- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
امرلي جعلت التشبث بالارض عنوان
حجم النص
بقلم الدكتور الاستشاري:رافد علاء الخزاعي امرلي هذه المدينة الجميلة الغافية في حضن وادي كورد دره المتفرع من سلسلة هضاب حمرين يحدها من جهة الجنوب الشرقي بحيرات السد العظيم ومن الشمال طوز خرموتا (الدوز) ومن الغرب قضاء الدور وهي تابعة من الناحية الادراية لمحافظة صلاح الدين. امرلي هذه المدينة التي يبلغ سكانها 20الف نسمة هي تركمانية شيعية كانت متعايشة بامان الله مع المناطق المجاورة لها في علاقة من المؤدة والرحمة لطبيعة اهلها الطيبين النابعين من عشيرة واحدة وهي عشيرة امر الطائية حيث يرجعم نسبهم الى امر ابن حاتم الطائي وهم يعتبرون البو عامر ابناء عمومتهم وقدموا الكثير من ابنائهم في الدفاع عن ارض العراق في معاركه التاريخية وهذا اعطى ميزة لابنائها في خبرتهم العسكرية والقتالية وكانت احد اسباب نصرهم في معركتهم البطولية. سكانها بطبيعتهم وجمال هوائها ناس بسطاء طيبون ميالون للخير والعطاء مهنتهم الفلاحة هي تعتبر اراضي امرلي من الاراضي الخصبة بزراعة الحنطة والشعير وحصادهم وفير ولكنها في نفس الوقت مدينة فيها المدراس يربوا عددها على الاثنى عشر مدرسة ابتدائية ومتوسطة وهي مخططة على وفق التخطيط الحديث للمدن النامية في العراق نتيجة للتوسع السكاني. ويحيط بامرلي مجموعة من القرى التابعة لناحية آمرلي هي (بوسطاملى , پير أحمدلي , عبود , زنگيلي , بير آوچولو , قارا ناز , چارداغلى , بيّگ البو حسن , كيچّيگ البو حسن , دره اوباسى , صياد , ايرويزات , دراويش , بيّگ مفتول , كيچّيگ مفتول , پاشا گلَن , اوچ تپه , ثعيلب , خذر اوباسى) ولكن اغلب هذه القرى الان بعد الهجوم الداعشي الصهيوني اندثرت بعد ان فجروا منازلهم وسبوا نسائهم واعدموا ابنائهم بالرصاص وذبحا من الاعناق واخذوا حلالهم وماشيتهم غنائم للدواعش الانجاس الراغبين بابادة الشيعة التركمان في هذه المناطق واجبارهم على التهجير القسري من اجل تنفيذ المشروع البايدني الصهيوني في تقسيم العراق واضعافه. لقد طغى اسم امرلي في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على مدى الستة اشهر الماضية نتيجة لمعاناتها من الهجوم الداعشي المسمر منذ 2003 ولحد الان فقد قتل الكثير من ابناء امرلي ذبحا على الهوية خلال السنوات الماضية في سيطرات القاعدة وداعش الاجراميتين التي كانت تسيطر على طرق محافظة صلاح الدين وديالى وكركوك ولم تسلم امرلي من مفخاختهم المستمرة التي تركت احزان وجروح نازفة في قلوب ابنائها واعمقها تفجير سوق امرلي في 7تموز 2007 في تفجير شاحنة محملة بالطحين ونصف طن من الديناميت والصواريخ حيث استشهد مئتان من ابنائها وجرح اكثر من ستمائة جريح لازالت جروحهم لحد الان لم تندمل. لقد كان الدواعش في خطتهم الابادية للشيعة مبنية على اساس السيطرة على محور حديثة الفلوجة سامراء العظيم ادلي عباس المقدادية وهو يمثل خط 36 الشهير لمنع الطيران ابان حرب الخليج الثانية الذي اقر سنة 1995 من قبل مجلس الامن الدولي ومن خلال هذه السيطرة السوقية جعلت الحركة من بغداد والى هذه المناطق مصدر خطر بحيث انها معرضة للسيطرات الوهمية التي تقتل الجنود والقتل الهوية. والمحور الثاني في هذه الخطة هو تصفية الاثنيات والاعراق الاخرى شمال هذا الخط وهكذا بدات حرب الابادة في تلعفر والحمدانية والطوز سعيا الى فرض نظرية البتادل السكاني الصهيوبادنية من اجل تقسيم العراق وانها الجغرافية التشابكية للاثنيات والسكان التي تعيق التقسيم وتبقى على وحدة العراق لان الجغرافية السكانية العراقية غير خاضعة للتقسيم من الناحية العملية ولذلك كانت بعض الاطراف تعارض في اجراء تعداد سكاني بعد 2003 وذلك حتى لاتبقى وثيقة ادانة لاجراء التقسيم المفترض والملعون عبر الاجيال. وهكذا بدأت معركة ابادة سكان امرلي في تطويقها وفرض الحصار ومحاربة القرى وابادتها وتفريغها من السكان وقد بدات في بعض الاجراءات الادراية الروتينية في تهميش الناحية واضعافها اقتصاديا واداريا ومن خلال الدواعش في قطع اسلاك الكهرباء وضخ النفط الاسود في انابيب مياه الشرب من اجل تعطيلها نهائيا واصابتهم بالعطش في حالة الحصار وهكذا بداء الحصار منذ شهر تموز 2014 وقد اخذ امدا اوسع بعد احداث اب 2014 وسقوط الموصل وطبق حصار كامل على امرلي الذي انتقده احد قادة الدواعش وقال عندما تريد ان تحاصر مدينة اترك مجالا للهرب حتى تنهار المعنويات ويهربون من خلال هذا المجال ولكن هذه المعركة في حالة الحصار الكامل ستكون صعبة لاستبسال اهلها. نعم استبسال اهل امرلي المتشبثين بالارض ارض الاجداد التي تحوي الذكريات ومصدر الرزق والعطاء ارض مقام الامام الحسن المجتبى عليه السلام الواقع على اطراف امرلي الشمالية والذب اضفى على المعركة نوع من القدسية في الدفاع عن الارض والعرض والابناء. وهكذا ابتدأت الاستحضارات اللازمة للدفاع عن امرلي عبر انتخاب قيادة محلية من ابناء امرلي البطلة الصامدة والتعاون التام مع فوج طوارى امرلي التابع لقيادة شرطة صلاح الدين الذي هرب امره وترك ارض المعركة مبكرا ولكن ابناء امرلي من منتسبي هذا الفوج صمدوا صمود الابطال النشامى المضحين بالروح من اجل النصر وهكذا تم حفر الملاجى وانشاء السداد والسواتر الترابية وحفر الخنادق لمنع تقدم الاليات الداعشية بجهود ذاتية وبمبالغ من الاهالي رافقه حصاد للحنطة مبكرا قبل موسم الحصاد بمساعدة وحماية ابناء امرلي ليكون هنالك خزين استتراتيجي من الخبز وتم ارسال وسائل ضغط الى النجف وكربلاء للضغط على الحكومة في سبيل اسناد ابناء امرلي مما اوجد تعاون مع الاستخبارات العسكرية وطيران الجيش عبر الموبايل وتم حفر الابار للاستفادة منها للماء الصالح للشرب والاستفادة من الابار القديمة وتم اعداد المركز الصحي في امرلي بجهوده المتواضعة من اجل الاستعداد لاخلاء الجرحى انها معركة محلية عنوانها معركة من اجل البقاء اما الشهادة او العيش بكرامة ورفعة راس والاحتفاظ بارض الاجداد انها كربلاء جديدة فلم يترك لهم الدوعش خيار بعد الحصار اما الشهادة او الموت ذبحا وسبي النساء والاطفال وهكذا كانت صرخة اهل امرلي المقاتلين شعار الصمود التاريخي لبيك يا حسين لبيك ياعراق. ولقد عانى اهل امرلي من الحصار بعد نفاذ المؤن والاكل من مشاكل صحية وموت للاطفال عددهم اثنا عشر طفلا وموت للمرضى كبار السن نتيجة لنفاذ الدواء وموت اثنان من الحوامل واجنتهم نتيجة الافتقار للرعاية الصحية وعدم وجود قابلات ولادة انه حصار في غياب الكهرباء والماء الصالح للشرب والغذاء ففي شهادة عيانية من احدهم ان احدى الامهات كانت توزع رغيف واحد على عشرة اطفال مع ماء مالح لوجبة غذائية واحدة ليوم كامل وهنالك قصص اخرى كثيرة من قصص الصمود لايسع المقال لذكرها. وهكذا بدا التعرض الداعشي كل يوم من خلال القصف بقنابر الهاون على البيوت الامنة وكان الدواعش يختاورون وقت السحور والفطور لارعاب الاهالي والسكانمع التعرض لاطراف المدينة بالقناصين والدوشكات وهكذا فشلت عشرات محاولة التقرب والتعرض لسواتر امرلي نتيجة ليقظة الصامدين المدافعين وتم التعرض في المعركة الفاصلة بقوة خمسائمة من الدواعش على المحور الشمالي والمحور الجنوب الشرقي وقد ابلى المدافعين صمودا في اعتمادهم على اسلحة اجدادهم البرنو وهي بندقية جكية كانت تستعمل للقتال في عشرينات واربعينات القرن الماضي واستعملها المقاتلون الاكراد في سبعينات القرن الماضي وذلك لدقتها في التصويب والمدى الطويل للاصابة القاتلة لغاية 3 كيلو متر رغم انها بندقية ترمي مفردا فقط واعتمادهم ايضا على الا ربجي سفن والبازوكا في اعاقة الاليات الداعشية وقد كبد الدواعش بخسارة وانهزموا هزيمة الجرذان بعد ان تركوا 325 من جيفهم في العراء وكان للتنسيق الجيد بين الصامديم وطيران الجيش عامل مهم في الصمود والانتصار وفي معالجة الاهداف الداعشية من دبابات وعجلات مدولبة لازالت اثارها تروي البطولة في اطراف امرليلدقة معلومة الصامدين لخبرتهم القتالية الماضية في الجيش العراقي السابق فهكذا كانوا جميعهم مقاتلين واضفوا صفة لمدينتهم نقف امامها باجلال واحترام صفة امرلي الصامدة المنتصرة. نعم امرلي الصامدة كانت عنوان التشبث بالارض والالتصاق به من اجل وحدة العراق وافشال المشروع الداعشي الصهيوني البايدني انها التضحية من اجل العراق لقد كان لفتوى السيد السيستاني حفظه الله ورعاه الجهادية الكفائية والعزيمة الممتدة من الفكر الحسيني الثوري والاسناد من طيران الجيش واسناد العتبة العباسية اللوجستي عوامل ساعدت في الانتصاروتسطير البطولة والانتصار. ان الزيارات البرتكولية الى امرليمن قبل المسؤولين لغرض تجيير الانتصار ليس ضروريا وانما الضروري هو ادامة النصر والصمود لاهالي امرلي لتكون عنوان ونبراسا للاخرين من اجل استعادة تلعفر والحمدانية والرشيدية والبشير واعادة المهجرين لها وذلك بحزمة قرارات فعالة وسريعة التنيفذ والمتابعة خارج السياقات الروتينية من اجل تعزيز الانتصار وذلك بارسال محطات تصفية مياه والدعم المالي والوقود والمولدات لديمومة الحياة وهكذا ستبقى امرلي ارض الشموخ والانتصار سيحج لها الاحرار كل عام بمناسبة الانتصار. نعم لقد كنت في رحاب امرلي وتنفست اجواء النصر واستشرقت البطولة والصمود من عيون اطفالها ونسائها وقبلت ترابها الذي صمد في وجه الدواعش واعطنا بارقة امل في الانتصار. لقد علمتني امرلي ان الخبز والماء واﻻرادة يستطيع اﻻنسان ان يسطر الملحمة امرلي مثاﻻ للبطولة ولصمود وعنوان مجد صارخا عبر اﻻجيال
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته