الحدود مع أفغانستان، ولكن في أحداث العراق الراهنة لم نجد طلباً اميركيا علنيا واحد من محور الارهاب بأن يكّف عن دعم الارهابيين والدواعش في العراق! مثلما لم تعلق إدارة أوباما على الوثيقة الخطيرة المسربة مؤخرا من سفارة قطر في ليبيا والتي توضح ارسال 1800 مقاتلاً لرفد قطعان داعش! أليس هذا الصمت المريب هو مباركة أميركية بامتياز؟ ولماذا لا يأخذ هذا التسريب الخطير حيزاً من التصريحات الأميركية أسوة بتصريحات (إنصاف السنة) و(طائفية) الحكومة العراقية؟ ماذا لو كانت هذه الوثيقة مسربة من سفارة إيران لإرسال مقاتلين الى سوريا او العراق؟ ثم هل ما فعلته القاعدة وطالبان طوال العقدين الماضيين في مناطق شتى من العالم كان بسبب (تهميش السنة وعدم إنصافهم)؟ وهل حادثة 11 سبتمبر هي رد فعل على (تهميش المكون السنّي)، وهل ما تقترفه داعش في العراق وسوريا ومعها جبهة النصرة بقتلهم السنّة قبل الآخرين هو بسبب (عدم الإنصاف)؟ * * * لن تتعارض العقيدة الأميركية -المشار اليها- بتاتاً مع إقامة دويلة لداعش وأخواتها ممتدة بين العراق وسوريا، ولا يشذ عن ذلك هدف داعش (دولة الخلافة) الذي أعلنتها مؤخرا، اذ داعش هي (البعبع) المستنسخ الذي يخلف القاعدة وطالبان بنسخة شرق أوسطية جديدة، وستتحول الى مادة أولية وختم ذرائعي يدمغ (الشرعية الدولية) لأميركا، لتصول وتجول في الساحتين الدولية والإقليمية بذريعة مهترئة ومفخخة هي (محاربة الارهاب والتطرف)، مثلما فعلت في العقدين الماضيين، وبهذا تبعد أي منغصات أو أخطار عن الكيان الصهيوني، وتهيّيء الأجواء لهذا الكيان بأن يعبث كيفما يحلو له بمصير الجار الشمالي لبنان، الذي لا يمكن تحمل هيمنة حزب الله على توازنات القوى فيه، كما تطلق يد التوحش الاسرائيلي في الداخل الفلسطيني، كالمذبحة التي تقترف في غزة الآن. أما عراقياً، فتعمل الطبخة الأميركية الناضجة على نار الحريق المشتعل في العراق بتركيع الحكومة العراقية والعملية السياسية برمتها، ومعها الغالبية في العراق كونهم من الشيعة، وكونهم مستهدفين كجزء من خطة تركيع الرقم الشيعي المستعصي على التدجين الأميركي في كل الساحات، ثم تحويل العراق الى أشلاء يكون صاعقها الإقليم السني الذي تريد أن تفرضه الهجمة التكفيرية بتحالفات ارهابية، ومعها محور الارهاب بمباركة اميركية، بعدما أيقنت أميركا ان تسيّدها في العراق بات مهدداً، وان دواعش وطائفيي الاقليم المزمع فرضه هم أجدر لتحويل بوصلة الاستعداء ضد إيران وضد المقدسات الشيعية، وهذا بدوره يدعم داعش سورياً بعد أن تقوى شوكتها في العراق، على أمل ان تكتمل بعض عناصر الطبخة الأميركية ليجعلوا داعش المعادل النوعي لحزب الله في لبنان، وينفّسوا من ضغط الأخير على الكيان الصهيوني. وبقليل من المتابعة في هذه الايام لتصريحات المسؤولين الاميركيين وصقور الساسة الاوربيين، يمكن أن يرصد المرء استعداءً ممنهجاً ومدروساً ومركّزاً على السيد نوري المالكي، ويسترسل اولئك في وصف الحكومة بالطائفية، وأن (زعماء الشيعة) يأججون الوضع الطائفي، وان دعوة المرجعية العليا للجهاد الكفائي هي (صب الزيت على الحريق العراقي)، ويبلع هؤلاء كل مفرداتهم حينما يمرون على الارهابيين الدواعش ودول محور الارهاب! حقاً، يتساءل المرء، هل داعش وحلفائها المحليين هم الضحية، وهم مَن عانى من (التهميش)، أم انهم من يغتصبون الحرائر في الموصل، ويمارسون الذبح الجماعي اليومي بشهوة انتقامية تسعى لتدمير الحرث والنسل، وتحرق الكنائس والحسينيات ودور العبادة الأخرى، ولا تعترف بأية أعراف أو قوانين دولية؟ ولنا أن نتساءل أيضاً، هل لأميركا الحق في أن تحاسب السيد المالكي لو كان مخطئاً، أم هناك آليات ديمقراطية ودستورية عراقية كفيلة بذلك، اذا اعتبرت أميركا بأن العراق بلد ذو سيادة؟ وفي غمرة التصرف المشبوه للإدارة الأميركية إزاء داعش ومحور الارهاب والحريق العراقي الناشب بفعل الهجمة التكفيرية نسأل؛ ما وجه الربط الآن بين هذا الصمت المموّه ازاء العدوان الارهابي الموجّه من محور الارهاب، وبين سوء إدارة المالكي؟! ولماذا تتصرف أميركا جاهدة لإتهام الجميع بالتقصير وسوء الإدارة والطائفية ولا تنتبه الى سياستها التي هي محط الشبهة والريبة، فيصدق عليها قول (كاد المريب يقول خذوني)؟! طبعاً هذه الهجمة الدبلوماسية والإعلامية الأميركية-الغربية على الحق العراقي في تطهير العراق من الدواعش وقطعان الارهابيين، هي حلقة في مسلسل خلط الأوراق أميركياً، والتنصل من المسؤولية في إيصال العراق الى هذا الوضع، عبر التدخل المستمر -الخفي منه والمعلن- في رقعة القرار العراقي، وبأساليب شتى، لفرض أجندات وأسماء بعينها على العملية السياسية القائمة، وإن كانت تلك الأجندات والأسماء بالضد من مصلحة العراق واستقراره واستتباب السلم الأهلى وفرض هيبة الدولة ومؤسساتها السيادية، فمثلاً كانت المؤسسة القضائية تواجه ضغوطاً خفية هائلة بغية عرقلة إصدار وتنفيذ الأحكام الصارمة بحق الارهابيين، بينما كانت الترسانة الإعلامية الأميركية مستنفرة لوصم هذه الخطوات بأنها لا تراعي (حقوق الإنسان)، وانها تستهدف السنّة، وان السلطات تمارس التعذيب ضد سجناء دعاوى الارهاب، وغير ذلك كثير من ضغوطات عرقلة قرارات القضاء العراقي والتشكيك بنزاهته. ومن أخطاء الحكومة العراقية انها كانت ترضخ لهذه الضغوط بمبررات سقيمة، ويمكن القول ان هذا الرضوخ ساهم بحصة ما في إيصال العراق الى الوضع القائم اليوم للأسف الشديد! * * * لو راقبنا التأرجح والتلكؤ المشبوهين للإدارة الأميركية في الاستجابة الى المناشدة العراقية منذ اليوم الأول للأزمة، لتفعيل بنود الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية لعام 2008، وزدنا عليه المواقف والتصريحات الأميركية بخصوص الأزمة، نخرج بانطباع ان الموقف الأميركي واضح -على الأقل- في افتقاده للمصداقية، وان الأميركيين عازمون على إكمال مخططهم وكسب الوقت لتكريسه أمراً واقعاً، وذلك بتسويف وتأخير الحسم الأميركي في موضوعة تفعيل بنود الاتفاقية الأمنية العراقية - الأميركية، وما (الشروط) التي يلوّح بها أوباما حينما يتم الحديث عن مساعدات عسكرية في الحرب ضد الارهاب في العراق، سوى استثمار للواقع على الأرض، وفرض إملاءات ربما لا تقل قساوة عن أية خيارات أخرى، أي ما لم تحصل عليه أميركا من الحكومة العراقية طيلة السنوات العشر الماضية، تطمح للحصول عليه الآن في ظل تغير بعض موازين القوى على الأرض. كما لا يوجد أي بند في الاتفاقية المذكورة ينصّ بأن الطرف الأميركي لديه الحق في فرض الشروط والإملاءات اذا طلب منه الطرف العراقي الدعم والمساندة حين تعرضه للعدوان والخطر، ولكننا ازاء ذات السياسة الأميركية التي تتبع اسلوب (ألقاه في اليمّ مكتوفاً وقال لهُ، إياك إياك أن تبتل بالماءِ)! ولدي شك كبير في ان الضربات الجوية التي يريد أوباما أن تكون بوابة الاشتراطات الأميركية للحكومة العراقية، ستغير موازين القوى، مثلما أشك في ان المستشارين الاميركيين الـ 300 الذين وصلوا العراق سيسهمون في (تصحيح الأوضاع)، في حين استساغت أميركا شم رائحة دخان الحريق العراقي! بل أخشى بعد ان يتم تفعيل الزخم الشعبي المليوني الملبّي لنداء الوطن والمرجعية العليا مؤازراً للقوات المسلحة في تطهير العراق من رجس الإرهاب، أخشى أن تدعو أميركا الى إقامة (مناطق آمنة) لإنقاذ وحماية الارهابيين مثلما دعت من قبل الى حماية منظمة (مجاهدي خلق) الإيرانية، فأميركا هي أميركا، ولكن علينا فقط أن ننشط ذاكرتنا في مثل هذه الأوقات العصيبة!
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة
- اختلاف أسماء المدن والشوارع بين الرسمية والشعبية وطريقة معالجتها